يواصل مؤتمر «فكر 15» أعماله في أبو ظبي، تحت عنوان: «التكامل العربي: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربية المتحدة»، وذلك لمناسبة الذكرى الـ 35 لإنشاء مجلس التعاون الخليجي، والذكرى الـ 45 لقيام دولة الإمارات. وتضمن اليوم الثاني أربع جلسات، شارك فيها ممثلون لمؤسسات ومجالس وهيئات وصناديق عربية، قدموا أوراقهم البحثية ورؤاهم حول أربعة مواضيع هي: التكامل الاقتصادي والتنموي، التكامل الأمني، التكامل الثقافي، ومؤسسات التكامل العربي. كيف يُمكن التكامل الثقافي تعزيز ثقافة المواطنة والانفتاح والتسامح وقبول الآخر في المجتمعات العربية؟ هو السؤال الذي وجهته «مؤسسة الفكر العربي» إلى عدد من الهيئات والمؤسسات العربية المتخصصة، هي: المجلس الأعلى للثقافة في مصر، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والنادي الثقافي العربي في بيروت، والمركز الثقافي الملكي في الأردن. وخلصت إلى الجلسة إلى اعتبار التكامل الثقافي إحدى الوسائل الفاعلة في المشروع الحضاري العربي، مع إعطاء أهمية للغة العربية ودور المثقفين في هذا السياق. واعتبر المتحدثون أنه لا يمكن تحقيق تكامل ثقافي من دون قرار سياسي، وأن الوسائل الناجعة لتكريس حالة التكامل الثقافي والرؤية المشتركة هي المهرجانات وتبادل الفرق الفولكلورية والعروض الموسيقية. ومن الوسائل التي يمكن من خلالها للتكامل الثقافي أن يعزز ثقافة المواطنة والانفتاح والتسامح وقبول الآخر، الأسرة والمدرسة والأفضية العامة ومؤسسات الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة واللغة العربية. وكان تحذير من فقدان التعددية في الخطاب الثقافي، وتشديد على أهمية الحرية ودورها في المشاريع الثقافية. واتفق عدد من المشاركين في جلسة «التكامل الأمني» على أهمية دور مجلس وزراء الداخلية العرب، وضرورة تفعيل مجلس السلم والأمن في ظل التحديات والأخطار التي تواجه الدول العربية، وفي مقدمها التطرف والإرهاب. وتحت عنوان «صياغة رؤية استراتيجية تنموية تستجيب حاجات المواطنين والأجيال المُقبلة في الوطن العربي»، عُقدت جلسة التكامل الاقتصادي والتنمية، ترأسها رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، وتحدث فيها عدد من الخبراء والباحثين، ناقشوا السؤال الذي طرحته المؤسسة: «كيف تُساهم الحكومات العربية والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل العربية في رسم استراتيجية للثقافة البشرية وتنمية الاقتصاد؟». وأكد المشاركون أن المنطقة في حالٍ من الخواء الاستراتيجي، وقد تحولت إلى منطقة تجارب لأسلحة بعض الدول وساحة لصراعات الكبار، نتج منها تدمير مُدن عربية، وتهجير عرب على أيدي عرب وغيرهم، ما يجعل منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة التشرذُم العربي، والتخريب، وتفشي البطالة والفقر والفساد والانفجار السُكاني، والتدهور البيئي والمائي. واستهل جلسة «مؤسسات التكامل العربي» محمود عفيفي، الناطق الإعلامي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، باستعارة عبارة قالها الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بأن «الوطن العربي لا تنقصه مؤسسات التكامل العربي، بل الإرادة الحقيقية كي تعمل هذه المؤسسات في شكل يربط ما بين الجهد المبذول وحاجات المواطن العربي». وطرح السؤال المحوري حول إمكان إيجاد المجالس الوزارية المتخصصة في جامعة الدول العربية الآليات الضرورية لتنفيذ مشاريع التكامل.
مشاركة :