عواصم (وكالات) بدأت عملية إجلاء آلاف المدنيين والجرحى ومقاتلي المعارضة وعائلاتهم من شرق حلب، في إطار اتفاق هدنة برعاية روسية تركية بدا متعثراً الأربعاء، حيث غادرت أمس نحو 30 حافلة وسيارة إسعاف، تقل نحو 1000 شخص إلى الريف الغربي للمدينة، بينما أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن قافلة ثانية تتألف من 15 حافلة، نقلت دفعة ثانية باتجاه المنطقة نفسها، بحسب ما توقع الصليب الأحمر الذي يشارك بجانب الهلال الأحمر السوري في الترتيبات، قائلاً إن حصيلة المغادرين في اليوم الأول تبلغ ألفي شخص. تزامن ذلك مع توجه 29 شاحنة محملة بالإغاثة، وسيارة إسعاف مزودة بفرق طبية، إلى قريتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بريف إدلب واللتين تحاصرهما قوات المعارضة، وذلك لإجلاء نحو ألفي جريح وعائلاتهم إلى مناطق سيطرة الجيش الحكومي، ما يلبي اشتراطات إيران والمليشيات للموافقة على الاتفاق. وفيما أكد يان إنجلاند المستشار الخاص للمبعوث الأممي لدى سوريا أن الأمم المتحدة لم تشارك في صياغة الاتفاق الروسي التركي بشأن إجلاء المقاتلين من أحياء المدينة الشرقية، أعلن أن معظم المغادرين سيتوجهون إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وربما يفضلون تركيا، وسط مخاوف في الأمم المتحدة على مصير مدينة إدلب والمناطق الأخرى المتنازع عليها. وبحسب إيجلاند، تعهدت موسكو بالتزام هدنة عسكرية في محافظة إدلب أثناء عمليات الإجلاء، مبيناً أنه تم إعداد مخيمين لاستيعاب القادمين. وقدر المسؤول الدولي عدد من فروا من شرق حلب مؤخراً، بنحو 50 ألف نسمة، مرجحاً أن نحو 30 ألف شخص مازاوا محاصرين في الجيب الضيق الذي كان خاضعاً للمعارضة. وذكرت الجهات المشاركة في تنفيذ الاتفاق، أن الدفعة الأولى التي تم إجلاؤها في وقت سابق أمس، تضمنت إخراج 951 من المسلحين وذويهم وتحركوا من أحياء صلاح الدين والأنصاري والمشهد والزبدية بالجهة الشرقية من المدينة، مؤكدة أن عملية إخراج المسلحين مستمرة عبر دفعات متتالية. وفي وقت سابق صباح أمس، احتشد آلاف الأشخاص في منطقة تجمع المغادرين بمنطقة العامرية شرق حلب ينتظرون دورهم لمغادرة مدينتهم. وتمثلت أكثر اللحظات المؤثرة في رؤية أشخاص من حلب كانوا عالقين خارج المدينة بسبب الحصار وهم يلتقون أقرباءهم بعد طول انتظار، حيث كرر كثيرون عبارة «عائدون» من دون أن يتوقفوا عن البكاء. وكتب أحدهم بالغبار على إحدى الحافلات «سنعود يوماً»، بينما ودع مقاتلون أفراد عائلاتهم المغادرين في الدفعة الأولى. وبدا آخرون فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل ارهقهم، في حين وقف أشخاص مترددين بالصعود إلى الحافلات خوفاً من اعتقالهم أو اجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية. وأظهرت صور شاباً يبكي وهو متربع على الأرض بين الركام وإلى جانبه مقاتل غطى وجهه بوشاح ويحمل سلاحه الخفيف بيده. وفي صورة أخرى، بدت امرأة تمسك بيد طفل جريح وقد لف رأسه بضمادات بيضاء بالقرب من إحدى الحافلات، كما جلس طفل آخر جريح في المقعد الأمامي لإحدى سيارات الاسعاف بزجاجها المكسر. في خان العسل بريف حلب الغربي، حيث جرى استقبال قافلة الخارجين، شاهد مراسلون جرحى إصابتهم حديثة وخطيرة، ما دفع الكثيرين ممن كانوا في استقبالهم إلى البكاء. وتأتي هذه العملية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية تركية روسية لاجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل شرق حلب، إثر الهجوم الدامي الواسع لقوات النظام ومليشياتها ضد الأحياء الشرقية الذي استمر شهراً. ... المزيد
مشاركة :