أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه ينوي الطلب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي اعتبره قدوة للقائد التنظيمي الفذ في العالم الغربي، خلال اجتماعه به بعد تسلمه منصبه الشهر المقبل، إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وسيقترح عليه ما يمكنه من ذلك. وجاء تصريح نتنياهو، خلال لقاء أجراه معه برنامج «60 دقيقة»، على شبكة CBS الأميركية، أمس. وحسب نتنياهو، هناك طرق عدة لإلغاء الاتفاق النووي، وطرح بدائل عنه تتيح لترامب أن يظهر كمن لا يخرق الاتفاقيات الدولية. وقال: «أعتقد أن الخيارات التي نملكها هي أكثر بكثير مما يعتقد الناس. لدي في رأسي خمس أفكار على الأقل، وسأتحدث عنها مع الرئيس ترامب». يشار إلى أن نتنياهو أطلق، منذ تسلمه منصبه سنة 2009، وبشكل خاص في العام الذي سبق توقيع الاتفاق النووي مع إيران، عشرات التصريحات بشأن نية إيران الحصول على سلاح نووي. بل حذر قبل الاتفاق، بأن الإيرانيين أصبحوا على مقربة من الحصول على كمية اليورانيوم المخصب بمستوى متوسط، ما سيسمح لهم بتحقيق اختراق سريع نحو تصنيع القنبلة النووية. لكنه خلال اللقاء مع برنامج «60 دقيقة»، أدلى برأي معاكس. فادعى أنه إذا جرى إلغاء الاتفاق، فإن إيران لن تسعى للحصول على سلاح نووي بسرعة. وأكد أنه قبل توقيع الاتفاق، كانت إيران مردوعة عن الاختراق قدما نحو القنبلة النووية. وأضاف: «إنهم لم يسارعوا إلى القنبلة قبل الاتفاق مع القوى العظمى، لأنهم تخوفوا من الرد». وقبل أسبوع قال نتنياهو، خلال محادثة فيديو مع «منتدى صبان» في واشنطن، إنه يتوقع التحدث مع ترامب عن «الصفقة السيئة مع إيران». وإن «إيران أصبحت أكثر عدوانية منذ توقيع الصفقة». وحين سئل عن إمكانية قيامه بشن هجوم عسكري على إيران، خصوصا الآن، بعد أن بدأت إسرائيل تتسلم طائرة «أف 35» المتطورة، قال: «عندما أقول بأننا نلتزم بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي فأنا أقصد ذلك». وتطرق نتنياهو إلى الموضوع الفلسطيني، خلال اللقاء، فقال إنه ما يزال يدعم إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وأضاف: «أنا أركز على دولتين للشعبين، ويسرني أن أتلقى المساعدة من الرئيس ترامب، بعد دخوله إلى البيت الأبيض، على تحقيق ذلك. أريد رؤية ما إذا كانت الدول العربية تستطيع مساعدتي على تحقيق ذلك. هذا واقع جديد، إمكانية جديدة». وأضاف: «لم أغير موقفي. قلت: انظروا، سنحل ذلك لأننا نريد دولتين تعيشان بسلام مع اتفاقيات أمنية مناسبة». من جهة ثانية، أبدى نتنياهو إعجابه بطريقة ترامب في إدارة دفة الأمور لتشكيل طاقم مساعديه، وخصوصا إعلانه أن سيجلب معه 4000 موظف كبير، سيستبدلون موظفي الرئيس الحالي، باراك أوباما، واعتبر ترامب «قدوة». وأعلن عن تشكيل لجنة وزارية تسعى، بشكل خاص، إلى وضع قانون يتيح لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب، أن يقيل كبار المسؤولين ويعين مقربين منه يستطيعون تطبيق سياسة الحزب الذي يحظى بثقة الجمهور. ووفقا لهذه الخطة، سيسمح للوزراء، ابتداء من الشهر المقبل، بتعيين المقربين لمناصب رفيعة في سلك الخدمات العامة. وفي إطار هذا الإصلاح، تتخلى مفوضية خدمات الدولة عن صلاحية تحديد شروط المناقصات الحكومية، وتحولها إلى الوزارات المختلفة، لكي يتسنى للقيادات السياسية ملاءمة الشروط المطلوبة، الخبرة والثقافة في المناقصات للمرشحين الذين يفضلونهم. وتثير هذه الخطة معارضة في مفوضية خدمات الدولة، التي تعتبر حارسة البوابة في مسألة القوى البشرية العاملة في الخدمات العامة، ذلك أنه سيكون بإمكانها التدخل، منذ الآن، في التعيينات، فقط في حالات استثنائية أو بعد التعيين. كما تثير معارضة في الحلبة السياسية الإسرائيلية نفسها، فقد اعتبرها النائب عمير بيرتس: «بوابة لتعظيم شأن الفساد في الحكم»، وقال: يبدو أن نتنياهو لا يكتفي بكمية الفساد القائمة.
مشاركة :