لبنان: حكومة الحريري قاب قوسيْن من الولادة - خارجيات

  • 12/13/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باتت الحكومة اللبنانية قاب قوسيْن من ان تبصر النور بعدما حمل يوم أمس تكريساً لحلّ عقدة حقيبة الأشغال التي كانت تشكّل «القفل» الذي يحتجز الإفراج عن التشكيلة الحكومية بعدما مثّلت نقطة تَقاطُع سياسية و»حِصصية» بين «مثلّث» رئيس البرلمان نبيه بري وتيار «المردة» بزعامة النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع. وشكّل النائب فرنجية محور الحركة أمس بالزيارتيْن البارزتيْن اللتين قام بهما لكلّ من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس بري، في سياق المساعي لتجاوُز «الأمتار الأخيرة» من «ماراتون» تشكيل الحكومة المستمرّ منذ 40 يوماً. واذا كانت محطّة زعيم «المردة» في مقرّ البطريركية المارونية حملتْ عنواناً هو كيفية تسوية العلاقة المتوتّرة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي شكّلت أحد عناصر تعقيد الملف الحكومي، فإن زيارة فرنجية لبري جاءت في سياق تثبيت مخرج «انتقال» حقيبة الأشغال الى الأوّل بعد «الصراع» عليها بين رئيس البرلمان و»القوات اللبنانية»، لتحصل الأخيرة على تعويض دسم هو حقيبة الصحة وينال بري وزارة العمل او الزراعة كبديلٍ. وكان فرنجية كرّس بعد لقائه البطريرك الراعي مطالبه التي تقوم على حقيبة أساسية (إما الطاقة او الاتصالات او الأشغال)، في موازاة ارتسام ملامح فصلٍ مزدوج بين علاقة الودّ المفقود مع رئيس الجمهورية وبين مسار تأليف الحكومة، وايضاً بين هذا المسار وبين الزيارة التي كان تردّد ان فرنجية سيقوم بها امس او اليوم لعون تمهيداً للإفراج عن الحكومة، وهي الزيارة التي تُرك «مفتاح» ترتيبها في يد البطريرك على ان تحصل بعد التشكيل على الأرجح تحت سقف «حفظ الكرامات» الذي تحدّث عنه زعيم «المردة» والذي قد يفضي الى إتمام لقاء المصالحة يوم عيد الميلاد (25 الجاري) في مقر البطريركية المارونية او قبله. وفي حين لم ينجح الراعي في تأمين التواصل الهاتفي الذي كان يؤمل به بين عون وفرنجية كتمهيد لزيارة يقوم بها زعيم «المردة» لقصر بعبدا بمعية البطريرك الماروني، فإن فرنجية حرص على تأكيد «ان الراعي هو بيّ الكلّ وراعي الكرامات، ونحن مستعدون لأي لقاء مع فخامة الرئيس بالطريقة التي يراها البطريرك مناسبة»، مضيفاً: «في موضوع العلاقة مع العماد عون سيدنا البطريرك هو الذي يحدد الموضوع (اللقاء) ونعتقد ان بامكانه ان يعالج الأمر بطريقة تحفظ حقوق الجميع، ونثق بأن سيّد بكركي يمكن ان يرتّب هذه المسألة، مع ضمان كرامة الجميع». وقد حمل كلام فرنجية بعد لقائه الراعي نفَساً ايجابياً وتفاؤلياً في ما خص إمكان ولادة الحكومة خلال أيام، في موازاة سقفٍ عالٍ حيال رئيس الجمهورية قام على مدّ اليد من جهة «بحال أراد الرئيس ان يصادقنا وان نكون بجانبه» وفي الوقت نفسه قراراً بـ «محاربة الرئيس اذا قرر محاربتنا اذ لن نسكت عندها»، معتبراً في ما خص امكان زيارته بعبدا «نعتبر ان البطريرك هو «بي الكل» وانا «بيي» مات قبل اربعين عاماً ومَن يرِدني يتصل بي ويقول لي انا رئيسك شرِّف، عندها آتي»، ومشيراً الى «انه بعد انتخاب الجنرال قلنا ان خطنا انتصر ونحن نعتبر ان وصوله الى سدة الرئاسة لا يشكل «زعلاً» لنا وهذا حقه، ولكننا نعترض على التعاطي معنا بطريقة الانتقام او القصاص». وأشار الى ان «لدى البطريرك هاجس الخلاف الماروني - الماروني والمسيحي - المسيحي، وهو غير مرتاح لهذا الوضع. ونحن ايضاً غير مرتاحين لهذا الخلاف مع رئيس الجمهورية، لانه كان بيننا حلف وصداقة، وشاءت الظروف اننا وصلنا الى هنا، ومن الممكن ان البعض يعملون لضرب هذه العلاقة». واذ أكد «أننا متمسكون في ملف الحكومة بمطالبنا وكان لدينا شرط أساسي قد يلبى، ونعتبر ان هذا الأمر لا نكسر فيه أحداً لأنه يتصل بحقوق وهذا نضعه جانباً (عن العلاقة مع عون)»، لفت الى «أن الامور في طريقها الى الحل، والرئيس بري هو حليفنا الأساسي وسيكون هناك لقاء قريب معه، وإن شاء الله تكون الأمور جيدة ونصل الى ولادة الحكومة خلال ايام». وفي حين لم يكن اتّضح وقع كلام فرنجية على قصر بعبدا، فإن دوائر سياسية استبعدت ان يترك أثراً يؤثّر في المنحى الايجابي لتشكيل الحكومة الذي بات حاجة للجميع ولا سيما مع المخاوف الكبيرة التي أطلّت برأسها مع عودة الأعمال الأرهابية الى تركيا ومصر وما يقتضيه ذلك من تصفيح «شبكة الامان» الداخلية، وإن كان ما أدلى به زعيم «المردة» سيجعل «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس) يتشدّد أكثر في خيار رفض التخلي عن حقيبة التربية للرئيس بري كبديلٍ عن الأشغال. وبعد حركة فرنجية امس وما سمعه لدى بري من مقترحات قدّمها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة خلال زيارته الأخيرة لرئيس البرلمان، باتت الأنظار شاخصة على لقاء مرتقب بين ساعة وأخرى يجمع عون الحريري إما لبتّ التشكيلة نهائياً وإصدار مراسيم التشكيل او لجوجلة ما قبل أخيرة تعقبها ولادة الحكومة هذا الأسبوع.

مشاركة :