على مدى 11 دقيقة ونيف، أوصلت مسرحية دار الأوبرا الكويتية، التي قُدمت في حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، رسالة قوية ومؤثرة وجريئة، جسدت الحب الحقيقي لشعوب الخليج، ومدى تطلعاتهم. ففي مشاهد قدمها الفنانان السعوديان ناصر القصبي وحبيب الحبيب، والفنانان الكويتيان إبراهيم الصلال وسعاد عبدالله، حكت واقع المواطن الخليجي، الذي يحلم بتكتل دولي قوي، كالاتحاد الأوروبي، يحقق له حاجاته وطموحاته وأمنه. لقد قدمت المسرحية رؤية نقدية لما يمكن تسميته "عثرات وعوائق" كانت تواجه مجلس دول التعاون الخليجي في طريقه إلى "الاتحاد"، وأكدت قدرة أبناء دول المجلس على تخطيها، لوجود الإرادة والعزيمة، وحاجة الأمن والقضايا المشتركة، والمصير الواحد، إضافة إلى ما يجمعها من أسس متينة كالدين واللغة والهوية والتاريخ والروابط الأسرية. ولاقت المسرحية تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن المسرحية بُثت مباشرة عبر محطات التلفزة الخليجية، وحرصت على إيصال رسائل لقادة وزعماء الدول الخليجية، وتذكيرهم بوصية الملك عبدالله - رحمه الله - التي توصيهم بالاتحاد، والحلم الذي طال انتظاره لسنوات. الفنان ناصر القصبي جسّد في المسرحية دور مواطن خليجي، يحلم بأن يرى الاتحاد الخليجي وما يتضمنه من حرية التنقل والتبادل التجاري وما له من مزايا، وحمل صرخة أبناء الخليج بقوله: "إذا لم نتحد الآن.. فلا أعتقد أن الاتحاد سيراه أبناؤنا". وأضاف في مشهد آخر: "أوروبا 100 ملة و100 عروق، وبينهم حروب سالت فيها دماء.. واتحدوا". أما الفنانة سعاد عبدالله، بدورها كانت تنادي بالاتحاد وبذل التضحيات من أجله، وتجاوز العوائق والخلافات، إذ قالت: "لا بد من تحقيق الهدف بالتضحية"، ثم تساءلت: "إذا لم نتحد في هذا الوقت، فمتى نتحد؟!".
مشاركة :