«السفير» اللبنانية تودّع قراءها مع العام الجديد بعد 42 عاما

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن أثار قرار صحيفة السفير اللبنانية،  منذ سبعة أشهر، بالتوقف عن الصدور، وبشكل نهائي، ضجة إعلامية كبيرة، إلا أنها تراجعت بعد ذلك عن قرارها لتصدر من جديد، ولكن بعد طرد العشرات من الصحافيين فيها تخفيضا للنفقات. ولكن تلك الخطوة لم تفلح في إنقاذ الصحيفة من مأزقها، حيث عقدت ادارة التحرير، أمس الجمعة، اجتماعا وتم إبلاغ الحاضرين بأن محاولات انعاش الصحيفة فشلت جميعها ولم تتمكن الصحيفة من تجاوز عثراتها المالية، وقد تقرر ايقافها عن الصدور وبشكل نهائي مع نهاية هذا العام، وستودّع قراءها، لينطلق العام الجديد بغياب من عاشت طويلاً بين أيدي اللبنانيين وسيطرت على أحاديثهم. وأن العدد الأخير من الصحيفة سيحتوي على 48 صفحة تروي أرشيفاً كاملاً من تجارب العاملين فيها على مدى 42 عاماً من عمرها، الذي سيتغير بعده ملمح آخر من ملامح العاصمة بيروت. وعبر الوسط الإعلامي اللبناني والعربي، عن الصدمة من توقف السفير نهائيا بعد ثلاثة شهور، ونهاية تاريخ  طويل بدأ منذ العام 1974 تحت شعار جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان، فضلاً عن شعار صوت الذين لا صوت لهم .. وعمل في السفير، التي يرأس تحريرها حالياً ، مؤسسها طلال سلمان، أسماء لمعت في الفكر العربي المعاصر أمثال: ياسين الحافظ، عصمت سيف الدولة، سعد الله ونوس، جورج قرم، مصطفى الحسيني، سليم الحص، وغيرهم الكثير.ويذكر أن رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي كان أحد العلامات الفارقة لصحيفة السفير ولمدة طويلة. غطّت السفير أبرز الأحداث اللبنانية، وكان لها دور كبير في الصراعات الكبرى التي خيّمت على هذا البلد، كما تفاعلت بشكل كبير مع القضايا العربية خصوصاً القضية الفلسطينية، فضلاً عن أحداث السنوات الأخيرة في المنطقة.. ودخلت السفير إلى الوجدان اللبناني مع اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان عام 1982 ووصوله إلى مشارف بيروت، حيث شكّلت الصحيفة منبراً للمقاومة ضد الاحتلال يطلق صرخة تهزّ الضمير العربي والعالمي. كما شكّلت الصحيفة خطّ دفاعٍ إعلامياً كبيراً في حرب يوليو/ تمّوز 2006 عندما شنّت إسرائيل عدوانها الهمجيّ على لبنان. اليوم مع تغيّر الزمان، ودخول التقنيات الإلكترونية إلى عالم الإعلام بقوة، وابتعاد القرّاء عن الصحيفة الورقية، وبعد أن اجتاحت الأزمات المالية الكثير من الصحف ووسائل الإعلام إقليمياً وعالميّاً، قررت السفير أن تنسحب من الميدان بالرغم من الفراغ الهائل التي سينتجه هذا الانسحاب. وفي هذا السياق، كتب ربيع فرحات، الصحفي بالجريدة، قبل سبعة أشهر، دخلت جريدة السفير نفقاً على خلفية قرار بالإقفال لم يتم. ما حصل كان تأخيراً لإعلان القرار، بعد محاولات إنعاش لم تفلح. اليوم، في اجتماع تم ظهر أمس الجمعة، مع إدارة التحرير، أُبلغنا بأنّ السفير لم تتمكّن من تجاوز عثراتها المالية، وبأنّها ستتوقف عن الصدور نهائياً مع ختام هذا العام. ليست هذه صدمة تماماً، لكن هضمها يحتاج إلى بعض الوقت. وقال الكاتب الصحفي ، بجريدة النهار اللبنانية، غسان حجار:  ان تتخذ السفير قراراً نهائياً بالاقفال، وأن تعيش أيضا صحيفة النهار أزمتها الخانقة التي تشكل خطراً على استمرارها، فهذا دليل على وهن في الجسم اللبناني كله، على تراجع فاضح في وطن القراءة ، والثقافة، وطن يتهافت الى الربح السريع، الى الابتذال، الى السطحية، غير آبه بما يعتبر ثروة وطنية، وواجهة للبنان على العالم. ويتساءل غسان : هل يمكن أن تصدق أن يكون صباح لبنان بلا صحيفة محترمة؟ هل يمكن لدولة، أي دولة في العالم، أن تفرط بهذه الصناعة الوطنية، وبهذا الارث الوطني؟. كل دول العالم سارعت الى دعم الصحافة الورقية عندها، فيما دولتنا تركز على دعم التبغ، وسابقاً الشمندر السكري، وغيرها من المواد العضوية، لأنها ربما لم ترتقِ بعد من مستوى الاعضاء، الى المستوى الفكري الثقافي. وأضاف: نخاف كثيراً من اقفال السفير لأننا نفقد معها منافساً شريفاً، ومهنياً، ونخاف الا تتولد ردة فعل وطنية، فنصير أمام مصير مشابه، فلا نقول للسفير وداعاً بل ربما الى اللقاء، وعساه لا يأتي قريباً. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :