تمثل تجربة شيرين، بعد عقد زمني من انطلاقتها 2002 حالة من حالات الغناء العربي في الألفية الثالثة، وتمثل خطاباً من بين خطابات غنائية. هذه دراسة عنها وهي الحلقة الخامسة. وفي تقادم للتجربة يتضح في نموذج، وهي نماذج مستنطقة برغم الانتقاء العشوائي، وهي توفي بمتطلبات المقالة في دراسة خطاب الإفصاح عند شيرين، وهو المتمثل في نموذج أغنية "كتر خيري" (2009)، وهو خطاب الانتقام ودلالاته من التندم والتحسر والفراغ: "أنا مش مبيّناله أنا ناوياله على إيه ساكتاله مستحلفاله مش قايلاله ساكتة ليه ه أخليه يشوف بعنيه كل اللي ناوية عليه ه أخليه يخاف من خياله لما أغيب يوم عن عنيه كتر خيري إني قابلته واستحملته يا قلبي زمان ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان من كتر عمايله بقله كفايه انا وانت بقينا خلاص للناس سيره ع كل لسان.." يعتمد اللحن والأداء على تحوير خاصيات الدلع والغنج والدلال وتوظيفها في اتخاذ موقف غير خانع يستقوي بالثقة والأمل والاستقلال. حين تصدر شيرين مجموعتها "أنا كتير" (2014) تقفل عقداً كاملاً من التجربة الغنائية، ولعله لا مبالغة بأن معظم التجارب الغنائية تتوافر لها فرصة عقود ثلاثة لاكتمال التجربة وما بعدها عملية إعادة تدوير يمكن ملاحظة سمة التكرار وترسيم الشخصية بما يوقع بعض التجارب في الاصطدام بالحائط الذي هو بلوغ ذرى كل تجربة تفرضها معطيات المرحلة ومكونات الجيل. ومن المكونات الأساسية في الخطاب الغنائي الإفصاحي القدرة على إعادة توليف العناصر الواقعية من لغة وتعابير ومواد ثقافية تتصل بالشعر والنغم في الاقتراب من تحقيق حالة واقعية تنسخ الواقع ولا تقع في العادية وإنما تستعير وتوظف المفردة والتعابير وهو ما يغني قاموس الخطاب نفسه ويخصبه بالولادات الجديدة، وما نجده في نماذج عملها الجديد. إذ تحققه "تجربة مؤلمة" (2014): "تاعبني ومعاه انا عايشه تجربة مؤلمة وشايفه الحياه وياه .. اه وياه في عيني مغيّمة"..
مشاركة :