لبنان: تكثيف الاتصالات.. والحكومة قاب قوسين

  • 10/19/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – أنديرا مطر مفاوضات ربع ساعة الاخير لتأليف الحكومة اللبنانية المنتظرة منذ خمسة أشهر استوجبت تكثيف اللقاءات والاتصالات، التي امتد بعضها الى ما بعد منتصف الليل، حيث شكل محورها في الساعات الاخيرة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وذلك لوضع اللمسات النهائية على توزيع الحقائب. وردا على سؤال من الصحافيين عن تشكيل الحكومة قال الرئيس ميشال عون «الحكومة قاب قوسين أو أدنى». وفيما بات الجمع على قناعة بأن ولادة الحكومة باتت تقاس بالساعات وليس بالأيام، قفز الى الواجهة تساؤل عن كلمة السر التي حلّت كل الاقفال التي كانت محكمة في الاشهر الماضية. وتبرز هنا عوامل ثلاث يختصرها مصدر نيابي للقبس برغبة دولية وفرنسية خصوصاً بعدم تضييع جهود وقروض الدول المانحة المقررة في مؤتمر «سيدر» التي لم يعد من بصيص امل في انتشال الاقتصاد اللبناني المتهالك من ركوده الا عبرها. ولا يغفل المصدر المناخات الاقليمية المستجدة. تحصين حزب الله ويلفت المصدر الى انعطافة حاسمة لحزب الله في الملف الحكومي بعد ترقب طويل لمسار المفاوضات من دون تحقيق اي تقدم، التي استدعت تدخلا مباشرا منه مع حليفه التيار الوطني الحر لحلحة بعض العقد واسداء بعض «النصائح». ويوضح المصدر ان اجتماع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا بوزير الخارجية جبران باسيل أسهم في حل عقدة وزراة الاشغال بين التيار الوطني والمردة لكن الحيز الاكبر منه ركز على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة قبل 4 نوفمبر المقبل وهو موعد بدء تنفيذ العقوبات الاميركية المشددة على ايران وحلفائها. وهو ما يستدعي تحصين حزب الله بحكومة وحدة وطنية تكتسب غطاء دوليا. أكثر من ثلث معطل ويسخر المصدر من مقولة العشرات الثلاث في الحكومة العتيدة التي تعطل الثلث المعطل لأي فريق، موضحا ان الحكومة بتركيبتها المرتقبة تحوي اكثر من ثلث معطل سيحوز عليه حزب الله وحلفاؤه. ولا يستبعد أن يصل عند طرح بعض الملفات الحساسة الى «الثلثين» اذا ما انضم وزراء التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية الى وزراء الثنائي الشيعي ووزير المردة، من دون اغفال الثلث المعطل الآخر الذي يتكون من وزراء تيار المستقبل والقوات اللبنانية في حال انضم اليهما وزاء الحزب التقدمي الاشتراكي. ورغم وضع الخطوط الاساسية لخريطة التوزيعة النهائية للحقائب، التي نالت فيها القوى السياسية الكبرى ما كانت تطمح اليه منذ خمسة اشهر، فإن مسائل عالقة لا تزال تبرز وآخرها عقدتين لم تسلكا طريق الحل بعد، من دون ان يعني ذلك قدرتهما على عرقلة التشكيل وفق المصدر النيابي الذي يعتقد أن الحكومة وبسبب العوامل التي ذكرت سابقا ستتشكل بمن حضر في نهاية المطاف. تمثيل القوات اولى العقد التي لا تزال تعترض التأليف الوزاري هي تمثيل «القوات اللبنانية» الذي استدعى اجتماع وزير الاعلام ملحم رياشي بعد طول غياب بجبران باسيل بحضور النائب ابراهيم كنعان. توجه رياشي من بعده الى بيت الوسط، حيث التقى رئيس الحكومة المكلف ناقلا اليه رسالة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وفي حين بدأت بعض الأخبار تتسرب عن امتعاض قواتي من تركها وحيدة تصارع على حقها بتمثيل يوازي حجمها النيابي مع تخييرها بالقبول بما يعرض عليها والا بقاؤها خارج جنة الحكم، افادت مصادر مطلعة لـ«المركزية» ان الاتصالات تتركز راهنا على الحقائب التي ستمنح للقوات، كاشفة ان اربع صيغ عُرضت عليها حتى الساعة تضمن آخرها: نيابة رئاسة الحكومة وحقائب العدل والثقافة والعمل، الا انها رُفضت لخلوها من اي حقيبة خدماتية. وفي السياق، أكد رئيس حزب «القوّات» سمير جعجع في حديث إذاعي أن «هناك بعضا لا يهمه إن كانت ستتألف الحكومة أم لا بقدر ما يهمه ما هو حجم تمثيل (القوّات) فيها، باعتبار أن (القوّات) حصرمة في أعينهم ولا يهمهم من كل ما يحصل سوى إظهاره على أنه خاسر، إلا ان كل هذه الأجواء التي تشاع غير صحيحة إطلاقاً». عقدة أرمنية وفيما ينتظر الرئيس المكلف سعد الحريري جوابا حاسما من الرئيس عون في ما يتعلق بإسناد وزارة العدل للقوات اللبنانية، طرأت عقدة التمثيل الارمني. اذ ابلغت مصادر نيابية ارمنية القبس ان اجتماع وزير السياحة افاديس كيدانيان مع جبران باسيل امس الاول كان سلبيا، حيث تم ابلاغ الوزير الارمني عن توجه الى ذهاب المقعد الارمني الثاني الى الاقليات وسط احتجاج سياسي وكنسي ارمني على كسر قاعدة توزير ارمنيين في حكومة ثلاثينية. وزير السياحة افاديس كيدانيان أوضح في اتصال مع القبس فحوى العقدة الارمنية المستجدة، وكشف ان العرض الذي تبلغه حزب الطاشناق بتمثيله بوزير واحد اثار امتعاض ارمني على الصعيد السياسي والكنسي، كاشفا ان كاثوليكوس الارمن آرام كيشيان ابلغ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف رفضه العرض الذي قُدم للطاشناق والذي يختزل التمثيل الأرمني بوزير واحد. كيدانيان طالب بتصحيح هذا الخطأ عبر تمثيل الارمن بوزيرين من الارمن الارثوذكس كما جرى العرف. وعما اذا كانت هذه العقدة ستعيق مسار التأليف الذي تسارعت وتيرته في الساعات الماضية يقول كيدانيان ان مفاوضات تجري لتصحيح الخطأ لنخرج بحكومة جامعة تأخذ فيها كل الطوائف والمذاهب حقوقها كاملة.

مشاركة :