أطلق عدد من مشجعي الأندية السعودية من أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد هشتاجًا خاصًا بحملة المطالبة بدعم الأندية من خلال النقل التلفزيوني وفتح المجال للقنوات الأخرى. فإذا نظرنا للموضوع من جانب اقتصادي فإننا يجب أن نقف أمام التكلفة الهائلة التي تتحملها إدارة الأندية السعودية مقابل التجديد لنجومها أوشراء نجوم جدد ليدفعوا بالفريق للأمام سواء للحصول على بطولة من بطولات الدوري السعودي، أومركز متقدم يمكنهم من المشاركة في الدوري الآسيوي، وكذلك ليدخل السرور والفرحة على محبيهم ومشجعيهم. فمثلا إذا نظرنا إلى ناد من أعرق الأندية السعودية، وهونادي الاتحاد المعروف بالعميد، نجد أنه لم تكن ورقة النجم سعود كريري آخر الأوراق المتساقطة في عقد الاتحاد الذهبي، فقد سبقه العام المنصرم معشوق الجماهير الاتحادية محمد نور الذي صاحب ابتعاده جدل واسع في الأوساط الرياضية والاتحادية على وجه الخصوص، ولحقه المهاجم الشاب نايف هزازي، ولازال العقد الاتحادي يتساقط بسبب أومن دون سبب، والجماهير الاتحادية تنظر إلى فريقها بعدما كان يومًا من الأيام مبتغى أي نجم، ولكن السؤال العريض الذي يدور في ذهن المتابع الرياضي والاتحادي بشكل أدق: هل أصبح الاتحاد ناديًا لتصدير النجوم؟! والإجابة بكل بساطة انعدام السيولة المالية وقلة الموارد والتكلفة الباهظة للتجديد للنجوم وزيادة الاحتياجات المادية للفرق الرياضية في كافة المجالات هذا بالطبع مصاحبًا ومتوازيًا لزيادة الأسعار في كل المجالات الحياتية. فإذا أردنا أن نستعرض موارد الدوري السعودي نجد أن قيمة رعاية شركة «عبداللطيف جميل» لدوري زين السعودي الذي بدأ اعتبارًا من الموسم الكروي الحالي يصل سنويًا إلى 120 مليون ريال سعودي يخصم منه نحو25% لصالح شركة «صلة» المسوقة لمنافسات دوري زين وهوما يعني أن رابطة الدوري ستحصل سنويًا على 90 مليون ريال سعودي من قيمة الرعاية في حين يذهب 30 مليون ريال سعودي لصالح شركة «صلة». وبحسب المصدر الموثوق فإن شركة «عبداللطيف جميل» بدأت العمل اعتبارًا من الموسم الكروي الحالي 2014 بحيث تحل مكان شركة «زين» التي انسحبت لمصلحة «عبداللطيف جميل».. وبذلك تكون القيمة الإجمالية لما ستدفعه «عبداللطيف جميل» لرابطة دوري المحترفين السعودي في السنوات الخمس المقبلة من عقدها نحو600 مليون ريال سعودي. والسؤال هل هذا يكفي لتغطية احتياجات أندية الدوري السعودي؟! بالطبع الإجابة ستكون لا لماذا؟! فإذا استعرضنا عددًا من الصفقات التي حدثت بالدوري السعودي خلال الصيف الماضي نجد أن اللاعب فايز السبيعي مثلًا انتقل من الاتفاق إلى الهلال بعقد يقدر بـ4 ملايين ريال لمدة موسمين، والمكسيكي سجوندوكاستلوانتقل من بيوبيلا - المكسيك إلى الهلال لمدة موسمين بـ5.7 مليون ريال وغيرها من الصفقات التي لا حصر لها ومنها ما يعلن عنه وأخرى لا يعلن عن قيمتها، هذا بالإضافة إلى صفقات المدربين المحليين والأجانب، وجيش من الإداريين والمساعدين والعمال يصاحبون الفرق الرياضية في كل الملاعب، والتي تعاني منها بالطبع الأندية الرياضية وإداراتها. ختاما.. قد يسأل سائل: وما الحل؟ والإجابة ستكون إن شاء الله الحلقة المقبلة لنتعرف على الحل الناجز الذي سيُمكِّن الأندية الرياضية من مواجهة هذا الغلاء الفاحش في أسعار اللاعبين والمدربين والإداريين وغيرهم، وكذلك ليتمكن المشاهد السعودي والخليجي والعربي من مشاهدة الدوري السعودي وغيره من الدوريات الأوروبية والعالمية بأقل تكلفة، ليستمتع الجميع بمعشوقة الجماهير كرة القدم دون استغلال من أحد. والله الموفق.