اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (السبت) ان «القصف العشوائي» الذي ينفذه النظام السوري في حلب، يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعياً روسيا إلى "بذل قصارى جهودها" لوقف ذلك. وقال كيري في ختام اجتماع للقوى الداعمة للمعارضة السورية في باريس أن «القصف العشوائي من جانب النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات يُعتبر جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب». وطلب كيري من روسيا إظهار «القليل من حسن النوايا» حين يجتمع المسؤولون الأميركيون والروس في جنيف في وقت لاحق اليوم في مسعىً للتوصل إلى اتفاق يمكن المدنيين والمقاتلين من مغادرة الجزء المحاصر من مدينة حلب. وصرح كيري في باريس: «لا يثق المقاتلون في أنهم إذا وافقوا على الرحيل لإنقاذ حلب، سيُنقذ انسحابهم حلب بالفعل وسيُسمح لهم بالتنقل بحرية ولن يتعرّضوا لسوء". وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اليوم في أعقاب الاجتماع في باريس الذي حضره ممثل المعارضة السورية رياض حجاب، أن المعارضة «على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة». وأضاف «يجب تحديد شروط عملية انتقال سياسي حقيقي، ويجب استئناف المفاوضات على أسس واضحة بموجب قرار الأمم المتحدة الرقم 2254» الذي وضع خريطة طريق لتسوية النزاع الذي أوقع حوالى 300 ألف قتيل، مشيراً إلى أن المعارضة أكدت استعدادها للتفاوض. إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم ان مقاتلي المعارضة السورية يخاطرون بتعرضهم للقتل في مناطق أخرى من سورية إذا غادروا مدينة حلب، مشكّكاً في أن تسفر المحادثات بين داعميهم في باريس عن نتائج ملموسة. وقال تشاووش أوغلو لـ «هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية» (تي آر تي) في تصريحات أدلى بها في باريس «ماذا سيحدث لقوات المعارضة إذا غادرت حلب. ألن يُقتلوا في أماكن أخرى؟... لن يأت أحد بحلول ملموسة» في إشارة إلى المحادثات الجارية في فرنسا. وتحاصر قوات من المعارضة السورية المدعومة من تركيا مدينة الباب آخر معقل حضري لتنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي. ويُتوقع أن يتسبب تقدم تلك القوات بوضعها في مواجهة المقاتلين الأكراد وقوات النظام السوري.
مشاركة :