سخيبول (هولندا) – الوكالات: أدانت محكمة هولندية أمس الجمعة النائب الهولندي غيرت فيلدرز المعروف بمناهضته للإسلام، ويحاكم بعدما وعد عام 2014 بخفض عدد المغاربة في بلده، بالتمييز لكنها برأته من تهمة التحريض على الكراهية. وقرر القضاة عدم فرض أي حكم أو غرامة على فيلدرز الذي أعلن اعتزامه استئناف القرار الذي وصفه بأنه مسعى لـ«تحييده» قبيل الانتخابات المقررة في مارس المقبل. وتعهد فيلدرز في رسالة فيديو مصورة تم تناقلها بعد صدور الحكم في جلسة تغيب عنها: «لن أصمت أبدا. لن تكونوا قادرين على وقفي». وقال القاضي هندريك ستيهويس خلال تلاوة الحكم التي استغرقت نصف ساعة إن تصريحات النائب «تنطوي على تمييز بين السكان المغاربة ومجموعات أخرى من السكان في هولندا». وأضاف: «الطبيعة النارية للطريقة التي تم بها الإدلاء بهذه التصريحات حرضت آخرين على التمييز ضد الناس من أصول مغربية». إلا أن القضاة قرروا عدم فرض غرامة عليه بالرغم من أن النيابة أوصت بتغريمه خمسة آلاف يورو. من جهة أخرى، رأت المحكمة عدم وجود «أدلة كافية» على أن تصريحاته تصل إلى حد التحريض على الكراهية. وتأتي المحاكمة فيما تظهر استطلاعات الرأي نتائج جيدة لحزب الحرية الذي يتزعمه قبيل الانتخابات المرتقبة في مارس 2017. وبحسب الاستطلاعات، سيحصل حزب فيلدرز على 34 مقعدا من أصل 150 في البرلمان الهولندي، متقدما بفارق 10 مقاعد على منافسيه الليبراليين بزعامة رئيس الوزراء مارك روتي. وبدلا من أن تلحق المحاكمة أضرارا بفيلدرز، أوضح مراقبون أن شعبيته ازدادت في أوساط الناخبين الذين يشعرون بالقلق من تدفق المهاجرين. وبعد سلسلة انتصارات للشعبويين في أوروبا وانتخاب الجمهوري دونالد ترامب في الولايات المتحدة ستكون الانتخابات التشريعية الهولندية محط اهتمام. وتمت محاكمة فيلدرز (53 عاما) بسبب تصريحات أدلى بها في سياق حملة انتخابية محلية في مارس 2014 عندما سأل مؤيديه «هل تريدون عددا أقل أو أكبر من المغاربة في مدينتكم وفي هولندا؟». وعندما هتف الحشد «أقل، أقل» رد فيلدرز مبتسما: «سنعمل على ذلك». وهذه ثاني محاكمة من نوعها لفيلدرز الذي تمت تبرئته من تهم مماثلة عام 2011. وكان فيلدرز قد تعهد في حال انتخابه رئيسا للوزراء بحظر القرآن وإغلاق جميع مساجد ومدارس المسلمين، وإغلاق الحدود الهولندية ومنع المهاجرين من الدول الإسلامية. وفيلدرز سياسي يحظى بأهم حماية أمنية في هولندا منذ أن اغتال شاب مغربي المخرج المثير للجدل والمنتقد للإسلام تيو فان غوغ عام 2004. وقد يكون وضع على لائحة القاعدة السوداء. ويؤكد أنه يعارض أي شكل من أشكال العنف بما في ذلك ضد المسلمين على الرغم من أن تعليقاته حول القرآن والإسلام يعتبرها عديد من المسلمين المعتدلين مهينة جدا.
مشاركة :