اردوغان يراهن على اسطنبول في الانتخابات البلدية المقبلة

  • 3/26/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعطي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أولوية للانتخابات البلدية في اسطنبول الاحد المقبل ولا يدع احداً غيره يقوم بالحملة الانتخابية، لان الهزيمة فيها ستعتبر فشلا شخصيا ينطوي على تهديدات كبرى لمستقبله السياسي. وبالتأكيد لا يفتح المجال بذلك امام رئيس البلدية المنتهية ولايته والمرشح لولاية ثالثة قادر توباش، المهندس البالغ من العمر 69 عاما والذي لا يظهر كثيرا في شوارع اكبر مدينة تركية ولا في وسائل الاعلام. لكن هذا الامر لا يهم كثيرا لانه بالنسبة الى مناصري "حزب العدالة والتنمية" الحاكم فإن المسؤول الفعلي لهذه المدينة التي تعد 15 مليون نسمة هو اردوغان نفسه. وقال مصطفى حسن الاحد وسط الحشود التي حضرت دعما للحزب الحاكم انه سينتخب "قادر توباش، لانه يعمل جيدا ويتعامل بشكل جيد مع الشعب". واضاف "لكن الامر الاهم هو الا يرحل طيب اردوغان العزيز على قلوبنا، فليحمه الله ولا يحصل له مكروه". وفي اسطنبول كما في اماكن اخرى اتخذت انتخابات 30 آذار (مارس) طابع استفتاء حول رئيس الحكومة الاسلامي المحافظ الذي يواجه حكمه للبلاد منذ 2002 تهديداً جراء فضيحة فساد غير مسبوقة. وادراكا منه لهذه التحديات، كثف اردوغان الزيارات الى "مدينته" التي اطلق منها مسيرته السياسية حين انتخب رئيسا لبلديتها في 1994. وفي كل مناسبة، يكرر مهاجمة "الخونة" الذين يريدون اسقاطه. لكن المنافس الرئيسي لـ "حزب العدالة والتنمية" في اسطنبول مصطفى ساريغول، رئيس بلدية منطقة سيسلي، يريد الاستفادة من جو الفضائح هذا لكي ينهي حكم الحزب في المدينة المستمر منذ 20 عاما. وقال ساريغول (58 عاما) "كل الناس يعرفون هذا الامر: ان رئيس بلدية اسطنبول الفعلي هو اردوغان". ومنذ اسابيع يجوب مرشح "حزب الشعب الجمهوري"، ابرز قوة معارضة في البلاد، شوارع المدينة على متن حافلة حمراء وشعاره "التغيير الآن". وفي مواجهة مشاريع رئيس الوزراء الذي يعتبرها "متهورة" مثل مشروع شق قناة موازية للبوسفور، يعرض ساريغول رؤية "عقلانية" للمدينة. ولا يتردد في الاستناد الى مثال ذكرى حركة الاحتجاج الكبرى التي انطلقت من حديقة جيزي وادت الى زعزعة السلطة في حزيران (يونيو) 2013. ويقول المرشح الاشتراكي الديموقراطي: "كل هذا حصل لان القادة الحاليين اتخذوا القرارات الخاطئة" مشيرا الى انها "قرارات لا تسير في اتجاه التقدم والحريات والديموقراطية". وساريغول ليس الوحيد الذي يسعى لاستغلال انتفاضة الربيع الماضي، فقد قام منافسه في "الحزب الديموقراطي والشعبي" سيري اوندر بالمثل، وقال "نحن من يحمل روح جيزي" مضيفا "الاحزاب التقليدية متشابهة كلها. لا تحترم البيئة ولا تمثل النساء ويخدعون الجميع في الفساد". لكنه ليس بمنأى عن اتهامات الفساد وتطاله قضية قرض رغم نفيه المتكرر لها. وفي هذه الاجواء المتوترة تبدو معركة اسطنبول حامية جدا. ويؤكد اردوغان في كل تجمع له "سننتصر". ويرد ساريغول "لقد فهم ان ايامه معدودة ولذلك هو متوتر". وبالاضافة الى ذلك، فإن النتيجة في اسطنبول ستكون مؤشرا الى فوز او هزيمة رئيس الوزراء على الصعيد الوطني. وقال الخبير السياسي جنكيز اكتار من "جامعة سابانجي" الخاصة ان "اسطنبول اكثر من رمز، انها عصب نظام اردوغان"، مضيفا "اذا خسر المدينة فسيشكل الأمر كارثة بالنسبة اليه لان كل الرهانات موجودة هنا". تركيارجب طيب اردوغانالانتخابات البلدية

مشاركة :