بروكسل/باريس - دعا مرشح اليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية والأوفر حظا في استطلاعات الرأي فرنسوا فيون الخميس في بروكسل إلى مبادرة أوربية لإنهاء النزاع السوري عبر جمع كل الأطراف حول طاولة المفاوضات بمن فيهم "مرتكبي الجرائم". وقال فيون للصحافيين اثر اجتماع للحزب الشعبي الأوروبي (يمين وسط) إن الحرب التي يعاني منها الشعب السوري منذ مارس/اذار 2011 هي دليل على "فشل الدبلوماسية الغربية وخصوصا الدبلوماسية الأوروبية". وأضاف "إذا أردنا اليوم وقف هذه المجزرة فليس أمامنا سوى حلّين. التدخل العسكري الذي يمكن للأميركيين فقط قيادته وهو ليس الخيار الذي أفضله نظرا لما حدث في العراق. والحل الآخر، هو مبادرة قوية أوروبية دبلوماسية لجمع كل القادرين على وقف هذا النزاع حول الطاولة بصورة شاملة وبالتالي بمن فيهم أولائك الذين يرتكبون اليوم جرائم" في اشارة على ما يبدو الى النظام السوري وحلفائه الروس والايرانيين. وردا على سؤال إن كان يشمل بذلك روسيا، قال فيون "في الحرب هناك على الدوام جرائم، والسؤال هو: هل نريد وقف هذا العنف أو الاكتفاء بالنوايا الحسنة وبكتابة المقالات أو الإدلاء بالتصريحات وترك السوريين يموتون؟." وأضاف "أنا أنتمي إلى أولئك الذين يقولون إنه في لحظة ما ينبغي أن نشمر عن سواعدنا وأن نخوض في الصعاب". ونفى فيون وجود أي "علاقة شخصية" تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال "أنا أكن الكثير من الاحترام لروسيا وقلت على الدوام إنه أيا كان الرئيس الروسي سواء كان اسمه فلاديمير أم بوريس أو ايغور، فإنه يقود أكبر بلدان العالم مساحة وعلى أوروبا أن تتبنى استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا وليس أن تتصرف بناء على انفعالات وردود أفعال". وفي الوقت نفسه، ولدى وصوله لحضور قمة أوروبية أدان الرئيس فرنسوا هولاند موقف روسيا من النزاع واتهمها بأنها لم تف بالتزاماتها بإعلان هدنة. وأكد هولاند أنه من الضروري اجلاء أكبر عدد ممكن من السكان "الذين لم يعودوا قادرين على تحمل القصف والمجازر والراغبين في مغادرة المنطقة بأمان". ويتهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ شهرين دمشق وحليفتيها طهران وموسكو بارتكاب "جرائم حرب" في حلب. وطلبت فرنسا الخميس عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في مدينة حلب السورية، وفق دبلوماسيين. وقالت المصادر إن الاجتماع التشاوري المغلق سيعقد بعد ظهر الخميس ويتناول اجلاء الاف المدنيين والمساعدات الانسانية التي يفترض توفيرها لهم. وبدأت أولى عمليات الاجلاء من الأحياء الشرقية في حلب الخميس مع خروج موكب سيارات اسعاف وحافلات تقل 951 شخصا بينهم أكثر من 200 مسلح و 108 جرحى، بحسب مصدر عسكري في المكان.
مشاركة :