المفتي التونسي يرى أن القبول يكون لمن تاب من شباب تونس الذين غرر بهم هؤلاء ورجعوا دون أن يلوثوا أيديهم بدماء الأبرياء. العرب [نُشرفي2016/12/10، العدد: 10481، ص(4)] لا يثق في الإرهابيين التائبين تونس - حذر مفتي الجمهورية التونسية الشيخ عثمان بطيخ من “توبة” الجهاديين الإرهابيين، واعتبرها في تصريحات نُشرت الجمعة، “خداعا وتقية”، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الجدل في تونس حول ملف عودة التونسيين من بؤر التوتر الذي أثاره الرئيس الباجي قائد السبسي في تصريحات سابقة. وقال الشيخ بطيخ “لا أحد يثق في صدق توبة العائدين من بؤر التوتر وندمهم خاصة من قياداتهم، ومنظوريهم، ومشجعيهم، باعتبار أنهم لا يفكرون في التوبة حقيقة وإنّما خداعا وتقية”. ولكنه أشار في المقابل إلى أن “القبول يكون لمن تاب من شباب تونس الذين غرر بهم هؤلاء ورجعوا دون أن يلوثوا أيديهم بدماء الأبرياء بعد أن دفعهم الفقر والجهل والبطالة إلى ذلك”. واعتبر أن المراجعات التي عرفتها بعض الدول في هذا الصدد “تمّت بسرعة ودون متابعة ولم تفرّق بين القيادي ومن ارتكب جرائم ومن غُرّر به”. وتابع قائلا إن “قبول توبة هؤلاء الذين لم يشاركوا في الجرائم ولم يقاتلوا وكانوا عن جهل وغرر، فإن رجوعهم لا يكون هكذا مطلقا وتكون لهم الحرية ويكونوت طلقاء بل لا بدّ من خضوعهم إلى العناية والإحاطة والمراقبة اللصيقة بهم والإحاطة النفسية والاجتماعية والدينية حتى يتبين صدقهم من كذبهم، وهذا ما كانت تفتقده المراجعات التي حصلت سابقا وفشلت”. وشدّد في المقابل على أن “رؤوس الفتنة ومن ظهر كذبه ومن ارتكب ما ارتكب من الجرائم، فلا توبة حقيقية ترجى منه، وهو مسؤول عن جرائمه ودماء الشهداء في عنقه حتى ينال جزاءه”. ويأتي موقف الشيخ عثمان بطيخ، فيما تشهد تونس جدلا متصاعدا أثارته تصريحات سابقة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حول عودة الإرهابيين التونسيين من بؤر التوتر إلى الأراضي التونسية، قال فيها “لا يمكننا منع تونسي من العودة إلى بلاده، لأن هذا أمر يكفله الدستور”. وقال السبسي في تصريحاته ” لن نضعهم جميعا في السجون، لأننا إن فعلنا ذلك لن يكون لدينا ما يكفي من السجون، بل سنتخذ الإجراءات الضرورية لتحييدهم ونحن نراقبهم”. واستنكرت العديد من الأوساط السياسية تلك التصريحات، ما اضطرّ الرئاسة التونسية إلى الرد في بيان توضيحي وزعته اليوم، أكدت فيه أن العودة إلى الوطن “حق دستوري” ولا يمكن حرمان أي مواطن منه “مهما كان السبب”. ولم يُفلح بيان الرئاسة التونسية في تبديد ذلك الجدل، حيث تواصل على أكثر من صعيد رغم أن وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب، لم يتردد في التحذير من خطورة العناصر الإرهابية العائدة من بؤر التوتر. وأكد المجدوب في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ40 لقادة الشرطة والأمن العرب الذي انتهت أعماله مساء الخميس بتونس العاصمة، أن الخلايا الإرهابية النائمة المنتشرة في عدد كبير من دول العالم تشكل تهديدا لأمن الأوطان واستقرارها، ولا سيما بعد أن يتم تطعيمها بالعناصر العائدة من بؤر التوتر، والتي تتمتع بجاهزية عالية لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية نوعية. :: اقرأ أيضاً القوات العراقية في الموصل تستنجد بالحشد الشعبي أردوغان يسترضي بوتين بالتخلي عن حلب بوريس جونسون يدفع ثمن تصريحاته ضد السعودية من رصيده السياسي حسم تتبنى تفجيرا إرهابيا قتل رجال شرطة في الجيزة
مشاركة :