تراجعت أسعار النفط أمس، عقب نمو مخزونات الخام الأمريكية، وتقديرات تشير إلى أن أوبك أنتجت المزيد من الخام في نوفمبر/تشرين الثاني عما كان يعتقد سابقاً، مما يقوض خفضاً مزمعاً للإنتاج. وتراجع خام برنت 0.65 % إلى 55.36 دولار للبرميل. وانخفض خام نايمكس الأمريكي 1.1% إلى 52.39 دولار للبرميل. وقال متعاملون إن الأسعار انخفضت عقب تقرير أظهر زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الأمريكية. تركز الأسواق أيضاً على رفع متوقع لأسعار الفائدة الأمريكية من المرجح أن يدعم الدولار، مما يجعل واردات الوقود التي تتم بالدولار أكثر تكلفة على الدول التي تستخدم عملات أخرى في الداخل. وقال متعاملون إن أسعار النفط انخفضت أكثر، بسبب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية قال إنها تعتقد أن دول أوبك ضخت نحو 34.2 مليون برميل يومياً من النفط في نوفمبر بزيادة 500 ألف برميل على تقديرات أوبك الرسمية التي تمثل بالفعل مستوى قياسياً من الإنتاج. وإذا تأكد ذلك، فقد يقوض جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين مثل روسيا لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً في مسعى للقضاء على تخمة المعروض وهبوط أسعار النفط المستمر منذ عامين. خطوة غير مسبوقة وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي أمس إن سوق النفط سيستغرق وقتاً للتعافي بعد اتفاق عالمي بين أوبك ومنتجين منافسين للحد من الإمدادات. وقال الفالح للصحفيين على هامش فعالية بشركة أرامكو السعودية إنه يتوقع أن يستغرق المفعول الفعلي من ناحية الأساسيات عدة أشهر لينعكس في السوق. وأضاف هي خطوة غير مسبوقة (الاتفاق بين أوبك والدول غير الأعضاء) سيتبعها التزام عال جداً، وسنرى الأثر في نهاية الأمر في معدلات العرض والطلب وانخفاض في التخمة التي يعانيها المخزون النفطي خلال عام 2017. مشتريات أرامكو من جانبة أشار الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، في تصريحات صحفية إلى أن منتدى اكتفاء 2016 الذي تعقده الشركة بنسخته الثانية، يهدف لزيادة المحتوى المحلي في السلع والخدمات إلى 70% بحلول عام 2021. وأشار إلى أن الاتفاقيات التي تتم خلال منتدى اكتفاء 2016 هي اتفاقيات مع شركات عالمية ومحلية تهدف جميعها إلى تنمية الناتج المحلي، بالإضافة إلى رفع المستوى المحلي للمنتجات والخدمات في المملكة. وأوضح الناصر أن برنامج اكتفاء هو عبارة عن طرح جزء كبير من مشترياتنا في السوق المحلي، لافتاً إلى أن 43% من قيمة مشتريات أرامكو وضعت في السوق المحلي. يذكر هنا أن حجم مشتريات أرامكو بلغ تريليون ريال. وأكد أن برنامج اكتفاء سيخلق عدداً كبيراً من الوظائف النوعية وعلى حسب حاجة سوق العمل، بما يتماشى مع الخطط الهادفة إلى توطين الوظائف من خلال القوى العاملة المدربة، حيث نتطلع إلى تخريج 360 ألف متدرب بحلول 2030، على حد قوله. وعن آلية تدريب القوى العاملة، لفت إلى أن التدريب سيتم من خلال شراكات مع 12 مركزاً، علماً أن أرامكو تتطلع إلى الشراكة مع 28 مركزاً بحلول 2030. استجابة من قبل الموردين وفي السياق عينه، أكد الناصر استجابة من قبل الموردين تجاه متطلبات برنامج اكتفاء، مشيراً إلى أنهم أعادوا جميع خطتهم لتتماشى مع البرنامج. وفيما وُجد تجاوب كبير من المصنعين ومقدمي الخدمات بهذا البرنامج، قال الناصر إن جزءاً كبيراً من المصنعين ذهبوا إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف: نتطلع للوصول إلى أكثر من ألف شركة صغيرة ومتوسطة بحلول 2030، منوهاً بأن أرامكو وضعت مقاييس للأداء لتقييم كل شركة. وكشف الناصر أن رؤية المملكة وضعت نسبة 75% من المحتوى المحلي بحلول 2030. بتروفاك من جهتها قالت شركة الغاز البريطاينة (بتروفاك) أمس، إنها أوقفت عملياتها في حقل للغاز بتونس بعد أسبوعين من احتجاجات عطلت الإنتاج في جزيرة قرقنة. ويأتي توقف الإنتاج بعد ثلاثة أشهر فقط من عودة الشركة للإنتاج إثر احتجاجات مستمرة تطالب بالتشغيل في قرقنة عطلت إنتاج الغاز في حقل الشرقي منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر/أيلول. وبعد أن أبلغت بتروفاك في وقت سابق الحكومة أنها ستغادر البلاد وتنهي عملياتها، تراجعت عن ذلك إثر اتفاق بين الحكومة ومحتجين أنهى تعطيل الإنتاج. لكن بعد ثلاثة أشهر من الاتفاق تجددت الاحتجاجات لتجبر الشركة على إعلان وقف إنتاجها من جديد. وقال عماد درويش مدير عام بتروفاك تونس لرويترز: بعد 14 يوماً من تعطيل أشخاص للشاحنات، تجد الشركة نفسها أمام استحالة الإنتاج رغم كل ما قامت به. ويقول مسؤولون حكوميون إن استيراد الغاز من الجزائر لتعويض النقص الناجم عن تعطل إنتاج بتروفاك طوال الشهور التسعة الأولى من 2016 كلف الحكومة نحو 100 مليون دولار منذ بداية العام. وقالت وسائل إعلام إن الشركة أبلغت السلطات التونسية اعتزامها مغادرة تونس وتسريح كل الموظفين. وإغلاق الشركة سيمثل ضربة مالية أخرى للبلاد في الوقت الذي تتعهد فيه حكومة يوسف الشاهد باتخاذ القرارات اللازمة لتوفير وظائف والمضي قدماً في إصلاحات اقتصادية وتعزيز النمو الذي تضرر جراء هجمات إرهابيه. الخفض الروسي من ناحيته، قال ألكسندر دويوكوف رئيس شركة غازبروم أمس إن شركات النفط الروسية يمكنها أن تتفق فيما بينها على تخفيضات الإنتاج في إطار اتفاق موسكو مع أوبك. وقال نيكولاي توكاريف الرئيس التنفيذي لشركة ترانسنفت الروسية التي تحتكر خطوط أنابيب النفط أمس إن تنفيذ شركات النفط الروسية لاتفاق عالمي لخفض إنتاج الخام لن يقلص بشكل ملموس الصادرات الروسية من النفط. وقال توكاريف رداً على سؤال حول تأثير خفض الإنتاج في الصادرات لا أعتقد أنه سيؤثر فيها بشكل ملموس. في السياق ذاته قال رافيل ماجانوف نائب رئيس شركة لوك أويل أمس إن الشركة ستخفض إنتاجها وفقاً لحصتها في إنتاج النفط الروسي. وأدلى ماجانوف بتلك التصريحات عقب اجتماع بين شركات النفط الروسية ووزير الطاقة الروسي بشأن كيفية تطبيق الشركات لاتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وغيرها من الدول المصدرة للنفط بشأن خفض الصادرات. مصفاة صينية وقالت ثلاثة مصادر مطلعة أمس إنه من المتوقع أن تبدأ شركة الصين الوطنية للنفط البحري (كنوك) تشغيل مصفاة جديدة في هويتشو في الربع الثاني من عام 2017 مع التوجه للسعودية كمورد محتمل للخام. والمصفاة التي تبلغ طاقتها 200 ألف برميل يومياً هي أول إضافة جديدة لمصافي التكرير من قبل شركة الطاقة المملوكة للدولة منذ أوائل 2014 وستضيف إلى فائض الوقود المتزايد في الصين في الوقت الذي ترفع فيه المصافي المستقلة إنتاجها بعد منحها تراخيص لاستيراد الخام العام الماضي مما دفع إنتاج المصافي في البلاد للارتفاع إلى مستوي قياسي في نوفمبر. وقال مسؤول بقطاع التكرير يعمل في بكين من المقرر أن تبدأ المصفاة