كان المسيحيون الأقباط في منتصف القداس، أمس الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، عندما دوى انفجار كبير داخل كنيستهم الملاصقة لمقر الكاتدرائية القبطية في العاصمة المصرية، فرشقت شظاياه صور القديسين المرسومة على الجدران، وانهار جزئياً سقفها الخشبي. وقال الشهود إنهم اكتشفوا بعد انقشاع الدخان الناتج عن التفجير أشلاء الجثث المخضبة بالدماء والأرائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون وقد تفككت. وقالت وزارة الصحة المصرية إن ٢٣ شخصاً على الأقل قتلوا في الاعتداء، بينما أكدت رئاسة الوزراء المصرية أن معظم الضحايا من السيدات.23 قتيلاً و49 مصاباً معظمهم نساء في اعتداء استهدف كنيسة في القاهرة القاهرة - أ ف ب قتل 23 شخصاً وأصيب 49، معظمهم من النساء بحسب ما أعلنت وزارة الصحة المصرية، في اعتداء استهدف صباح أمس الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016) كنيسة قرب الكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية بوسط القاهرة في التفجير الأكثر دموية ضد هذه الأقلية منذ سنوات. وقال مسئولون أمنيون إن الانفجار وقع داخل الكنيسة قرابة الساعة العاشرة (8,00 ت غ). وأكدوا أن التفجير ناجم عن قنبلة زنة 12 كلغ من مادة «تي إن تي». وأكدت وزارة الصحة في بيان «وفاة 23 شخصاً وإصابة 31 آخرين في انفجار استهدف الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية بالعباسية». وعقب تفقد رئيس الوزراء، شريف إسماعيل موقع الاعتداء، أصدر مكتبه بياناً يؤكد «مصرع وإصابة العشرات معظمهم من السيدات». من جهته، دان الرئيس عبد الفتاح السيسي «ببالغ الشدة العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية» وأعلنت رئاسة الجمهورية الحداد الرسمي مدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس (الأحد). وقال السيسي في بيان إن «هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف». وأضاف أن «الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً، وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد». وقال صحافيون من وكالة «فرانس برس» في المكان إن زجاج الكنيسة تهشم جراء التفجير وتناثرت أجزاؤه في الباحة المؤدية إلى قاعة الصلاة. كما أفادوا أن التفجير وقع قرب أحد الأعمدة داخل الكنيسة ما أدى إلى تفحمه وأحدث حفراً في الأرضيات الرخام وفي الأرائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون وكذلك في لوحات القديسين على الجدران. وقالت جاكلين عبد الشهيد إحدى الناجيات من الاعتداء لـ «فرانس برس»: «كنت أغادر الكنيسة عندما سمعت صوت انفجار كبير وتصاعد الكثير من الدخان وبدأ الناس يجرون ويصرخون». وتابعت «بدأت سيارات الإسعاف بالوصول وأخذوا يخرجون أشلاء الجثث وكانت الأرض مغطاة بالدماء والزجاج والكل يصرخ». وكانت آثار الدماء ورائحة البارود لا تزال داخل الكنيسة بعد ظهر الأحد بعد ساعات من وقوع التفجير، بحسب صحافيين من «فرانس برس». واتهم غبريال عبيد، الذي كان متوجهاً إلى الكنيسة عند وقوع التفجير، الحكومة المصرية بالتقصير في حماية الأقباط. وقامت السلطات بأخذ كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة لبدء التدقيق فيها، بحسب ما قال عناصر من الشرطة في موقع الاعتداء لـ «فرانس برس». وهتفت مجموعة من نحو 25 شخصاً تجمعوا أمام الكنيسة المستهدفة «قول للشيخ، للقسيس دم المصري مش رخيص». كما رددوا شعارت مناهضة لوزير الداخلية وصاحوا «إرحل إرحل يا وزير الداخلية، عبد الغفار يا وزير التعذيب زيك زي حبيب» في إشارة إلى حبيب العادلي وزير الداخلية في عهد حسني مبارك. من جانبه، قال الأسقف العام للكنيسة القبطية في بريطانيا، الانبا أنجلوس في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» إن الكنيسة التي استهدفها الاعتداء «يحبها الكثير من الأقباط في القاهرة» موضحاً أن الصلوات تقام فيها بانتظام. وأوضح أن القداس أقيم صباح الأحد في هذه الكنيسة بسبب أعمال التجديد الجارية داخل الكاتدرائية المجاورة. واعتبر أن هذه الكنيسة «هدف أسهل لأن مدخلها خارج حرم الكاتدرائية». ولم تعلن أي جهة مسئوليتها بعد عن الاعتداء، لكن الإرهابيون في سيناء سبق أن استهدفوا المسيحيين وكذلك المسلمين الذين يتهمونهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. ويواجه الأقباط الذين يشكلون 10 في المئة من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، تمييزاً تزايدت وتيرته أثناء السنوات الثلاثين لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحته ثورة يناير/ كانون الثاني 2011. وقتل عشرات خلال السنوات الأخيرة في مواجهات طائفية في مناطق مختلفة في البلاد. الكنيسة تدعو للوحدة الوطنية ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى «الوحدة الوطنية» عقب الاعتداء. وقالت في بيان نشر على صفحتها الرسمية على «فيسبوك» إنها تأسف لـ «الحادث الخسيس والجبان» الذي تعرضت له كنيسة العباسية و لـ «العنف والإرهاب الذي يعتدي على مصلين آمنيين». وتابع البيان إن «الكنيسة المصرية تؤكد حفظ الوحدة الوطنية التي تجمع كل المصريين على أرض مصر المباركة ونصلي أيضاً لأجل المعتدين لكي يرجعوا إلى ضمائرهم». من جهته، دان شيخ الأزهر، أحمد الطيب التفجير واصفاً إياه بأنه «عمل إرهابي جبان». وتوالت الإدانات على الصعيد الدولي لهذا الاعتداء. ففي باريس، دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «الاعتداء المشين» معتبراً أن «مصر كلها مستهدفة» بهذا التفجير ومؤكداً أن «فرنسا تقف إلى جانبها». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني إن الاتحاد الأوروبي «يقف إلى جانب مصر في جهودها لهزيمة الإرهاب» واصفة التفجير بأنه «عمل إرهابي رهيب». وقال وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز إنه «مصدوم إزاء هذا الهجوم الذي استهدف مدنيين أبرياء بسبب معتقداتهم». وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إن هذا التفجير ينبغي أن يكون بمثابة «إشارة إيقاظ للسلطات المصرية لتنبيهها إلى أن الإجراءات المعمول بها لتجنب اعتداءات ضد الأقباط غير ملائمة منذ وقت طويل».
مشاركة :