تواصل عملية الإجلاء لمدنيين ومقاتلين من شرق حلب بعد اتفاق الهدنة

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

غادر مئات المدنيين والمقاتلين شرق حلب أمس الخميس (15 ديسمبر/ كانون الأول 2016) في إطار عملية إجلاء متواصلة إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف المدينة الغربي، ما يمهد لبسط الجيش السوري سيطرته على المدينة بعد أكثر من أربع سنوات من المعارك الدامية. وبارك الرئيس السوري، بشار الأسد للسوريين بـ «تحرير» مدينة حلب، معتبراً أن ما يحصل «بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك». وتواجه الفصائل المعارضة التي طمحت إلى الإطاحة بنظام الأسد، احتمال الهزيمة الكاملة في سورية بعد خسارتها حلب، المدينة التي شهدت شوارعها تظاهرات ضخمة في العام 2011 ضد النظام قبل أن تتحول إلى جبهة قسمت العاصمة الاقتصادية السابقة لسورية إلى جزءين، واحد تحت سيطرة النظام في الغرب وآخر تحت سيطرة المعارضة في الشرق. وبدأت عملية الإجلاء صباح أمس (الخميس) بتجمع آلاف المدنيين والمقاتلين في منطقة العامرية في شرق حلب، لتخرج الدفعة الأولى قرابة الساعة الثانية والنصف ظهراً (12,30 ت غ) في حوالى 30 سيارة إسعاف وحافلة وصلت بعد أكثر من ساعة إلى ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واشتملت الدفعة الأولى على نحو ألف شخص بينهم أكثر من 200 مسلح و108 جرحى بينهم أيضاً مسلحون، وفق مصدر عسكري. ووصلت مساء الخميس الدفعة الثانية من مقاتلين ومدنيين إلى بلدة خان العسل في الريف الغربي. وأشار المسئول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين تنسق عمليات الإجلاء والموجود في بلدة خان العسل في الريف الغربي، أحمد الدبيس، لـ «فرانس برس» إلى تلقي الوحدة اتصالاً قبل وصول القافلة الثانية «لتجهيز عشر سيارات للإسعاف الطارئ، كون هناك عشر حالات حرجة تم وضعها على أجهزة تنفس». وأفاد مراسل التلفزيون السوري الرسمي أنه «سيتم إخراج المسلحين وعائلاتهم على دفعات وتستمر (العملية) خلال ساعات الليل حتى إنهاء الوجود المسلح في حلب». وخلال استقبال للدفعة الأولى، نقل مراسل «فرانس برس» في خان العسل مشاهدته لكثيرين يرددون «عائدون» من دون أن يتوقفوا عن البكاء. وبدا كثيرون أيضاً متلهفين للحصول على المياه والبسكويت من المنظمات الإنسانية في المكان. وقال الأسد في شريط مصور قصير نشرته صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع «فيسبوك»، «أريد أن أؤكد أن ما يحصل اليوم هو كتابة التاريخ، يكتبه كل مواطن سوري». وأضاف «الشعب الحلبي بصموده، الشعب السوري بشجاعته وتضحيته وكل مواطن سوري وقف مع حلب ووقف مع بلده ووقف مع وطنه ووقف مع الحق. هذا بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك». سنعود يوماً وفي وقت سابق صباح أمس (الخميس)، احتشد آلاف الأشخاص في منطقة تجمع المغادرين في العامرية في شرق حلب ينتظرون دورهم لمغادرة مدينتهم. وكتب أحدهم بالغبار على إحدى الحافلات «سنعود يوماً»، وفق ما نقل مراسل «فرانس برس» في المكان. وأفاد المراسل أن بعض المدنيين كانوا يبكون، فيما ودع مقاتلون أفراد عائلاتهم المغادرين في الدفعة الأولى. وبدا آخرون فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل أرهقهم. وتأتي هذه العملية في إطار اتفاق تم التوصل إليه برعاية تركية روسية لإجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، إثر هجوم واسع لقوات الجيش السوري ضد الأحياء الشرقية استمر شهراً. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أن «أربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم سيتم إخراجهم من الأحياء الشرقية». وستتيح مغادرة الفصائل المعارضة لمدينة حلب للجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على المدينة في انتصار يعد الأكبر له منذ بدء النزاع في سورية قبل حوالى ست سنوات. وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق إن الاتفاق ينص أيضاً على أن يتم إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل المعارضة في محافظة إدلب. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حماة محمد الحزوري قوله إنه تم «إرسال 29 حافلة وسيارات إسعاف وفرق طبية إلى بلدتي كفريا والفوعة (...) لإخراج الحالات الإنسانية وعدد من العائلات». لا مستقبل للأسد من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون الخميس إن بلاده لا ترى «مستقبلاً للرئيس الأسد» في سورية. وأضاف «حتى وإن انتصر على المعارضة في حلب، ليس هناك انتصار في قصف مستشفيات أو تقييد وصول المساعدة الإنسانية». أما في نيويورك، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً اليوم (الجمعة) بطلب من فرنسا لبحث الوضع الإنساني في حلب، بحسب دبلوماسيين. ويناقش الاجتماع التشاوري المغلق بعد ظهر الجمعة اعتباراً من الساعة 12,00 (17,00 ت غ) إجلاء آلاف المدنيين والمساعدات الإنسانية لسكان حلب.

مشاركة :