مايحدث في حلب وصمة عار في جبين الغرب والعرب !!

  • 12/14/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر إبراهيم المازني : قد أفعل الشيء لا أبغي به أملا ولا أبالي الورى ماذا يقولونا همي ضميري فإن أرضيته فعلى رأي العباد سلام المستخفينا يقول المثل الفرنسي (الضمير الحي وسادة ناعمة) ونقصد هنا ضمير المعارضة السورية بكل فصائلها التي تدافع بصدور عارية الهجوم الوحشي للقوى المحتلة لسوريا النظام الروسي والإيراني والمرتزقة من أذناب إيران وأيضا نقصد ضمير الشعب السوري البطل الذي يتحمل مالا تتحمله الجبال من البراميل المتفجرة وكل الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا وأما الضمير العربي والغربي فهو قد مات وإكرام الميت دفنه فقد تبلدت المشاعر والأحاسيس للمجتمع الدولي ولم يبقى سوى الأمل برب العالمين. لازالت المعارضة السورية رغم تخلي كل الأشقاء والأصدقاء ترفض تقديم أي تنازلات فقد أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض حجاب عقب محادثات في باريس يوم الاثنين الفائت مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن خسارة حلب ليست نهاية المطاف ولن تجبر المعارضة على تقديم تنازلات في أي مفاوضات محتملة مع نظام الجزار بشار من أجل عملية انتقال سياسي من دون وجود رئيس النظام السوري وهو موقف مبدئي تصر عليه المعارضة. كان هناك بصيص من الأمل بعد حضور رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي القمة الخليجية التي عقدت في مملكة البحرين بعد تجديد بريطانيا الالتزام الشامل بأمن دول الخليج أمام كل التحديات التي تواجهها وبالتأكيد مايحدث في حلب هو تهديد لأمن الخليج لأنه بعد حلب سيكون الدور على عدن ومحاولة استردادها وتحويل اليمن إلى محافظة إيرانية وهو يمثل تهديد حقيقي لدول الخليج وأقولها بكل أسف لازالت مواقف بريطانيا ودول الخليج وأيضا فرنسا وتركيا هو موقف المتفرج على المجازر التي يندى لها الجبين في حلب وأقوى ما يمكن أن يقدمه أصدقاء المعارضة السورية هو طلب جلسة طارئة لمجلس الأمن وطبعا وصلة من الشجب والاستنكار هذا إذا لم تستخدم روسيا حق الفيتو . إن سقوط حلب هو بالتأكيد ضربة قوية إن لم تكن قاصمة لتركيا التي تعتبر عمقها الاستراتيجي وأيضا ضربة قاصمة للملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج لأن إيران سوف تستثمر هذا الحدث في تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة وتتمدد أكثر في تدخلها بالشؤون الداخلية لشؤون لدول الخليج . إن شبح التقسيم وتحويل سوريا إلى عدة دويلات ومن جهة أخرى العراق أيضا مهدد بالتقسيم فهناك من يريد أن يشطب المكون السني من المعادلة السياسية ويقسم العراق بين الأكراد والشيعة بعد أن تحول السنة إلى لاجئين في العراق فهم تم تهجيرهم لإحلال المليشيات الشيعية مكانهم . لايختلف اثنان أن مايحدث في حلب من مجازر هو حرب إبادة وجريمة حرب فقد تم إعدام المئات إن لم يكن الآلاف فجثث أهالي حلب تملأ الشوارع ولا أحد يستطيع إنقاذها فهناك سيطرة كاملة لقوات النظام على شرق حلب وتكتفي الدول المعنية بالشجب والتعبير عن القلق وقد وصلت الوقاحة والصفاقة الإيرانية أن صرح أحد المسؤولين الإيرانيين أن لو خسرت إيران 100 ألف قتيل فهي مصرة على السيطرة على حلب لأنها سوف تطلق يدها بعد ذلك في كل دول مجلس التعاون . مجلس الأمة الكويتي يطالب فيه غالبية الأعضاء بطرد السفير الروسي من الكويت وهي خطوة خجولة لاتغني ولا تسمن من جوع ولكنها تمثل الحد الأدنى من الشعور بما يعانيه الشعب السوري من إبادة. إن سقوط حلب هو بداية وليس نهاية لحرب عصابات طويلة سوف يتكبد بها الجيش السوري والروسي والإيراني خسائر فادحة وهناك يقين لدى كل صاحب ضمير حي أن حلب وإدلب وحمص وحماة ودمشق وكل المدن السورية سوف تتحول إلى مقبرة للكلاب المسعورة من روسيا وإيران وأيضا شبيحة الأسد وأذناب إيران من حزب الله وبقية الميليشيات الشيعية مصداقا لقوله تعالى في الآية الكريمة من سورة الحج (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) ومن يتوكل على الله فهو حسبه ولذلك على المعارضة السورية أن تنسق بين كل الفصائل وتنسى أن هناك مجلس تعاون خليجي وجامعة دول عربية ومنظمة تعاون إسلامي ومجلس أمن فكل هذه المجالس والمنظمات والهيئات لاتملك إلا أن تعبر عن قلقها وتشجب وتستنكر وتدين وكلها كلمات فارغة لاتساوي الحبر الذي تكتب به ولاتمسح دمعة طفل سوري هائم على وجهه بعد أن فقد أهله وذويه تحت الأنقاض والمثل يقول الساكت عن الحق شيطان أخرس وكل هؤلاء الساكتين عن اتخاذ إجراء شكلي وهو توجيه رسالة احتجاج للسفير الروسي والإيراني وليس طردهم يتحملون المسؤولية الأخلاقية عما يحدث في حلب من كارثة غير مسبوقة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . أحمد بودستور

مشاركة :