لا شباب في مؤتمر «فتح» السابع والباب مغلق إلى حين

  • 12/12/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لم يحالف الحظ الشاب عوض مسحل (34 سنة) في الحصول على مقعد في المجلس الثوري لحركة فتح (برلمان الحركة)، في انتخابات مؤتمر فتح السابع، الذي عقد في مدينة رام الله مؤخراً، مع أنه كان قريباً من قائمة الثمانين المنتخبين، فحل في المرتبة 82. ويؤمن مسحل، أصغر من نافسوا في هذه الانتخابات، وهو الناطق الإعلامي باسم الشبيبة الفتحاوية (الجناح الطالبي للحركة) في الضفة الغربية أن ترشحه لعضوية المجلس الثوري يأتي من إيمانه بضرورة ترسيم دور الشبيبة في النظام الداخلي للحركة، وإعطائها أدواراً في قيادة المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى وضع خطط داعمة لدور الحركة القيادي، وكذلك في رسم معالم الطريق للشباب الفلسطيني الذي يتطلع إلى الحرية والاستقلال وبناء دولته. ويقول: «حركة فتح قائدة العمل الثوري الفلسطيني ورائدة مسيرة بناء الدولة وتشييد مؤسساتها، تحتاج إلى عنصر الشباب لضخ دماء جديدة»، مشيراً إلى أن وجود الشباب في عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح أمر في غاية الأهمية، لأن ذلك من شأنه أن يجعل الحركة أقرب إلى تفهم احتياجات الشباب وتطلعاتهم وبخاصة انهم وقود عملية البناء. وربما يحول القانون الداخلي للحركة دون حصول الشباب على فرصة أكبر، وبخاصة لمن هم دون الثالثة والثلاثين. فالنص القانوني يمنع ترشح من لم يمر على عضويته 15 عاماً أو يزيد، بينما لا تقبل العضوية قبل الثامنة عشرة. وفي أفضل الحالات لا يمكن لمن هو دون الثالثة والثلاثين الترشح، وبالتالي فإن مشاركة العشرينيين في المؤتمر جاءت رمزية إلى درجة كبيرة، ولم تنعكس كما الثلاثينيين في عضوية المجلس الثوري، أو بين أعضاء اللجنة المركزية للحركة (الجهة القيادية العليا) الـ18. ويؤكد مسحل، الذي اعتقل لسنوات، وتزامن عقد المؤتمر مع ذكرى استشهاد شقيقه لؤي، أن حركة «فتح» تحتاج إلى تفعيل أطرها وبخاصة في اللجنة المركزية وفي المجلس الثوري، مشيراً إلى أن القرب من الجماهير مسألة في غاية الأهمية يجب على الحركة أن تعمل جاهدة على استعادتها كي تعود إلى بريقها وتألقها، وهذا دور يجيده الشباب أكثر. واعتبر مراقبون أن نجاح وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني صبري صيدم، في انتخابات «مركزية» «فتح»، يعد إنجازاً للشباب، هو الذي يبلغ من العمر 45 سنة! لكنه بطبيعة الحال الأصغر في قائمة الـ18، حيث بينت دراسة أن معدل أعمار أعضاء اللجنة المركزية الجديدة لحركة فتح 64 سنة. والدراسة التي أعدها الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، وتلقت «الحياة» نسخة عنها، أشارت إلى أن متوسط أعمار أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بلغ 64 سنة. وقال: حسب الفئة العمرية فقد فاز عضو واحد عمره دون الخمسين (صبري صيدم)، وآخر تجاوز الثمانين (الرئيس محمود عباس)، وأربعة أعضاء بين 50 – 60 سنة، فيما الغالبية (عشرة أعضاء) أعمارهم ما بين 61 سنة و70 سنة، وثلاثة أعضاء ما بين 71 سنة و80 سنة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعيد انتخابه بالإجماع، دعا أربعة من المبدعين في مجالات تكنولوجية لحضور المؤتمر، من الطلاب، كما أشاد بدور الشباب على مختلف الصعد، وبخاصة الصعيدين الثقافي والفني، حيث تحدث عن إنجاز ترشح عشرة فلسطينيين هذا العام لمنافسات برنامج «محبوب العرب» (Arab Idol)، الذي سبق وفاز فيه النجم الفلسطيني محمد عساف، والذي منحه الرئيس حينها جواز سفر ديبلوماسياً، باعتباره سفيراً لفلسطين عبر بوابة الفن. ولكن، مع وعود بتعديلات على قانون الترشح والانتخابات بما ينصف الشباب في الحركة، التي تعتبر الحزب الحاكم، ومع تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقترحات لدعم الفنانين والمبدعين، يبقى التساؤل: لماذا لم ينجح في انتخابات المجلس الثوري أي شاعر أو أديب، وجميعهم في الأربعينات من العمر، ولماذا لم ينجح مسحل وأمثاله؟

مشاركة :