وعود التسليح الدولية لا تعني الكثير للمعارضين في الداخل السوري

  • 7/25/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حلب: هانا لوسيندا سميث يبدو أن هناك بارقة أمل جديدة في المساعدة البريطانية لقوات المعارضة السورية هذا الأسبوع، حيث أوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي ما زال يتجنب أي التزامات مؤكدة بتسليح الثوار، لمحاور من محطة «بي بي سي»، أنه ما زال يرى ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة سوريا في أن تصبح دولة ديمقراطية. وبإمكان المعلقين الحديث عما يعنيه هذا في سياق الدعم الملموس، لكن مشاورات كاميرون لا تعني الكثير بالنسبة لقادة الثوار، مثل أحمد عفيش، قائد لواء سوريا الحرة في ريف شمال حلب. يقول عفيش: «وعدنا عدة مرات بالحصول على الدعم، ولم نحصل على أي شيء». ويضيف: «بعد عام، تخلينا عن فكرة تلقي المساعدة من الغرب». من بداية الثورة، أملت المعارضة المسلحة في سوريا في أن يزودها الغرب بالأسلحة أو يفرض منطقة حظر جوي أو بكليهما. لكن بعد عامين، تحول الأمل إلى إحباط وخيبة أمل وغضب. والآن، بدأ الثوار، بدافع سأمهم من انتظار شحن الأسلحة من الخارج، تصنيع الأسلحة بأنفسهم. اصطحبني عفيش إلى ورشة الذخيرة خاصته، في موقع سري في ريف حلب، لمشاهدة الأسلحة محلية الصنع التي يأمل أن تبدأ في تحويل المعارك في محافظة حلب لصالحه. وحتى اليوم، كانت مدافع الكلاشنيكوف بمثابة عنصر مكمل مميز للثوار في هذه الحرب. شاهدت نماذج رومانية وعراقية وألبانية، بعضها أقدم من والدي، تتدلى فوق أكتاف مقاتلي المعارضة. لديهم قذائف «آر بي جي» أيضا، لكن يتم تحميل عدد لا حصر له من رشاشات «الدوشكا» على متن شاحنات مفتوحة من الخلف. لكن هذه الأسلحة لا يمكن أن تهزم جيش النظام السوري، المجهز بدبابات مصنوعة في روسيا وطائرات نفاثة مقاتلة والذي يحميه مقاتلون مجهزون جيدا من حزب الله والحرس الثوري الإيراني. يقول عفيش إن جيش النظام قد بدأ لتوه استخدام نوع جديد من الدبابات يستحيل تدميره بالأسلحة المتاحة له، وتعتبر مدافع الكلاشنيكوف ثمينة جدا الآن، إلى حد أنه يتم بيعها بسعر 1000 دولار للواحد منها. ويقول إنه لم يعد لديه أي خيار آخر خلاف تصنيع أسلحته في هذه الورشة الميدانية. وتعتبر حلب هي المكان المثالي لبدء هذه الصناعة، نظرا لأنه قبل الثورة، كانت مركز التصنيع في سوريا. كان هناك قرابة ألفي مصنع في المنطقة الصناعية بالمدينة، وتركت كلها مهجورة، إلى أن بدأ القتال. إذا كان ملاكها يأملون في أن يجدوا عقاراتهم ما زالت سليمة، لكن عند عودتهم في نهاية المطاف إلى سوريا، فسوف يصيبهم الإحباط. لقد تم نهب المصانع وتجريدها من أي شيء ذي قيمة، وانتهى الحال ببعض الماكينات لأن تصبح في ورشة أحمد عفيش. يتم توظيف أجهزة التقطيع لتقليل أقطاب السقالات إلى الحجم المناسب لتشكيل هياكل الصواريخ. يشكل لحامو المعادن الحواف، في أحد الأركان، يقوم ثائر بإعداد متفجرات في مطبخ مستعينا بكتاب «الطبخ الفوضوي». يفتخر عفيش بخط إنتاجه. ويحمل إحدى قذائفه اليدوية محلية الصنع في يد، وأخرى روسية الصنع في اليد الأخرى. يتحدث وعلى وجهه ابتسامة عريضة قائلا: «قذيفتي أقوى خمس مرات». ولكن لدى عودته إلى مكتبه، يقر بأن الثوار ما زالوا غير قادرين على الانتصار في الحرب من دون هذا النوع من الأسلحة الثقيلة التي لا يمكن أن يوفرها سوى المتبرعين الخارجيين: «لدي أربعة آلاف رجل، ولكنهم يملكون فقط أسلحة خفيفة. نحتاج إلى أسلحة ذكية حديثة للقضاء على النظام». ومن أين ستأتي هذه الأسلحة، إن لم يكن من القوى الغربية؟ يقول عفيش إنه رفض قبول تمويل من مانحين خارجيين، مثل جماعة الإخوان المسلمين أو الممولين من دول في الخليج، تدعم المعارضة بالفعل، لأنه يرى أنه إذا فعل ذلك، فسوف يضحي باستقلال لوائه. غير أنه في الوقت نفسه، ينفق نحو مليون ليرة سوريا (نحو 4 آلاف دولار بسعر السوق السوداء و10 آلاف وفقا للسعر الرسمي) كل يوم، مقابل الغذاء والأجهزة لقواته. يقول بأنه يمنح أيضا عشرين ألف ليرة سوريا شهريا لأسرة كل واحد من الـ600 رجل ممن قتلوا في لوائه. قبل الثورة، كان عفيش مطورا عقاريا ورجلا ثريا. لكن إلى متى سيستمر في تمويل لوائه للحفاظ على استقلاله، في حين يأتي آخرون، أصحاب آيديولوجيات أكثر تطرفا ومطامح سياسية، بتمويل ضخم من الخارج؟ يؤكد عفيش أن الغرب ينبغي أن يحدد أفضل ألوية الثوار ويقوم بتسليحها، غير أنه من المستحيل أن يكون هذا مقبولا بالنسبة للحكومات الأميركية والأوروبية، إذا ظلت المعارضة السورية في حالة الفوضى الحالية. ويقر بأن كتائب الثوار التي تفتقر إلى المال سوف تبيع في الأغلب الأسلحة التي تحصل عليها من النظام إلى جماعات معارضة أخرى. يتسم تدفق الأسلحة من مجموعة لأخرى بالسلاسة دون رقابة. غير أنه في حالة ما إذا استمر الغرب في التقاعس عن اتخاذ إجراء، فستكون أكثر الجماعات تطرفا – أكثر الجماعات التي يخشونها – هي التي ستستمر في الازدهار. ونظرا لامتلاكهم معظم الأموال، فإن المقاتلين الذين تلقوا أفضل قدر من التدريب، وأيضا على نحو متزايد، قاعدة دعم من السوريين الغاضبين من أنه لا أحد، بخلاف الجهاديين، قد أتوا لمساعدتهم. وكلما أصبحت تلك الجماعات أقوى، قل نزوع الغرب للتدخل. بالنسبة لكل من سوريا والعالم الخارجي، سيكون هذا هو أسوأ نوع من سيناريوهات رواية «كاتش 22».

مشاركة :