قال الخبير الأمريكي أندرو تابلر إن التحدي الأول أمام إدارة ترامب يتمثل في كيفية العمل بدهاء وحيلة على تفرقة روسيا وإيران في سوريا. حلب القديمة بعد فرار المسلحين منها وأوضح تابلر في مقالة نشرت في صحيفة "أتلانتيك" ونشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول مقاطع منها أن انسحاب روسيا من الصراع السوري يتطلب التوصل "إلى حل سياسي نهائي ومستقر، وإلى دخول الرئيس الأسد في محادثات سياسية جدية مع المعارضة لإعادة توحيد سوريا". ومن جهة أخرى، عزا الخبير الأمريكي سقوطمدينة حلب السريع بعد أربعة أعوام من سيطرة المتمردين عليها إلى عدة عوامل منها: الكيفية التي نفذ الجيش السوري حصار مناطقها، ووقوع بعض الاقتتال الداخلي بين مختلف جماعات المعارضة، والدعم المقدم من روسيا ومن القوات التي تدعمها إيران. كل ذلك، بحسب الكاتب، أسهم في تضييق "قوات النظام" الخناق بشكل كبير، وأدى إلى الوضع الحالي في مدينة حلب، مستدركا أن الطريقة الوحيدة لمنع هذا الحصار، كانت تتمثل في قيامالولايات المتحدة بتصعيد عسكري "وهذا ما لم يفعله الرئيس أوباما سواء مباشرة من خلال التدخل المباشر، أو بشكل غير مباشر أيضاً من خلال توفير الأسلحة للمتمردين". وأضاف الخبير أن الأمر الأهم من ذلك يتمثل في "أن الولايات المتحدة رفضت القيام بإنزال جوي شرق حلب"، ولذلك "عجزت الولايات المتحدة عن تحقيق أهدافها، وهي خسارة مدمرة أخرى تمنى بها السياسة الأمريكية بشأن سوريا". وأصر تابلر على القول إن الجيش السوري يعاني من نقص حاد في القوة البشرية التي يمكن نشرها "خارج مناطق الخطوط الأمامية لاستعادة الأراضي والمحافظة عليه"، مقدر المتوفرة بأنها تتراوح ما بين 20000 25000 عنصر، ولذلك يرى أن "سقوط حلب يمثل خسارة فادحة بالنسبة للمعارضة ويحقق فوزا للأسد في معركة مهمة". إلا أن الخبير الأمريكي من ناحية أخرى رأى أن سقوط حلب لن يؤدي إلى انتصار الأسد في الحرب، متوقعا أن يستمر الصراع، وأن تكون سوريا دولة مقسمة. ومن هذا المنطلق ينصح تابلر الرئيسالأمريكي دونالد ترامب بأن يتعامل "مع هذا البلد المقسم إذا أراد فعلاً تحسين الوضع، والأهم من ذلك أن يتعامل مع المهاجرين والتهديدات الإرهابية التي تأتي من سوريا". المصدر: washingtoninstitute محمد الطاهر
مشاركة :