مقاتلو المعارضة ومدنيون ينتظرون اجلاءهم من مدينة حلب

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حلب (أ ف ب) - يتحضر مقاتلو المعارضة ومدنيون الخميس لمغادرة آخر جيب تسيطر عليه الفصائل في حلب بموجب اتفاق جديد ينهي سنوات من المعارك في المدينة السورية. وستتيح مغادرة الفصائل المعارضة لمدينة حلب للجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على المدينة في انتصار يعد الاكبر له منذ بدء النزاع في سوريا قبل حوالى ست سنوات. وسيتوجه المقاتلون، بحسب الاتفاق، الى محافظة إدلب (شمال غرب) التي لا تزال بأيدي مقاتلي المعارضة. وقالت المتحدثة باسم الصليب الاحمر الدولي في سوريا أنجي صدقي لوكالة فرانس برس "بدأ الاشخاص بالصعود الى الحافلات. العملية تجري كما هو مخطط لها. كل شيء يجري على ما يرام، الناس يتجمعون. نتوقع ان تحتاج العملية لبعض الوقت". وكانت اكثر من عشر حافلات بالاضافة الى سيارات اسعاف تحركت ظهر الخميس من حاجز للجيش السوري عند الاطراف الجنوبية لمدينة حلب باتجاه المنطقة التي يتجمع فيها المقاتلون والمدنيون في العامرية في جنوب شرق حلب، وفق ما افاد مصور لفرانس برس في المكان. ونقل التلفزيون الرسمي السوري مشاهد لسيارات الاسعاف ومن ثم الحافلات الخضراء اللون اثناء مرورها في شارع ترابي في طريقها لبدء عملية الاجلاء. واوضحت صدقي لوكالة فرانس برس ان السيارات تحركت "باتجاه الجهة الاخرى لعبور خطوط التماس واجلاء الجرحى". وافاد التلفزيون ان "اربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم سيتم إخراجهم من الاحياء الشرقية بحلب، وكل الاجراءات جاهزة لاخراجهم". وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق ان المفاوضات حول ترتيبات الإجلاء انتهت الساعة الثالثة فجر الخميس (1,00 ت غ). وستبدأ عملية الاجلاء باخراج الجرحى والمدنيين على ان يخرج المقاتلون بعدهم. - مساعدة الصليب الاحمر - ونص الاتفاق، بحسب المصدر، على ان يتم في المقابل، إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من فصائل المعارضة في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد. وسيتوجه المقاتلون الخارجون من حلب، بحسب الجيش الروسي، الى ادلب التي يسيطر عليها تحالف من الفصائل المقاتلة بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا). وكان تم التوصل الى اتفاق لاجلاء مقاتلين ومدنيين من حلب الثلاثاء، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ وتجددت المعارك وعمليات القصف الكثيف في حلب. ويشرف الجيش الروسي على عملية الاجلاء عبر كاميرات مراقبة وطائرات استطلاع. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها تلقت طلبا بتقديم المساعدة في اجلاء الجرحى وقد ارسلت عشر سيارات اسعاف وحوالى مئة متطوع وعامل لدى الهلال الاحمر السوري لمواكبة العملية. وقال أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الاطباء والمتطوعين تنسق عمليات الاجلاء، والموجود في ريف حلب الغربي، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، ان الجرحى وعائلاتهم بدوأ منذ الصباح التجمع في منطقة العامرية في شرق حلب. واشار الدبيس الذي من المفترض ان يستقبل المغادرين في ريف حلب الغربي، الى تقارير حول اطلاق قوات النظام النيران على سيارات اسعاف كانت توصل الجرحى الى منطقة العامرية تحضيرا لاجلائهم، ما تسبب باصابة ثلاثة اشخاص بينهم متطوع في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء). - الحل السياسي - وعانى السكان في آخر جيب انحصر فيه وجود مقاتلو المعارضة خلال الفترة الاخيرة ظروفا مأساوية، وازداد الوضع سوءا بعدما وجدوا انفسهم محاصرين بالنيران، اثر تجدد المعارك ظهر الاربعاء بعد تعليق العمل باتفاق الاجلاء الاول. وتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد واجزاء من الاحياء الاخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له. ويعانون الخوف والجوع والبرد. واثار هذا الوضع مخاوف المجتمع الدولي، خصوصا بعد ابداء الامم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم قوات النظام بقتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء واطفال، في شرق حلب. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على أكثر من تسعين في المئة من الاحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2012، ما يعد ضربة قاضية للمعارضة منذ بدء النزاع قبل اكثر من خمسة اعوام. واسفر هجوم قوات النظام الذي بدأ في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر عن مقتل 465 مدنيا، بينهم 62 طفلا في الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، مقابل 149 مدنيا، بينهم 45 طفلا جراء قذائف الفصائل على احياء تحت سيطرة قوات النظام، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وعلى رغم احتفاظها بالسيطرة على مناطق اخرى في سوريا، بينها محافظة ادلب، الا ان مغادرة مقاتلي المعارضة من حلب في حافلات حكومية، تمهيدا لاستكمال قوات النظام السيطرة على حلب، تطور ذو رمزية كبيرة. وتواجه تلك الفصائل التي طمحت ذات يوم الى الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد، احتمال الهزيمة الكاملة بعد خسارتها مناطقها في مدينة حلب. واعلنت أنقرة الداعمة للمعارضة السورية الاربعاء عن لقاء سيجمعها بروسيا وايران في السابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الحالي في موسكو للبحث في سبل التوصل الى حل سياسي للنزاع في سوريا. وقال الوزير التركي مولود تشاوش اوغلو "هدفنا التوصل الى وقف لاطلاق النار في كامل البلاد وفتح مفاوضات حول حل سياسي".

مشاركة :