يوم الأربعاء الماضي افتتح خادم الحرمين الشريفين أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، والذي يضم تحت قبته مائة وخمسين عقلا سعوديا، ينتظر منها الكثير من أجل وطنها ومواطنيها! الشورى ألفة للجماعة، وسبب إلى الصواب، وما تشاور قوم إلا هدوا، ولذلك نتمنى من عضو مجلس الشورى أن يحرص على البر بما أقسم عليه «أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصا لديني ثم لمليكي وبلادي، وألا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل»! ونتمنى أن يرقى بفكره ومكانة المجلس بالمواضيع التي تتم مناقشتها، فالاهتمامات دليل على المستوى الفكري، والحس الوطني، وعندما يختل ترتيب الأولويات فهو علامة على خلل أكبر! كما نتمنى أن يحرص عضو مجلس الشورى على ما يشرفه أمام الله أكثر من حرصه على ما يشرفه أمام خلق الله! ولا تعارض بينهما عند أهل العقل والإخلاص، فالأول طريق إلى الثاني، ومن مؤشرات ذلك الاهتمام بدراسة ما يعرض عليه من مواضيع، وبذل الفكر والجهد في ذلك، أكثر من اهتمامه بإثبات وجوده من خلال التصريحات الإعلامية الرنانة! نتمنى أن يكون عضو مجلس الشورى أيضا قدوة لغيره في الحرص على التعاون واجتماع الكلمة ورقي التطلعات! وأختم بما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله: أعضاء مجلس الشورى.. إننا إذ نقدر ما يقوم به مجلس الشورى من جهود متميزة في إطار مسؤولياته، فإننا نقدر كذلك مساهمته في بيان حقيقة مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا من خلال إجراء الحوارات واللقاءات المتعددة مع البرلمانات الدولية المختلفة وفي الاتحادات والمنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية، ومجلسكم الموقر عليه مسؤوليات عظيمة تجاه الوطن والمواطنين، وإنني أطالبكم جميعا أن تضعوا مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينكم دائما، وإبداء المرئيات حيال ما تتضمنه تقارير الحكومة المعروضة على المجلس، والتشاور مع المسؤولين، وعلى المسؤولين في الجهات كافة التعاون مع المجلس، وتزويده بما يحتاجه من معلومات متمنيا لكم التوفيق في عملكم الذي نعقد عليه آمالا كبيرة ونحن على يقين بأنكم -إن شاء الله - أهل لذلك. متخصص بالشأن الاجتماعي