البنا لـ «الراي»: مركز «جنرال إلكتريك للتكنولوجيا» يسعى لممارسة أنشطة الشركة الأم كافة في الكويت - اقتصاد

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن دخول شركة بحجم «جنرال إلكتريك» إلى الكويت، واختيارها لإنشاء مركزها التكنولوجي الأول خارج الولايات المتحدة الأميركية، مجرد قرار تجاري فقط. فقد استند القرار «الكبير» إلى عنصرين أساسيين، الأول يتركز على الخطط الضخمة للشركة العالمية، في حين يتكئ الثاني على المميزات والعوامل العديدة التي توفرها الكويت في سبيل جذب الشركات والكيانات الأجنبية. وفي هذا السياق، أكد مدير عام مركز «جنرال إلكتريك» للتكنولوجيا في الكويت، الدكتور خالد البنا، أن حجم الاستثمارات في المركز يتجاوز تكلفة البناء والمعدات والأجهزة، ليمتد إلى الاستثمار في الموارد، ونقل التكنولوجيا والمعرفة وبناء القدرات البشرية المحلية. وأشار البنا في مقابلة مع «الراي» إلى أن الخدمات التي يوفّرها المركز، تساعد على تقليل تكلفة الأعطال لدى عملاء الشركة في المنطقة، لاسيما وأنها تقلص وقت استيراد معدات الصيانة من الخارج، وكذلك تكلفة النقل، ما ينعكس إيجاباً على تقليص تكلفة الأعطال. وأوضح أن المركز يوفّر 3 خدمات رئيسية، تتمثل في تأجير معدات في مجال الطاقة وخدماتها، والتدريب التطبيقي النظري والعملي، وتقديم الحلول الهندسية، كاشفاً عن طموح «جنرال إلكتريك» بأن تكون شركة متكاملة تعمل بطاقة 100 في المئة، وأن يمارس مركزها في الكويت نشاطه بكافة القطاعات التي تعمل بها الشركة الأم في الولايات المتحدة، وأن يحول إلى جامعة تقدم الدراسات العليا في مجال الطاقة وخدماتها. وهنا نص المقابلة: ● كيف بدأ نشاط مركز «جنرال إلكتريك» للتكنولوجيا في الكويت؟ - لا بد من الإشارة بداية، إلى أن شركة «جنرال إلكتريك» العالمية، بدأت نشاطها في الكويت منذ أكثر من 50 عاماً، وعملت في مجالات صناعية عددية، أما قصة دخولنا إلى الكويت فبدأت بعد القرار الحكومي رقم 116 /‏2013 لتشجيع الشركات العالمية بالمساهمة في الاقتصاد المحلي، من خلال فتح شركات محلية يمتلكها المستثمر الأجنبي، من خلال انشاء هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر (KDIPA). وهنا، تقديم «جنرال إلكتريك» بخطتها الاقتصادية لإنشاء المركز، والتي تمت الموافقة عليها، إذ تم اختيارنا بناء على ما لمسته الهيئة من أهمية المشروع، الذي يساعد على تنمية الاقتصاد بالبلد والمنطقة، بالإضافة لما يمثله من قيمة مضافة لسوق العمل المحلي. كما أن النشاط الذي يمارسه المركز، يصب في صميم أهداف انشاء الهيئة وخططها التي تتمتع بمستوى طموح وعال جداً لاستقطاب الشركات العملاقة. ● لماذا وضعتم أعينكم على الكويت لتكون مقراً للشركة؟ - إن التوجهات الحالية للحكومة الكويتية، نحو تعزيز الإنتاجية والكفاءة في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى التحول الكامل لشركتنا نحو الحقبة الصناعية الرقمية على نطاق غير مسبوق، وكذلك مضي الكويت في مسيرتها التنموية القائمة على التنوع الاقتصادي، وتنويع موارد الطاقة والارتقاء بمستويات الاستدامة، بالتزامن مع تطوير البنية التحتية للبلد، وانطلاقاً من مكانتنا كشريك تقني للدولة على مدى السنوات السابقة، والتزمنا بدعم الرؤى التطويرية السباقة للدولة، ساهم في اتخاذ قرار إنشاء مركز متكامل لنا في السوق الكويتي. ● ما سبب اختياركم قطاع الطاقة تحديداً لبدء مهامكم؟ - يأتي الأمر متماشيا مع سياسة الشركة الأم، إذ يصب في صميم أهدافها والتزاماتها بالمنطقة، خصوصا وأن الكويت ودول المنطقة تشهد نمواً متسارعاً في معدلات الطلب على الكهرباء، ولذلك فهي بحاجة إلى زيادة قدراتها الإنتاجية لأكثر من الثلث خلال 5 سنوات حتى عام 2020. وكذلك تحتاج الكويت ودول المنطقة، إلى استيراد الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية، وهنا كان ضرورياً بأن نبدأ بهذا المجال، بحيث أن «جنرال إلكتريك العالمية - قسم الطاقة»، تساعد على إنتاج ما يقارب 50 في المئة من الطاقة المنتجة محلياً. ● متى بدأ إنشاء المركز وكم بلغت تكلفته؟ - بدأت عمليات الإنشاء في سبتمبر 2015، واستغرقت أكثر من 14 شهراً، بحيث تم بناؤه على مساحة 9000 متر مربع، منها 6100 متر مساحة البناء، و2100 متر خصصت لمركز التدريب العملي، و500 متر لتجهيز وتخزين المعدات. ولا يتوقف الاستثمار في المركز على تكلفة البناء والمعدات والأجهزة فقط، بل يشمل أيضاً الاستثمار في الموارد، ونقل التكنولوجيا والمعرفة وبناء القدرات البشرية المحلية. ووفقاً لمتطلبات هيئة الاستثمار المباشر، تم استخدام موارد وتصميمات محلية عند البناء، بمعنى أن «جنرال إلكتريك» وضعت المواصفات العامة، مع الإشارة إلى أنه تم تنفيذ المشروع عبر شركات كويتية تعمل في السوق المحلي. ● ما الخدمات التي يقدمها مركز «جنرال إلكتريك»؟ - يخدم المركز منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى أنحاء من أوروبا الشرقية ودول شرق آسيا، ويعتبر الأول من نوعه خارج الولايات المتحدة، كما أنه الأول من نوعه على مستوى الشركة الذي يتضمن 3 أنشطة رئيسية وهي تأجير معدات في مجال الطاقة وخدماتها، والتدريب التطبيقي النظري والعملي، وتقديم الحلول الهندسية. ● لماذا لجأتم إلى الأنشطة الثلاثة على وجه التحديد؟ - تعتبر «جنرال إلكتريك» من الشركات الرائدة في هذه الأنشطة، وخصوصاً في مجال التدريب التقني المتقدم، وقد تم اختيار الكويت كمقر للمركز كي تكون الشركة قريبة من عملائها في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، ونشر أحدث التقنيات الخاصة بالطاقة، ما يساهم في تعزيز مستويات الإنتاجية ودعم قطاع الطاقة المحلي والإقليمي. ● ما الذي يضيفه نشاط تأجير معدات الطاقة إلى الكويت والمنطقة؟ - تعتبر المعدات المتخصصة التي يتم تأجيرها لعمليات الصيانة الدورية، والأخرى غيرالمجدولة أو المفاجئة مهمة صعبة جداً من الناحية اللوجستية، بحيث أن المعدات غير متداولة أو متوافرة في الأسواق المحلية، نظراً لخواصها وأسعارها المكلفة، ناهيك عن بعد بلد المنشأ لتلك المعدات عن المنطقة، ما يعني أنه في حال حدوث عطل مفاجئ قد يستغرق معالجة الأمر أشهراعلى سبيل المثال لحين طلب المعدات من الخارج. إلا أن توافر تلك المعدات في الكويت وقت الحاجة، من شأنه أن يقلل من الوقت الكلي لعملية الصيانة الدورية، والأعطال بصورة أسرع وكفاءة أعلى وبتكلفة أقل، ناهيك عن تقليل الوقت المقدر للأعطال بعد تقليل وقت الشحن خصوصاً للمعدات التي لا يمكن الحصول عليها، سوى من الولايات المتحدة وأوروبا. ● ماذا عن المعدات والأجهزة المتاحة داخل المركز؟ - يضم المركز باقة واسعة من معدات الفحص، بما فيها الأجهزة الرقمية للكشف عن النقص في الشحنات الكهرومغناطيسية الأساسية، ومناظير الكشف البصري عن الأعطال، وعمليات الفحص المكونة من 6 مراحل للتوربينات الدوارة، وجهاز فحص انتظام تركيب ملفات الأقسام الثابتة في المحركات وغيرها، بينما تضم معدات الإصلاح والصيانة حاويات المعدات، وأرياش التوربينات، ومعدات الطرق الزعنفية، ورقائق التعديل، وإعادة رص الاقسام الثابتة في المحركات، وإعادة لف المولدات. ● كيف تنظر إلى نشاطي التدريب والحلول الهندسية داخل المركز؟ - إن نشاط التدريب مختص بعلوم إنتاج الطاقة، إذ يتيح أرقى مستويات التدريب النظري والعملي، وخبرات الصيانة المتقدمة لمهندسي محطات الطاقة في المنطقة. وتتم عمليات التدريب على معدات حقيقية، مثل الموجودة في محطات الطاقة، وليس الغرض منها تزويد المنازل بالطاقة ولكن تزويد العقول بالمعرفة والعلم. ويقدم خبراء المركز باقة واسعة من برامج التدريب الفني، باستخدام أجهزة المحاكاة الرقمية، بهدف بلورة فهم أفضل للحلول الهندسية لعمليات توليد الطاقة، ومنهجيات استكشاف الأعطال وإصلاحها. أما بالنسبة لأنشطة الحلول الهندسية، فسيكون مركز الحلول الهندسية مزوداً بمعدات رقمية فائقة التطور، ما يتيح لنا وضع الحلول المناسبة لعملائنا، بالإضافة إلى تقديم نتائج تحليلية تتسم بالسرعة والدقة والسرية. كما يوفر المركز الحلول الاختبارية والتحليل الصناعي، وفق أساليب دقيقة واستناداً للمعايير الدولية، من أجل ضمان ضبط الجودة، ما سيوفر لنا أيضاً مختبرا فريداً من نوعه، لمراقبة وتشخيص ومحاكاة أنظمة التحكم، واختبار الحلول الملائمة للمناطق الحارة والقاسية. ● ما أبرز مميزات خطط التدريب المتاحة في المركز؟ - نشير هنا إلى أن التدريب يكون على أنظمة التحكم، في حين أن عمليات صيانة وإصلاح المعدات تجري وفقاً لدورات بمستويات متعددة، وفترات دراسية مختلفة تتراوح بين أسبوع و6 أشهر، وقد صممت هذه الدورات لخدمة موظفي العملاء وكذلك موظفي «جنرال إلكتريك»، وتتم من خلال 8 قاعات مجهزة بأحدث التقنيات، فيما يبلغ عدد الخريجين المتوقع نحو 800 متدرب ومتدربة سنوياً، فيما سيكون التدريب على التوربينات الغازية، والبخارية والمولدات، وأنظمة التحكم والتوربينات العاملة بتقنية «AERODERIVATIVE». ● حدثنا عن هيكلية المبنى بصورة أكبر؟ - يتكون المبنى في الأساس، من الورشة التي تحدثنا عنها سابقاً، بالإضافة إلى مبنى من 3 أدوار، يضم 3 معامل للتحليل الهندسي، أحدها يتم استخدامه كمختبر مراقبة وتشخيص ومحاكاة لأنظمة التحكم، إذ يراقب المحطات الكهربائية في المنطقة، لتفادي أي عطل فني إن وجد، أو التنبؤ بالأعطال مسبقاً من خلال تحليل البيانات. وسيتمكن المختبر من تحليل الوقود، واختبار المواد مثل تحليل الأسطح والمعادن والأعطال، وتحليل الترسبات غير العضوية والعضوية، وكذلك اختبار أماكن الصدأ بالأجهزة والاختبارات الميكانيكية. ويضم المبنى 8 فصول دراسية بطاقة تتراوح بين 16 إلى 32 متدرباً للفصل الواحد، وصالتين للمناقشة والحوار، وصالة مستقلة لدائرة الاتصالات التلفزيونية، وصالة اجتماعات كبرى. ● كم يبلغ عدد موظفيكم في الكويت بعد الاستحواذ على «ALSTOM»؟ - يبلغ عدد موظفي «جنرال إلكتريك» بعد الاستحواذ على «آلستوم» نحو 270 موظفاً، أما بالنسبة للخطة التوظيفية لمركز «جنرال إلكتريك» للتكنولوجيا في الكويت، فقد بنيت على أن يكون عدد الموظفين نحو 45 موظفاً، من بينهم موظفون كويتيون، وفق قانون وشروط العمالة الوطنية. ● هل وضعت الشركة خططاً مستقبلية لتطوير مركزها الأول خارج أميركا؟ - نشير هنا إلى أنه بحلول 2020، تستهدف «جنرال إلكتريك» بأن نكون شركة متكاملة تعمل بطاقة 100 في المئة، كما تهدف بأن يمارس مركزها في الكويت نشاطه في كافة القطاعات التي تعمل بها الشركة الأم في الولايات المتحدة، ونؤكد هنا أن طموحنا عال جداً، والأفكار متشعبة ونترقب النجاح مع شريكنا هيئة تشجيع الاستثمار المباشر، كما نأمل أن نحول المركز إلى جامعة تقدم الدراسات العليا في مجال الطاقة وخدماتها. بطاقة ● الاسم: خالد عبدالله البنا المؤهلات العلمية: ● بكالوريوس هندسة مدنية عام 1993. ● ماجيستير ودكتوراه في الهندسة المدنية والبيئية عام 2005. الوظيفة: مدير عام مركز «جنرال إلكتريك للتكنولوجيا» في الكويت. بدأ حياته المهنية كمساعد أبحاث في معهد الكويت للأبحاث العلمية عام 1994. مثّل الكويت في الأمم المتحدة ضمن اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات والبحار.

مشاركة :