كيف غفونا الليلة والمنية تنشب مخالبها في شامنا والبرد مسعوراً ينقض على اجسادهم التي انتفضت للموت؟! كيف مددنا موائد العشاء وتحلّينا وتدفئنا تحت أصواف ثيابنا وفي أسرّتنا المخملية وأوصدنا نوافذ البرد والمطر عن اولادنا وبناتنا ونسينا أهل الشام وأطفال حلب؟! أنسيتم قول رسولنا صلى الله عليه وسلم:إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة كيف نكون نحن من خذلهم، أيّ تاريخ مزيفٍ سيقرؤه أولادنا غداً، ماذا سيكتب التاريخ عنا؟ يحكى انّ قوماً مسلمين خذلوا قوماً أخر مسلمين، والسلام! السلام على روحك يا حلب والسلام على شبابك ورجالك وأطفالك ونسائك وعلى أرضك وترابك، السلام تلو السلام عليك يا قطعة من الشام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده). فلندع لاهل الشام ولنرفع أكفنا ولنسأل الله اللطف بأهل حلب ، فلا ناصر لهم سواك ربي ومولاي فهم مرابطين بدينهم وايمانهم وتوحيدهم وسنتهم وهم عزلٌّ إلا من رحمتك، أناخوا مطاياهم ببابك وتعلقوا بأستار رحمتك فارحمهم يا ربنا وربهم. لا أملك لهم إلا الدعاء ولكن غيري كان يملك الكثير وكان بخيلا به على الشام، نحن فردا فردا سنسأل أمام الله، ماذا سنقول؟ هل أعددنا إجابة شافية تحمينا من أن نكتب من المتخلفين عن إخواننا المسلمين، أما آن الأوان أن نرصّ بنياننا ونعلي حصوننا أم ما زلنا غير ناضجين كفاية لنحمل هكذا مسؤولية، لن يكون الله في عوننا ما لم نكن في عون إخواننا. لماذا ما زلنا صمٌ بكمٌ عميٌ أمام هذه الأهوال ماذا ننتظر أكثر، لقد نضجت آلامنا على جمر الشام ونيران حلب فلنقل كلمة حق واحدة علّها ترفع الظلم عنهم، نحن لسنا بمأمن من الغدر طالما نحن متباعدين قلباً وقالباً، نحن على موعد مع الموت؛ ولكن وحدهم الطيبون لا يموتون هم يصنعون بعد الموت ذكرى للشرفاء والشام أم الشرف والشجاعة. سلامٌ لروحك الطاهرة يا شام. عماد نوافلة عمان الاردن