الأسلحة وحدها لا تكفي لهزيمة الدولة الإسلامية

  • 12/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - حذر خبراء أميركيون من أنه لإلحاق هزيمة نهائية بتنظيم الدولة الاسلامية ومنع ظهوره مجددا بشكل أو بآخر، يجب معالجة الأسباب العميقة التي أدت الى نشوئه وتوسعه. وأضاف هؤلاء أن الرد العسكري وحده، أيا تكن فعاليته ميدانيا، لا يمكن أن يكفي لمواجهة تنظيم متطرف نجح على غرار القاعدة في تأجيج غضب واحباط قسم من العالم السنّي في عدد كبير من البلدان. وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايكل هايدن، الاربعاء في واشنطن، خلال المؤتمر السنوي حول الإرهاب الذي تنظمه مجموعة "جيمس تاون فاونديشن" للبحوث، إن "ادارة ترامب الجديدة تميل إلى القول بأنه يجب اعتماد المزيد من التشدد". وأضاف "لكن لو كان كل شيء يعتمد على قدرتنا على قتل الناس، لكنا انهينا المسألة منذ أربعة عشر عاما. لا نريد الخروج من هذا الوضع عبر اللجوء إلى القتل فقط". وتابع "إذا كان كل ما يتعين علينا القيام به يتطلب اعتماد التشدد، ينبغي أن نستعد لأن نكون أكثر تشددا مرات عديدة في المستقبل". وعلى غرار عدد كبير من الخبراء، شدد هايدن الذي ترأس أيضا وكالة الامن القومي، على أن الأسباب العميقة التي تحمل شبانا من المسلمين السنة على الانضمام إلى الحركات الجهادية لم تؤخذ في الاعتبار وأن جاذبية التطرف الاسلامي ستستمر وأن مقاتليه وقادته سيتجددون باستمرار. وأشار بروس ريدل، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والخبير في معهد بروكينغز ذائع الصيت، إلى محدودية ما وصفه بأنه "استراتيجية قطع الرؤوس" المطبقة ضد تنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة. وقال إن "هذا النوع من الاستراتيجيات لا يؤدي إلى تسوية أي من المشاكل التي تقف وراء نشوء تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية أو بوكو حرام". وأوضح أن "هذه المشاكل ستستمر وتشكل التحديات التي يتعين على الادارة الأميركية الجديدة مواجهتها". انفجارات أخرى وقال إن "أول هذه التحديات هو الفوضى السائدة في العالم العربي والتي لا نفعل من أجلها شيئا غير ملاحظة خطوطها العريضة. وأيا تكن خطورة الأوضاع في حلب والموصل، أعتقد أنه من شبه المؤكد أنها ستزداد سوء". وفيما لا يضم العالم العربي إلا نحو 5 بالمئة من سكان العالم، أشار إلى أن نحو نصف الأعمال الإرهابية وقع العام الماضي في هذه المنطقة وأن كل المؤشرات، كعدد الشبان العاطلين عن العمل، كانت سيئة ولا شيء يساعد على القول إنها ستتحسن. وأوضح ريدل أن "ما يزيد من الاحباط هو أن أيا من الأسباب التي أدت إلى اندلاع ثورات الربيع العربي، لم تتم تسويته في العالم العربي، كسوء الادارة وسوء الوضع الاقتصادي والبطالة وتخلف الحكومات عن تحمل مسؤولياتها والصعوبة التي يواجهها المواطنون في التعبير عن آرائهم". وقال إن "كل هذه الأسباب التي أدت إلى انفجارات 2011 مستمرة ومن المتوقع حصول انفجارات أخرى. وستندلع من جديد ثورات وانتفاضات وحروب أهلية". وفي ظل هذا الوضع الاجتماعي - الاقتصادي المتدهور، يستخدم تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية اللذان يتواجهان في بعض الأماكن، لكنهما يمكن أن يتعاونا في أماكن أخرى، عددا متزايدا من المناطق الأمنة "التي لا تستطيع أي قوة دولية أو لا تريد السيطرة عليها"، كما أكدت كاثرين زيمرمان من "أميريكن انتربرايز انستيتيوت". وأكدت زيمرمان أن "المشكلة هي أننا أعددنا استراتيجيات لمكافحة الارهاب ولم نعد استراتيجيات لوقف الانتفاضات". وأضافت "لكن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية هما انتفاضتان. لقد قررنا أنه من الصعب جدا تسوية المشاكل. نفضل وضع ضمادات عليها والعمل مع شركاء محليين والقضاء على القادة عبر غارات جوية، وهذا لا يؤدي في معظم الحالات إلا إلى زيادة الأمور سوء". والمطلوب القيام به، هو معالجة ما يسميه مايكل هايدت "المعركة العميقة التي لا تزال عقائدية". وخلصت إلى القول "هذا ما فعلناه خلال الحرب الباردة: تغلبنا على العقيدة الشيوعية، لكن الشيوعية لم تكن غريبة عنا، كانت عقيدة غربية أطلقها مواطن ألماني في لندن. كنا نتمتع بالمشروعية. لكن لا تتوافر لدينا أي مشروعية للمعركة العميقة ضد التطرف الاسلامي".

مشاركة :