قال لـ "الاقتصادية" ياتوس بيريني رئيس هيئة التجارة والاستثمار المجرية إنه تم طرح فرص استثمارية على رجال الأعمال السعوديين بقيمة ثلاثة مليارات دولار في مجالات الطاقة والصحة، والأمن الغذائي، مشيراً إلى أنه التقى الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة القابضة وقدم له العديد من الفرص الاستثمارية. وأوضح أن حجم الاستثمارات السعودية في هنغاريا يبلغ 20 مليون دولار يتوقع أن تتضاعف إلى ما بين 100 و200 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال لدينا مشاريع أخرى في مجالات السياحة وغيرها، معربا عن أمله أن يتوافد السعوديون إلى هنغاريا. هذا وقد اختتمت أمس فعاليات منتدى الأعمال العربي ــ الهنغاري الثاني الذي عقد برعاية الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ورئيس الوزراء المجري الدكتور فيكتور أوربان، وبمشاركة أكثر من 600 شخصية يمثلون مسؤولين عرب وهنغاريين ورؤساء غرف عربية وأصحاب أعمال سعوديين وهنغاريين وشخصيات اقتصادية عربية وخليجية. وفي الكلمة الختامية للمنتدى التي ألقاها المهندس عبد الله بن سعيد المبطي رئيس مجلس الغرف السعودية، نوه برعاية الأمير مقرن بن عبد العزيز للمنتدى وتشريفه له، وبالحضور النوعي للمنتدى على مستوى رئيس الوزراء المجري ونائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز والوزراء ورؤساء الغرف العربية، وهو ما قال المبطي إنه يعبر عن اجتماع الإرادة السياسية بجانب الأذرع الاقتصادية، وتأكيد ذلك على الاهتمام الكبير بالعلاقات الاقتصادية العربية ــ المجرية، كما نوه بالجلسات والقطاعات الاقتصادية التي ركزت على التعاون فيها بين الجانبين المجري والعربي سواء قطاع الصحة، الزراعة، الابتكارات والتكنولوجيا، الصحة والصناعات الدوائية ، العقار والتشييد، الطاقة المتجددة، السياحة، الصناعات والسلع الرأسمالية، وما تشكلة تلك القطاعات من أهمية كبيرة معرباً عن أمله في أن تستغل هذه المجالات والفرص بما يوطد العلاقات العربية ــ المجرية. ولفت "المبطي" لتوقيع السعودية والمجر اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي، وقال إنها ستؤثر إيجابيا في العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، كما شكل المعرض المصاحب للمنتدى فرصة سانحة لالتقاء أصحاب الأعمال المجريين مع نظرائهم من الدول العربية، حيث نتج عنه تفاهمات تجارية وصفقات فاقت 40 اتفاقية وصفقة تجارية كما تم توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات مجرية وعربية وبين شركات من الجانبين، منها ثماني اتفاقيات بين جهات سعودية ومجرية. وحول نتائج المنتدى، قال المبطي إنها تتمثل في اتفاق الجانبين على زيادة وجود المنتجات والشركات المجرية في العالم العربي، واهتمام مشترك لإقامة مشاريع عقارية بنظام الشراكات، واهتمام عربي بالاستفادة من التجارب والخبرات والتكنولوجيا المجرية، خاصة في مجال الطاقة المتجددة وإدارة وتقنية المياه، وكذلك ما أظهره الجانبان من اهتمام بإقامة مشروعات مشتركة والتعاون في المجالات الطبية والقطاعات الترفيهية والسياحية، بجانب الاهتمام العربي للاستفادة من التكنولوجيا والابتكارات المتوافرة لدى الشركات المجرية، والاهتمام المشترك بتطوير التعاون في القطاع الزراعي والمنتجات الغذائية. من جانبه أشار عبد اللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار إلى اهتمام السعودية بالعلاقات الاقتصادية مع كل الدول، ولا سيما هنغاريا، وأن أسواق المملكة واقتصادها مفتوح أمام الاستثمارات الأجنبية، حيث يجد المستثمر أن تجربته في المملكة ناجحة وموفقة، منوها بأن السعودية تمتلك مقومات عدة للاستثمار، كما تقدم ميزات كثيرة للمستثمرين تتمثل في الأراضي الصناعية والخدمات والتمويل والضرائب المنخفضة، لافتا إلى أن المملكة تشهد نموا كبيرا في مجالات الاستثمار مثل قطاع الصناعات التحويلية والنقل والخدمات الصحية والصناعة والتدريب والبناء والتشييد. فيما أعلن استعداد الهيئة لمد يد العون لكل مستثمر سواء من كبريات الشركات أو المؤسسات الابتكارية الصغيرة والمتوسطة، حيث جميعها يجد العناية الفائقة من قبلنا. ومن جهته، قدم ياتوس بيريني رئيس هيئة التجارة والاستثمار الهنغارية شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين لاستضافتها المنتدى الذي حقق نجاحا ملحوظا، منوها بأهمية المواضيع التي ناقشها المنتدى، والتي قال إنها كانت