الجديدة العمل في مايو/أيار أو يونيو/حزيران... مع بنية مهيأة لمعالجة درجات متوسطة الكبريت ما ينطبق على الخام المتوسط من السعودية ودرجات مماثلة من الكويت. وأضاف: كنوك وضعت إطار عمل لاتفاق للإمدادات مع أرامكو (السعودية) قبل فترة لكن الطرفين لم يتفقا على الأحجام بعد. وقد يعزز هذا الاتفاق حال تنفيذه الحصة السوقية للمملكة في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بهدف التنافس مع مصدرين مثل روسيا والعراق. وسيرفع المصنع الجديد البالغة طاقته 200 ألف برميل يومياً قدرات كنوك لتكرير الخام في مدينة هويتشو الساحلية إلى 440 ألف برميل يوميا. ولم يستجب متحدثون باسم كنوك وأرامكو على الفور لطلبات للتعقيب. وقالت المصادر إن عملية التطوير تشمل أيضاً مجمعاً جديداً للبتروكيماويات مع منشأة لإنتاج الإيثيلين بطاقة مليون طن سنوياً يحتمل أن تبدأ العمل في النصف الأول من 2017 مما سيزيد قدرات هويتشو لإنتاج الإيثيلين إلى مثليها لتصل إلى مليوني طن سنوياً. وهذه التوسعات البتروكيماوية مشروع مشترك مناصفة مع رويال داتش شل. وكنوك هي الشركة الأم لشركة كنوك إل.تي.دي المنتجة للنفط والغاز البحري والمدرجة في بورصة هونج كونج. صادرات إيران وقال مصدر مطلع من جهة ثانية إن صادرات إيران من النفط الخام في ديسمبر/كانون الأول ستهبط ثمانية بالمئة عن نوفمبر/تشرين الثاني لتسجل أدنى مستوى في خمسة أشهر، حيث تعوض شحنات أقل إلى الصين ودول أخرى في آسيا زيادة الصادرات إلى أوروبا. وجرى إعفاء إيران الشهر الماضي من اتفاق أوبك لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من يناير/كانون الثاني وكان من المتوقع أن يرتفع إنتاجها قليلاً. لكن مصدراً مطلعاً على وضع الصادرات قال إن صادرات إيران من الخام باستثناء المكثفات في ديسمبر/كانون الأول من المقرر أن تهبط إلى 1.88 مليون برميل يومياً من 2.04 مليون برميل يومياً في نوفمبر/ تشرين الثاني. وقد يكون هذا علامة على مواجهة إيران صعوبة في الحفاظ على إنتاجها بعد رفع العقوبات عنها هذا العام، مما أدى إلى زيادة الإنتاج. وبالمقارنة مع العام الماضي فإن صادرات إيران من الخام في ديسمبر من المقرر أن تقفز 81 في المئة، حيث جرى استئناف الشحنات إلى أوروبا في فبراير/شباط فقط من هذا العام وفقاً للمصدر. أوبك: فائض نفطي أكبر في 2017 أشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس إلى تزايد فائض المعروض النفطي العام المقبل ما لم ينفذ الأعضاء اتفاقاً لخفض الإنتاج من مستويات قياسية وأيضاً ما لم يطبق المنتجون من خارج المنظمة تعهدات بتقليص الإنتاج قطعوها في مطلع الأسبوع. وقالت أوبك في تقرير شهري إن الدول الأعضاء في المنظمة ضخت 33.87 مليون برميل يومياً الشهر الماضي بارتفاع 150 ألف برميل على شهر أكتوبر/تشرين الأول وفقاً لأرقام جمعتها أوبك من مصادر ثانوية. وتنفذ أوبك اتفاقاً لخفض الإنتاج اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني، واتفق عدد من الدول غير الأعضاء في المنظمة السبت الماضي على تقليص إنتاجها بنحو 560 ألف برميل يومياً دعماً لخطة أوبك. ورفعت أوبك قليلاً توقعاتها للإمدادات من خارج المنظمة في 2017 كما أعلنت عن ارتفاع إنتاج الدول الأعضاء بها. وبيانات إنتاج أوبك في نوفمبر/تشرين الثاني هي الأعلى منذ 2008 على الأقل وفقاً لمراجعة أجرتها رويترز لتقارير سابقة لأوبك.
مشاركة :