«التشكيلية» الشرعبي تترجم الشعور واللاشعور في خيالها المحسوس

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

< قدمت الفنانة التشكيلية منيرة الشرعبي أعمالها من خلال وجوه ذات إحساس تأثيري يتملّكه الإيماءات الحركية التعبيرية عن المزاجية والحال السيكلوجية للتركيبة، فكل ذلك ناتج عن مخزون فلسفلي في لغة اللون ووضع الخطوط. وتميزت أعمالها بالتركيز على الشعور ورد الفعل وكينونة الإنسان التي تنعكس على ملامحه، وكأنها تهدف إلى توضيح الحقيقة في أبعاد الشخصية وإطلاق المشاعر الصادقة والمكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة صراعات الحياة ومشاكلها ومدى تفاعلها، معتمدة على جانب التحليل النفسي في ما يتعلق بتفسير الأحلام. وترجمت بالفكر الذي تقدمه أنها فنانة تلقائية تعبر عن ما يختلج في نفسها من صراعات وثورة من القلق، ليأتي ذلك بفكر وفلسفة لونية وأفكار ذات الشعور واللاشعور، التي تعتمد على المضامين وليس تصوير الأشكال، موضحة أهدافاً ضمنية وقيمة فعلية، لذا بدت لوحتها غامضة بما يخص القصة والموضوع، إلا أنها تحمل مضامين فكرية وانفعالية، تجبر المتذوق على التأمل والتذوق الفكري والحسي، تحاكي صراعات متنوعة تحمل هم وقضية واحدة، تشير إلى أنها تظهر ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة. وأوجدت التشكيلية الشرعبي عملاً لمحاكاة الفكر لإجبار الجمهور على القيام بالتحليل النفسي، وتفسير خطوط اللوحة التراجيدية في موضع التصوير الفني والفكري، وخصوصاً ما تضمنته لوحتها في ما يتعلق بالقوة القابلة للانتقال للغير، والحيوية المعدية التي تتصف بها بعض روائع الشعر والتصوير كونها مغرية، ونحس بها وتقدم لنا القوة في الثراء الفكري والذائقة الفنية. وحملت لحظات من الحزن والوله مصاحبة للانفعال، التي نتجت من رد الفعل المعاكس، إذ أوجدت ذلك من الخطوط والتناقضات والجرأة في طرح تقنية اللون، كونها تتحول إلى حروف الشعور النفسي والحسي، متجاوزة الكلمات لإداء مدلولاتها الخيالية القصصية. في لوحتها قصة لأنسان واحد، حشدت من خلال تفاصيله، تصنيف الحوادث، والحال النفسية في تاريخ متسلسل متضارب، إضافة إلى تحويل الأفعال إلى مشاعر وأفكار تلامس الشخصية الإنسانية. ويعد طرحها للأعمال الفنية، أشبه بالرواية ذات التفاصيل المعقدة، التي تدل على الجموح بداع الطموح لدى الإنسان، إلا أن اصطدامه بالواقع الحقيقي، أدى إلى دخوله في عالم من الصراعات، والذي يتمثل في مشاهد الحزن والتأثير اللوني، الذي يحرك الأحاسيس والمشاعر، بل تحلق بالخيال وتلامس الوجدان المتعب، من خلال إبحاره في عباب بحر الحياة، وتفاصيل ملامح الحزن على وجه الإنسان الذي حمل الجرح بألم عميق، إلا أن عوالم منيرة هي الأخرى تؤكد وجوده في عالم الفن التشكيلي.

مشاركة :