نقلت شبكة «أن بي سي» عن مسؤولين كبيرين في الاستخبارات الأميركية قولهم إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضالع شخصياً في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الحزب الديموقراطي خلال انتخابات الرئاسة الأميركية للانتقام من هيلاري كلينتون» التي أضرتها التسريبات وجعلها تخسر الانتخابات. لكن ترامب أكد أنه «لا يصدق» هذه المزاعم، وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «اعتقد بأنه أمر سخيف، ومجرد ذريعة للديموقراطيين بعد خسارتهم الانتخابات، خصوصاً أنهم لا يعرفون إذا كانت روسيا أو الصين أو جهة أخرى مارست القرصنة». أما الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف فرد على سؤال حول هذه الادعاءات بأن «لا أساس لهذا الهراء السخيف». وأكد المسؤولان اللذان اشترطا عدم نشر اسميهما، انهما «واثقان جداً» من صحة الاستنتاجات التي تفيد بأن «بوتين أعطى شخصياً توجيهات في شأن كيفية تنفيذ عملية الاختراق الإلكتروني، ثم كيفية استخدام الرسائل والمعلومات التي جرى الاستيلاء عليها من الديموقراطيين». وأشار المسؤولان إلى أن «بوتين أراد حرمان كلينتون من الفوز لرغبته بالانتقام منها بسبب التصريحات العلنية التي أدلت بها حين كانت وزيرة للخارجية في 2011، والتي شككت فيها بنزاهة الانتخابات الاشتراعية في بلاده. كما انه يحمل الوزيرة السابقة مسؤولية تشجيع احتجاجات شهدتها مدن روسية عدة حينها». وأضاف: «وسع بوتين في مرحلة تالية دائرة الاستهداف لإظهار أوجه القصور في السياسة الأميركية للعالم، وإعطاء الانطباع للحلفاء بأنه لم يعد في وسعهم الاعتماد على الولايات المتحدة كقائدة عالمية يمكن الوثوق بها». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت الأسبوع الماضي عن تقرير سري أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وعرضته على الكونغرس، أن «روسيا تدخلت في حملة الانتخابات الرئاسية عبر القرصنة الإلكترونية لغرض محدد هو مساعدة المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الفوز، وليس من أجل عرقلة سير العملية الانتخابية فقط». وكان لافتاً معارضة السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام رفض الرئيس المنتخب ترامب التقارير حول تدخل روسيا في الانتخابات، بإعلانه أن روسيا قرصنت حسابات حملته الانتخابية الإلكترونية في حزيران (يونيو) الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من يوم الانتخابات في 8 تشرين الثاني (نوفمبر). وقال غراهام لمحطة «سي أن أن»: «اعتقد فعلاً بأن الروس قرصنوا حسابات المؤتمر الوطني الديموقراطي، والبريد الإلكتروني الخاص بجون بوديستا، المدير السابق لحملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والحزب الديموقراطي، وكذلك حساب حملتي الانتخابية. واعتقد بأن المعلومات التي نشرت علناً أضرّت بكلينتون وليس بترامب. لكن نتيجة الانتخابات ليست موضع شك». ودعا غراهام، العضو في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس إلى التحقيق في دور روسيا في القرصنة الإلكترونية خلال الانتخابات، مؤكداً أن روسيا «ستدفع الثمن، إذ أريد وضع ملف عقوبات شديدة ضدها على طاولة الرئيس ترامب». إلى ذلك، رفضت وكالات الاستخبارات الرئيسية طلباً قدمه السناتور ديفين نونز، عضو لجنة الاستخبارات في الكونغرس، تقديم مطالعة للجنة حول الهجمات الإلكترونية خلال الانتخابات. وقال في بيان: «تدقق اللجنة في تقارير عن هجمات إلكترونية خلال الحملة الانتخابية، ونريد خصوصاً استيضاح تقارير صحافية تفيد بأن سي آي أي لديها تقويم جديد لم تتقاسمه معنا». وحذر نونز من أن عدم مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الكونغرس «قد يسمح بالتلاعب بالمعلومات الاستخباراتية لأهداف سياسية».
مشاركة :