جيدة. فيما استعرض المميزات التي تتميز بها هنغاريا، مما جعلها مركزا مهما لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية التي بلغت 1.2 مليار دولار، مما وفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل جديدة في البلاد. وأكد أن بلاده تتطلع لتعاون وعلاقات متميزة مع الدول العربية في المستقبل القريب. وشهد اليوم الختامي للمنتدى انعقاد جلستي عمل، تناولت الأولى التعاون في الزراعة والصناعات الزراعية أدارها السيد بيتر سبانيك المدير العام لهيئة التجارة والاستثمار الهنغارية، حيث طرح خلالها الجانب الهنغاري سبع فرص استثمارية تضمنت تأسيس بيوت زجاجية تتلقى حرارتها عبر الطاقة الحرارية الأرضية، وإنتاج خل مصنوع من التمر السعودي، ومشروع تطوير زراعي يعتمد على التربة منخفضة الخصوبة، ومنتج لتعزيز حيوية المحاصيل في أثناء المواسم الجافة وزيادة إمكانية التربة للحفاظ على الرطوبة، وتطوير منشأة صناعية للفطر المحاري، ومشروع لإنتاج لحوم ذات جودة عالية بأعداد تفي باحتياجات السوق، وإنتاج نباتات لمنع وتخفيض مخاطر مرض الزهايمر. وتطرق البروفيسور خالد الرويس مشرف كرسي الملك عبد الله للأمن الغذائي في جامعة الملك سعود وأحد المتحدثين الرئيسيين في الجلسة إلى أهمية القطاع الزراعي بالنسبة للاقتصاد عموما، لافتا إلى أن الجلسة تميزت بتعريف المستثمرين العرب والسعوديين خصوصا بإمكانات دولة المجر في إنتاج بعض السلع الزراعية كالقمح والشعير والمنتجات الحيوانية واللحوم الحمراء، كما أشار إلى أهمية الجلسة في تعريف المستثمرين الزراعيين في سياق مبادرة المملكة للاستثمار الزراعي في تلك الفرص، وكذلك تبادل الأفكار والرؤى والتعرف على الميزات النسبية للاستثمار في المجر، بجانب التعرف على احتياجات السوق السعودي في هذا الصدد. بينما ناقشت الجلسة الثانية التعاون في الحلول التقنية المبتكرة التي أدارها حسن الدهيم مدير العمليات والشبكات بالهيئة العامة للاستثمار في المملكة، حيث عرض خلالها الوفد الهنغاري عددا من المشاريع الاستثمارية في هذا المجال، وقد تحدث في الجلسة الدكتور عبد العزيز المطيري المدير العام لصندوق المئوية، ونوه لأهمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالنسبة لاقتصاديات الدول وخلق فرص وظيفية للشباب، مشيرا إلى دراسة قام بها الصندوق للتعرف على التحديات التي تواجه تلك المنشآت، حيث خلصت الدراسة إلى أن 73 في المائة من المشكلات تأتي بسبب التمويل، إضافة إلى الجوانب الابتكارية والإبداعية في تلك المشروعات وإداراتها، وتطرق للشراكات الدولية التي أقامها الصندوق مع جهات دولية كشركتي مايكروسوفت وإنتل لتأسيس مركز مشترك للإبداع والابتكار، إضافة إلى إطلاق 20 مبادرة لتعزيز البيئة الإبداعية والابتكارية مثل عيادات الأعمال وجائزة الأمير عبد العزيز بن عبد الله العالمية لريادة الأعمال، التي تتضمن جائزة أفضل مشروع وخطة عمل وأفضل خدمة وتشجع الابتكار والإبداع، فيما طرح المتحدث من الجانب الهنغاري تقنية هنغارية جديدة في كبائن الاتصالات ومحولات الكهرباء في الطرق وإخفائها تحت الأرض لزيادة الأمان وللحفاظ على الصور الجمالية للمدن، خاصة مع تزايد الاحتياج للطاقة والاتصالات في العالم حيث تقدم شركته حلولا إبداعية للكبائن والمحولات الكهربائية، بجانب عرض تقنية أخرى تتعلق بشاشات العرض كبيرة الحجم التي تعتمد تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد. كما ركز الجانب الهنغاري في مناقشاته على فرص ومميزات الاستثمار في المجر وانعكاساتها في تعزيز التعاون بين قطاعي الأعمال العربي والهنغاري، التي تتمثل في توافر مقومات بناء الاستثمارات بشكل عام داخل المجر، بالنظر إلى المزايا الاستثمارية وتنافسية الأيدي العاملة وانخفاض تكاليف المعيشة، وأهمية الاستفادة من الكفاءة الصناعية من خلال إقامة استثمارات مشتركة داخل المجر أو في الدول العربية، إضافة إلى إبراز إيجابيات إقامة المشروعات داخل المجر، مما يتيح الدخول إلى سوق الاتحاد الأوروبي الذي يزيد على 509 ملايين نسمة، بجانب موقع المجر الجغرافي الواصل بين شرق وغرب أوروبا وتحكمها في عدد من الممرات التجارية الواصلة بين هذه الدول، وهو ما يعني أيضا ارتفاع جدوى المشروعات اللوجستية والخدمية الخاصة بالنقل والخدمات التجارية التي يمكن تقديمها للتجارة الأوروبية التي يتم نقلها من عبر المجر. وكان المنتدى قد شهد أيضا انعقاد أربع جلسات في يومه الثاني.
مشاركة :