عداء ترامب وسي آي إيه يعكس ريبة الرئيس الجديد من المؤسسات التقليدية وسط بداية صاخبة لعصر قد يطيح بأسطورة الوكالة دوليا. العرب [نُشرفي2016/12/16، العدد: 10487، ص(1)] الهوة تتسع بين البيت الأبيض وسي آي إيه واشنطن - تعيش وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” واحدة من أسوأ فتراتها منذ تأسيسها في أربعينات القرن الماضي، إذ يتم استدراجها إلى مواجهة قد تؤثر على سمعتها الدولية مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي دأب على إحراج الوكالة في العلن في أكثر من مناسبة. وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها العلاقة بين رئيس أميركي منتخب وأهم وكالة معلومات في البلاد إلى حرب تصريحات قبل حتى أن يتسلم مهام منصبه رسميا. ومبعث القلق هو تعمد ترامب إهمال تقارير الوكالة اعتمادا على حلقة ضيقة من المستشارين الذين يحظون بثقته. لكن الأمر وصل إلى توجيه إهانات إلى موظفي الوكالة عندما قال إنه لن يصدقهم لأن “هؤلاء هم أنفسهم من ادعوا أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل”. وانعكس ذلك على الفور على معنويات مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة. وقال مايكل هايدن رئيس سي آي إيه في عهد الرئيس جورج بوش الابن “هذه المعلومات يتم تحصيلها أحيانا بتكلفة كبيرة. رئيس سي آي إيه يضع عملاءه في مخاطرة كبيرة أحيانا من أجل الحصول على هذه المعلومات”. وأضاف “لو لم يتم استخدام هذه المعلومات أو تم إهمالها، فبأي دافع أخلاقي قد أرسل رجالا ونساء إلى مواقع خطيرة من أجل الحصول عليها”. ومع مرور الوقت تتخذ المعركة جانبا شخصيا، إذ يشعر ترامب بأن الوكالة تسعى إلى تقويض شرعيته بعدما أصدرت تقارير تؤكد تورط روسيا في اختراق رسائل إلكترونية لمسؤولي الحزب الديمقراطي من أجل توجيه دفة الانتخابات الرئاسية لصالحه. ولمس ترامب، الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية تذكر، سلوكا معاديا من قبل الوكالة منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها تقارير استخباراتية بصفته مرشحا جمهوريا. وانعكس ذلك على نظرته إلى الوكالة، إذ شعر بأن المسؤولين فيها “لا يمكن الوثوق بهم”. ومنذ يوم إعلان فوزه في الانتخابات، اطلع ترامب على تقارير الوكالة أربع مرات. ويعكس هذا عداء ترامب وريبته تجاه المؤسسات التقليدية التي كانت هدفا سهلا له خلال حملته الانتخابية التي اعتمدت في الأساس على طرحه كمرشح لا ينتمي إلى الطبقة السياسية. ورأى هايدن، الذي شغل منصب مدير هيئة الأمن القومي من قبل، أن “الاستخبارات يجب أن تدعى لوضع الأسس والحدود لخيارات سياسية عقلانية”، معتبرا أن “احتمال حدوث ذلك يبدو صعبا بعد الأسبوع الماضي، ونحن نمضي بالاتجاه الخاطئ”. وسيكرر ترامب سلوك الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي كان يفضل سماع تقارير المخابرات من مستشاره للأمن القومي زغنييف بشيزنسكي. وقال هايدن “أعتقد أن ترامب قد يلجأ إلى سماع التقارير اليومية من نائبه مايك بنس باعتباره ضابطا سابقا رائعا على المستوى التكتيكي”. وتعزز عدم ثقة الرئيس في “سي آي إيه” من موقع 15 مؤسسة استخبارات أخرى، كما تصعب من مهمة مايك بومبيو، الذي اختاره ترامب ليكون رئيسا للوكالة، في بناء علاقة مع موظفي الوكالة وفرض احترامها. ويقول الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية هنري كرامبتون إن “الرئيس هو الزبون رقم واحد للمعلومات الاستخباراتية للسي آي إيه”. لكن المعضلة الأكبر ستقف عند اطلاع ترامب مباشرة على معلومات سرية، وعلى تفسيرات مغايرة لقناعات الرئيس. ويقول مراقبون إن اتساع الهوة بين البيت الأبيض و”سي آي إيه” ستكون له تبعات خطيرة على الأمن القومي، وستحتاج الوكالة حينها إلى سنوات لاستعادة مصداقيتها بين أجهزة الاستخبارات. وأضاف كرامبتون “في حال شكك بهم الرئيس، فقد يلقي ذلك ظلالا على مصداقية الوكالة بين أجهزة الاستخبارات العالمية”. :: اقرأ أيضاً سقوط حلب يرفع شروط حزب الله لتشكيل الحكومة إيران ترعى اجتماعا حوثيا جنوبيا في سلطنة عمان خسارة حلب تكرس عجز المجتمع الدولي مصر تنفذ حكم الإعدام بحق حبارة المتورط في مذبحة رفح الثانية
مشاركة :