الشاي المغربي.. حكايات تروى في «الأسبوع التراثي» بأبوظبي

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على أنغام الموسيقى، وبين أركان معرض الأسبوع التراثي المغربي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، يوجد قسم خاص لرواية الحكايات المغربية القديمة، فعلى كرسيه يجلس العم راشد عثماني، ليروي لزوار الفعالية حكايات مغربية أصيلة نحتها الزمان في ذاكرته العامرة بالمغامرات. الأتاي كما يسميه المغاربة، هو الشاي الأخضر، ليس مجرد شاي يحتسيه الشخص على عجل، فمع كل رشفة يسافر إلى بلد الحكايات والجمال، إلى بلد امتزجت به العراقة والأصالة، لتشكل خليطاً من التراث المعاصر، هكذا يقول العم راشد عثماني، ويضيف أن للشاي مكانة خاصة، ليس فقط في موائد الطعام، وإنما في دواوين الشعراء والأدباء، الذين أفرد كثير منهم لهذا المشروب العجيب قصائد شعرية وزجلاً ومتوناً لم تترك صغيرة ولا كبيرة عنه إلا وأبرزتها، فمعه تتجمع العوائل، وتقام المناسبات، ويؤنس المسافر في رحلته، وكشف العم راشد عثماني بأنه يمكن تمييز الشاي المغربي المعد بشكل جيد من رائحته، كالنعناع أو السالمية، العطرشة، الصوفي، العبدي والشيبة، وغيرها من الأعشاب الطبية والعطرية التي يضيفها المغاربة إلى حبوب أتاي، لافتاً إلى أنه حتى بالنعناع نفسه تجد خمسين نوعاً بين مدينة وأخرى؛ لذلك تتنوع خلطات أتاي التي يعترف الجميع بجانبها الصحي. وأوضح بأن الشاي المغربي يعد رمزاً للترحاب وحسن الضيافة، وأنه أول ما يقدم للضيوف؛ إذ لا يمكن أن تدخل بيتاً سواء كان أهله فقراء أو أغنياء إلا ويسارعون إلى إحضار صينية الشاي، فيعد من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف، ويذهب إلى حال سبيله دون أن يتناول كأساً من الشاي، لافتاً إلى أنه يشرب ساخناً، للدلالة على حرارة الاستقبال ودفئ المودة، وتتنوع طرق إعداده من منطقة إلى أخرى، وللشاي طقوس مغربية جميلة، فعند قدوم الضيف يشرع بإعداد الشاي على مهل في جلسة تسامر فيقلب الشاي على نار هادئة ويصب في الكؤوس بطريقة فريدة، إذ يرفع صباب الشاي البراد عالياً فيصدر صوتاً أشبه ما يكون بالسمفونية الكلاسيكية، ويرفع البراد غاية الحصول على رغوة فوق سطح كوب الشاي تسمى الرزة أي العمامة، وهي دليل على أن مشروب الشاي فاخر، فيسكب للشارب نصف كأس من الشاي، فمن قلة الذوق أن تملأ الكأس عن آخرها، لما لذلك من إيحاء من صاحب الدعوة أن الضيف ثقيل أو غير مرحب به فتملأ له الكأس ليشرب ويغادر بسرعة، عكس المرحب به، تسكب له نصف كأس تلو كأس تلو كأس دلالة على الاستئناس بوجوده. وأوضح أن ما يميز الشاي المغربي عن العادي هو الأواني التي يقدم ويصنع بها الشاي، التي تعود بشكل رئيسي إلى سبب انتشار الشاي في المغرب، فعلى مدى نحو قرنين من الزمن برع أصحاب المهن في صنع الأدوات المستعملة لتحضيره وتقديمه، كالصينية والبراد، حيث تتم صناعتهما من معدن الفضة الخالصة، أو من معدن مشابه له، والخاصية المشتركة بينهما هي اللمعان، كما أن الصينية تكون مزينة بنقوش يدوية، وكذلك الشأن بالنسبة للبراد، الذي يتخذ شكلاً فريداً لا نجده في أي بلد آخر، وتعد مدينة فاس المنبع الرئيسي لأدوات الشاي.

مشاركة :