سجّلت البرازيل رفضًا أمام الجهاز القضائي لمنظمة التجارة العالمية، لمطالب بعض الدول الإسلامية لها بتقديم شهادة الحلال لوارداتها من اللحوم البرازيلية. وكشفت شكوى تقدمت بها البرازيل ضد إندونيسيا، عن رفض الأولى تقديم شهادة الذبح الحلال، بينما تم تسجيل النزاع التجاري بين البلدين لدى التجارة العالمية تحت عنوان تدابير إندونيسيا المتعلقة باستيراد لحوم الدجاج ولحوم الأبقار. وفشل البلدان في الوصول إلى حلّ للمشكلة، خلال جلستين من المباحثات الثنائية الفنية، وهو الشرط الذي تضعه المنظمة قبل قبولها الشكوى التجارية، حيث تم عقد الاجتماع الفني الثاني في الفترة من 11- 12 أكتوبر الماضي في مقرّ منظمة التجارة المطل على بحيرة جنيف. وأعاقت إندونيسيا نوفمبر 2015، تشكيل هيئة تحكيمية من قبل منظمة التجارة للفصل في الخلاف تقدمت به البرازيل، وهو حق تمنحه المنظمة للدولة المُشتكى عليها مرة واحدة، إذ لا يحق لها تشكيل مثل هذه الهيئة مرة ثانية. وأكّدت إندونيسيا، أن تنفيذ سياسة شهادة الحلال هو جزء من جهود الحكومة الإندونيسية في مجال حماية حقوق المستهلك وصحته، لافتة إلى أن النزاع برمته يتركز على حقوق إندونيسيا، لضمان الامتثال لمتطلبات الحلال وسلامة الأغذية. أما الوفد التجاري البرازيلي، فعبر عن إدراكه أن إندونيسيا تعتمد اللوائح التقنية المتعلقة بوضع الحلال من لحوم البقر، لكن وزارة التجارة الإندونيسية عمومًا هي أقل تفضيلًا لمنتجات الحلال من أصل أجنبي. وتمسكت البرازيل بأنها تتبع كل التعليمات في ما يتعلق بالمعيار الدولي للمنتجات الحلال في حد ذاته، لكنها تشعر أن هناك اختلافًا في المعاملة في هذا المجال، خاصة ما يتعلق باللحم البقري القادم من أصول أجنبية مختلفة. وتمثل إندونيسيا أكبر بلد إسلامي من ناحية السكان (نحو 210 ملايين مسلم)، بينما تعد البرازيل أكبر مصدر للدجاج في العالم. واستوردت إندونيسيا في عام 2014 ما قيمته 1.03 مليار دولار من منتجات تركية، كانت حصة كبيرة منها من اللحم الحلال.
مشاركة :