تدعم جهات حكومية وأهلية سعودية برامج لتعليم الأطفال مبادئ التجارة وتنمية وعيهم الاستثماري، وإكسابهم مبادئ الشراء والبيع، وتحويلهم إلى «تجار صغار»، وذلك عبر برنامج «التاجر الصغير» الذي انطلق قبل نحو ثلاثة أعوام. ويهدف البرنامج الذي استفاد منه مئات الأطفال من الجنسين، إلى خلق الوعي المالي عند الأطفال من فئة عمرية تُحدّد وفقاً للنشاط والتنظيم، من طريق إنشاء مشروع صغير لهم لممارسة تجارتهم وبيعها، والتي تشمل مواد غذائية، وهدايا، وأزياء، ولوحات فنية، وأكسسوارات منزلية، ووسائل ترفيه، وخدمات مختلفة. ويخضع المشاركون لدورات تدريبية ضن البرنامج، للتسلح بالمهارات والمفاهيم الأساسية لـ«التاجر الصغير»، والتي تركز على المفاهيم الصحيحة للإدخار والإنفاق وأسس التخطيط لبداية مشروع تجاري، متسلحين بما يتلقونه خلال الدورة التدريبية من مهارات متعددة، مثل تطوير الذات وبناء الثقة في النفس، وكيفية التواصل مع الآخرين وطرق البيع والشراء. ويعدّ «التاجر الصغير» برنامجاً تدريبياً تنموياً مجانياً للأطفال في المملكة، لتعزيز تنمية الوعي المالي والاستثماري لدى المشاركين، وتحفيزهم وتوعيتهم حيال كيفية فتح الحسابات المصرفية وإدارة أعمالهم وتوفير البيئة الملائمة التي تكسبهم مهارات البيع، من خلال الأكشاك الخاصة التي تم تجهيزها من المنظمين لخلق بيئة تنافسية إيجابية بين المشاركين، بهدف بث روح المبادرة بينهم. وقوبل البرنامج الذي تم إطلاقه في آذار (مارس) العام 2014، بدعم من وزارتي التجارة، والشؤون الاجتماعية (العمل والتنمية الاجتماعية حالياً) وهيئة سوق المال، واستقطب رعاة من القطاع الخاص، أبرزهم شركة التصنيع الوطني، ومصارف: الهولندي، والفرنسي، والجزيرة، والرياض. ووقع «التاجر الصغير» اتفاقاً مع «المنظمة المالية الدولية للأطفال والشباب» في أمستردام، للإفادة من خبراتها في مجال التوعية المالية لطلبة المدارس، وإعداد وتصميم حقيبة تدريبية متخصصة للتوعية المالية تم بناؤها من متخصصين دوليين، ضمن المعايير الدولية للمفاهيم التربية المالية والاجتماعية، راعوا فيها الخصائص النمائية للفئات العمرية المشاركة في البرنامج. واستطاع «التاجر الصغير» في أولى مراحله، وتحديداً في دورته الثانية لعام 2014، استقطاب 150 طالباً، خضعوا لدورات تهدف إلى خلق جيل يحمل فكراً اقتصادياً مبنياً على أساس علمي ومدروس بطريقة صحيحة. ويستقبل مركز الراشد مول في مدينة الخبر، معرض «التاجر الصغير» لمدة ثلاثة أيام بدءاً من الخميس المقبل، ضمن منظومة برامجه لخدمة المجتمع، والموجهة لتنمية قدرات الأطفال. وحققت فاعليات البرنامج التي أقيمت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، صفقات ومشاركات تجاوزت 100 في المئة، مقارنة بالعام الماضي، وتجاوز عدد الأطفال المسجلين في الموسم الثالث 600 طفل، تم اختيار 120 منهم، قدموا أعمالهم عبر 80 مشروعاً صناعياً وتجارياً متنوعاً. وأوضح رئيس اللجنة التجارية في «غرفة مكة» المشرف على لجنة «تجار مكة الصغار» حسن محمد كنسارة، أن اللجنة تلقت طلبات عدة، تقدمت بها سيدات ورجال أعمال لرعاية الفاعلية في موسمها المقبل. وتجاوز اهتمام «غرفة مكة» إقامة المعارض، إذ أطلقت اللجنة التجارية في الغرفة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لجنة «تجار مكة الصغار»، والمكونة من 25 تاجراً صغيراً من الجنسين تراوح أعمارهم بين ثمانٍ و14 عاماً من الذين تم اختيارهم من بين أكثر من 60 طفلاً شاركوا في معرض «التاجر الصغير». أما في الرياض، فبدأت فاعليات معرض «التاجر الصغيرة» في نسخته الثالثة، بمنتزه البجيري في الدرعية خلال شهر تشرين الثاني الماضي، برعاية الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، واستمر خمسة أيام، بمشاركة 40 طفلاً، واستهدف الفئة العمرية من خمسة إلى ثمانية أعوام من طلاب المدارس، ومتحدّي الإعاقة، والأيتام، ومنسوبي دور الرعاية، وأبناء الشهداء. وأعلنت الغرفة التجارية الصناعية في جدة، انضمام 600 تاجر صغير من شباب وفتيات الأعمال في مبادرة «بسطة ماركت»، والتي أطلقت في شباط (فبراير) 2016، وهي أول سوق اجتماعية تهدف إلى دعم قطاع عريض من أصحاب المشروعات الصغيرة والناشئة والمساهمة في تسويق منتجاتهم، استمرت على مدار ثلاثة أشهر.