من المتوقّع أن يعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قرارا يعد فيه «جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقًا)، «منظمة إرهابية»، وكذلك تحذير باقي الفصائل المسلحة المعارضة لنظام دمشق من التعامل معها، تمهيدا لإخراجها من حلب. وهذا، في محاولة من «الائتلاف» لحماية المدنيين، وتنفيذا لما سبق أن أعلنه رئيسه أنس العبدة من أن المعارضة بصدد الانتقال إلى «استراتيجية جديدة سياسيًا وعسكريًا». عضو الائتلاف السابق سمير نشار كشف لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه أن «الائتلاف وافق من دون اعتراض أي من أعضائه، خلال اجتماعه الأخير يوم الجمعة الماضي، على اعتبار (جبهة فتح الشام) منظمة إرهابية، ورفع الغطاء السياسي عنها وعن الفصائل التي لا تنسجم أهدافها مع أهداف الثورة، على أن يتم الإعلان عن هذا القرار خلال ساعات، إلا إذا طرأ جديد ليس في الحسبان». ووفق نشار؛ «من شأن هذا القرار إذا أعلن عنه أن يشكل مؤشرا إيجابيا وخطوة مهمة، لكنه خطوة غير كافية لتصحيح مسار الثورة، لا سيما السياسي منه، لا سيما بعد عجز (أصدقاء سوريا) عن دعم المعارضة، إلا معنويًا. وخير مثال على ذلك، كان طلب الولايات المتحدة الأميركية من فصائل المعارضة، الخضوع لمطالب النظام وحلفائه والخروج من حلب». يذكر أن نشار كان قد أعلن استقالته أمس، من الائتلاف «بعدما شعرت بأنني لا أستطيع أن أخدم الثورة ولا مدينتي حلب من خلال الائتلاف»، حسب قوله. بدورها، أكدت مصادر في «الائتلاف» مناقشة هذا الموضوع خلال اجتماع الهيئة الأخير، وأنه قد تم التوافق عليه، لافتة إلى أنه يخضع الآن لمزيد من النقاشات، لا سيما حول الصيغة النهائية التي سيتم الإعلان عبرها. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه «تجري مناقشة الموضوع بشكل دقيق وتفصيلي بين أعضاء الائتلاف وبين مجموعة أساسية وكبيرة من الفصائل العسكرية لمنع ظهور أي انعكاسات سلبية على الأرض». وأردفت أن الاتفاق على خروج «فتح الشام» من حلب من المفترض أن يكون أولى نتائج هذا الاتفاق. ولعلّ تصريح رئيس «الائتلاف» أول من أمس معلنا أنه باتت هناك ضرورة للحديث عن المدن المفتوحة التي تدعو إلى خروج جميع الفصائل المسلحة من المدن، وأن «الائتلاف» لن يدعم أي مشروع سياسي لا يلتزم بمقررات الأجندة الوطنية للثورة، ويصب في هذا التوجّه، بحسب المصادر، التي أضافت: «الهدف من هذه الخطوات هو عدم إعطاء ذريعة لأي جهة لقتل المدنيين». وفي حين أكد نشار أن «الائتلاف» متفق على رفض أي فصيل لا يلتزم بالخطاب الديمقراطي للثورة والعمل كي تكون سوريا دولة ديمقراطية تعددية، فإنه أشار بناء على معلومات لديه، إلى أن هناك نقاشات تأخذ مجراها بشكل جدي في صفوف «جبهة فتح الشام»، لا سيما لجهة الإبقاء على الخطاب المتشدّد للجبهة أو التحول إلى خطاب وطني سوري، لا سيما في ظل الخوف من أن تنتقل المعركة إلى إدلب. يذكر أن هناك خشية من حصول محرقة كبيرة في إدلب تحت الذريعة نفسها. ولفت نشار إلى أن الخلاف اليوم «بين السوريين في (الجبهة) الذين يضغطون باتجاه التغيير، وبين غير السوريين الذي يتمسكون بتشدّدهم». هذا، وكان «الائتلاف» قد أعلن على لسان رئيسه أنس العبدة، أول من أمس، أنه بصدد الانتقال إلى استراتيجية جديدة في المجالات السياسية والعسكرية والمدنية لمواجهة نظام الأسد الذي يتلقى دعمًا دوليًا واسعًا. وأوضح العبدة أن «هناك خيارات لمؤسسة سياسية موحدة وجيش وطني واحد لحماية مكتسبات الثورة والدفاع عن مطالب الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة». وأوضح العبدة أن الائتلاف اتفق على دعم الفصائل في حلب عبر مبادرتهم المؤلفة من 4 نقاط، مشيرًا إلى أن العنوان العام للمبادرة هو «حماية أرواح المدنيين في المدينة». كذلك لفت رئيس الائتلاف الانتباه إلى أن أي مبادرة دولية يجب أن ترتكز على بقاء المدنيين في بيوتهم ورفض تهجيرهم، منوها بأنه باتت هناك ضرورة للحديث عن المدن المفتوحة التي تدعو إلى خروج جميع الفصائل المسلحة من المدن وإبقاء حكم المجالس المدنية، ومن ثم أكد أن «الائتلاف» لن يدعم أي مشروع سياسي لا يلتزم بمقررات الأجندة الوطنية للثورة السورية. كذلك أكد أن حلب «لن تسقط»، قائلا: «تعرضنا لما يحدث اليوم في حلب بالسابق. ربما نخسر بعض الأماكن هنا أو هناك، لكن الثورة متجذرة ومستمرة ولن تنطفئ شعلتها». وشدد على أن «الثورة السورية مستمرة في عموم الأراضي السورية، ولن نسمح لنظام الأسد بحكم سوريا، أو العودة إلى الوراء مهما حدث».
مشاركة :