تطبيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وكوبا بعد عقود على الخلافات

  • 12/13/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل - (أ ف ب): وقع الاتحاد الأوروبي وكوبا أمس الاثنين اتفاقا لتطبيع العلاقات التي كانت تعرقلها على مدى عقود مسألة حقوق الانسان في ظل حكم الزعيم الثوري الراحل فيدل كاسترو. وكوبا كانت الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي لم توقع على اتفاق «حوار سياسي وتعاون» مع الاتحاد الأوروبي والذي يشمل قضايا مثل التجارة وحقوق الانسان والهجرة. لكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اتفقوا الاسبوع الماضي على إلغاء سياسة اعتمدت منذ العام 1996 وتتضمن شرطا بأن تحسن كوبا اولا سجلها في مجال حقوق الانسان قبل ان تقيم علاقات وثيقة مع التكتل الأوروبية. وأمس الاثنين وقع الاتفاق وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز باريا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على هامش اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء الـ28 في بروكسل، ويأتي ليتوج سنوات من المفاوضات الصعبة. وقدمت موغيريني تعازيها برحيل كاسترو قائلة للصحفيين انه «من الطبيعي ان نتقارب مع كوبا فيما تشهد تغييرات عميقة». واعتبرت ان الحوار مع هافانا حول حقوق الانسان «مشجع» وان الاتفاق يمكن ان يسهم في تعزيز عملية تحديث كوبا اجتماعيا وسياسيا. وتوفي فيدل كاسترو الشهر الماضي بعد أكثر من خمسين عاما على رأس هذه الجزيرة الشيوعية، فيما بدأت كوبا انفتاحا تدريجيا على العالم بما يشمل مع عدوتها السابقة واشنطن. وفي عام 2003 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كوبا وعلق تعاونه معها إثر قمع صحفيين وناشطين، واستمر ذلك حتى عام 2008 حين استؤنفت المفاوضات مجددا. قال وزير خارجية كوبا «كانت لدينا خلافات قليلة، لكن ازالة الموقف المشترك (البند المتعلق بحقوق الانسان) يعيد العلاقات الطبيعية على اساس التبادل المشترك». وردا على سؤال حول تأثير انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لفت إلى انه رغم تخفيف التوتر بين البلدين فإن واشنطن أبقت حظرها الاقتصادي على كوبا قائما. وأضاف أنَ «العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وكوبا لا تمر عبر واشنطن». وقالت موغيريني انه لا يوجد سبب للقلق رغم أن فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أثار شكوكا في أوروبا حول موقف واشنطن العالمي وضماناتها الامنية المهمة. وأوضحت ان «التطورات في واشنطن لن تؤثر بأي شكل على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وكوبا» مشددة على ان بروكسل ستواصل التعبير عن القلق ازاء اثر العقوبات الاقتصادية الأمريكية على دول اخرى. كما شددت على اهمية علاقات أوروبا الاوسع نطاقا مع المنطقة بشكل عام. وقالت «نحن نتحدث عن روابط عبر الاطلسي، ليس فقط مع الولايات المتحدة وانما مع كوبا وأمريكا اللاتينية». وكان ترامب هدد خلال حملته الانتخابية بوقف التقارب مع كوبا الذي اطلقه الرئيس باراك أوباما في حال لم تقدم هافانا تنازلات اضافية في ملف حقوق الانسان وفتح اقتصادها بشكل اكبر امام الاستثمارات الخاصة. قال وزير خارجية كوبا ان «الروابط الاقتصادية مع أوروبا ستبقى اولوية بالنسبة إلى كوبا فيما نبني اقتصادا اشتراكيا». ووجه تحية إلى موغيريني مستذكرا خطابا للزعيم الراحل فيدل كاسترو عام 2003 اشاد فيه أبو الثورة الكوبية بوجود الاتحاد الأوروبي واليورو باعتبارهما «ثقلا موازنا» امام «الهيمنة المطلقة» للولايات المتحدة والدولار.

مشاركة :