الشارقة: غيث خوري نظّمت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، صباح أمس مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تفاصيل الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الفنون الإسلامية للعام 2016، الذي ينطلق يوم غد ويستمر حتى الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2017، وتحدث في المؤتمر محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وفرح قاسم محمد نائب المنسق العام، مسؤول المهرجان، وأدارته الإعلامية نورة شاهين. قال القصير في كلمته: أرحب بكم أجمل ترحيب في لقاء ننتظره طويلاً في الشارقة، وأشكر هذا الحضور البهيج، الحافل بأهل الكلمة والإبداع والثقافة، من صحفيين وفنانين وأصحاب ذائقة أصيلة، ممن أرى في حضورهم احتفاء بالشارقة وبالفن والفكر، كما أُعربُ لكم ممتناً عن سروري البالغ باهتمامكم، هذا الاهتمام الذي يضيء خُطانا ويحيطنا على الدوام في مساراتنا، ونحن على مشارف افتتاح الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الفنون الإسلامية، ساعين أن يكون دائماً دانة الشارقة ورمز إجادتها. وأضاف: إن مهرجان الفنون الإسلامية هذا، الذي نتلمس نجاحه في بريق عيونكم المتابعة، إنما هو ثمرة الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فمن خلال توجيهاته ودعمه الفائق وعينه الساهرة على الفن الإسلامي، كانت ولادة الدورة الأولى، وتتالت بعدها الدورات، لنرى المهرجان بهذه الحلة التي يبدو عليها اليوم، يستقطب تجارب فنية دولية تتمتع بجدارتها وعمقها. وتابع: لقد تم اختيار مفهوم بُنيان ثيمة لهذه الدورة، تأكيداً على الأهمية القصوى لحالة البناء التي ينتج من خلالها أي عمل إبداعي على الصعيد الفني وسواه من مجالات الحياة المختلفة، فضلاً عن أهمية فنون العمارة التي تحتل مكانتها بين الفنون الإسلامية، ومن خلال التجارب التي ستعرض في المهرجان، والتي تتمتع بأبعاد متعددة ومؤثرة، نلاحظ على امتداد العالم، كما يضم المهرجان عدداً من الفعاليات بين معارض ومحاضرات وورش تجريبية، عمادها فنانون مبدعون جاؤونا بثقافاتهم وفنونهم من أنحاء عالمية مختلفة، وستكون فضاءات الشارقة حافلة بالفن في أماكن مختلفة أبرزها متحف الشارقة للفنون، كما أنوه بالتعاون الذي تحظى به العديد من الفعاليات من خلال مشاركة المؤسسات التي أثمرت جهودها الكثير. ومن جانبها قالت فرح قاسم: إن فرحتنا غامرة ونحن على مقربة من افتتاح مهرجان الفنون الإسلامية بدورته الجديدة، نترقب انطباعاتكم حول حلته التي يرسمها فنانون رائعون على إيقاعبُنيان، هذه الثيمة التي شغلتنا كفريق عمل لأشهر عديدة، أُخذنا بها، وأُشبعت دواخلنا بروعة فلسفتها واتجاهاتها، والأهم أن ضيوفنا من الفنانين والمعماريين ممن تشرفنا بضيافتهم هنا في الشارقة، عبروا بلغات بصرية راقية عن عمق رؤيتهم للفنون الإسلامية، وسحر تعبيرهم، فتناولوا جمالياتها من زاوية المفهوم المعقد والبسيط في آن، ألا وهوالبُنيان، ونحن إذ اخترنا بُنيان فلأننا مشغولون بعظمة هذا الوجود، وبروعة الصياغة التعبيرية للفن الإسلامي، هذا الفن الذي يحاور منذ نشأته الجوانب المتوارية من حياتنا، فيتحدث بالرمز عن المطلق، والوحدة، والوجد، والروح، والأصالة، ويخاطب إنسانيتنا منعشاً، مشّرعاً لنا، نوافذ النور والسكينة، ذلك بكل ألوانه من الأنواع الفنية والأساليب المختلفة، والتي يشكل البُنيان سر حضورها وتأثيرها. وأضافت: أما اختياربُنيان، فمرده إلى ما هو أعمق من فكرة البناء للتوصل إلى كيان مرئي وملموس، أي نحو محاكاة المتواري في حالة هذا البناء الذي يرسخ فكرة أي بُنيان، والذي ندركه من خلال قيمة المبتكر كإنجاز وصيرورة، ومفهوم البناء بما فيه من منظومات يخضع لها كل وجود كوني، يشكل محوراً جاذباً للخوض فيه، كما يدفعنا للكشف عن خفايا البنيان كمفهوم، والذي يلازم أي كيان أوجده البشر، ومن خلال هذه الدورة للمهرجان نتحدث بصرياً عن حالة الإبداع هذه التي ندركها أينما التفتنا، ونخوض في فكرة البُنيان، إنما من بوابة الفن المعاصر ومعاينته للفنون الإسلامية ومكوناتها بكل أنواعها وأطيافها الفنية. ونوهت قاسم بأن المهرجان يضم 364 فعالية بين معارض ومحاضرات وورش، وشاركت أكثر من 20 مؤسسة في تنظيم بعضها، وأما المعارض، فقد بلغ عددها 42 معرضاً معظمها في متحف الشارقة للفنون، حيث تحتضن فضاءاته 34 منها، وهي لفنانين من عدة دول بلغ عددها 21 دولة، عربية وأجنبية، تتصدرها دولة الإمارات، وأما المعارض الموازية، فقد بلغت 8 معارض، نُظّم منها 3 معارض في كل من مسرح المجاز وجزيرة النور وكلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة بمعدل معرض في كل منها، ومنها ما استضافته واجهة المجاز المائية من خلال اثنين من المعارض، وساحة الخط التي استضافت 3 معارض. كما نوهت قاسم بالفنانين المشاركين الذين وصل عددهم إلى 64 فناناً، وبلغت نتاجاتهم من الأعمال الفنية التي ستعرض أمام الجمهور إلى 232 عملاً، كما يضم المهرجان لقاءً حوارياً بين الجمهور والفنانين يتحدث به الفنانون عن تجاربهم التي يعرضونها ويتطرقون بها إلى حال الفنون البصرية المعاصرة، بما فيها من قضايا وجدل.
مشاركة :