“السديس”: واجب شباب الأمة أن يُسقطوا الرايات المشبوهة

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، المسلمين بتقوى الله؛ فهي خير ما يوصى به ويُستزاد، وأعظم ما يورى به زناد التأسي بخير العباد، وتقوى الله في الغيب والإشهاد. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: لقد زخرت السيرة النبوية بصور وضيئات تَجَسّدت فيها مقاصد الشريعة الإسلامية؛ فالمقصد العام من الرسالة المحمدية هي الرحمة بالإنسانية، وما ذلك إلا بالدعوة إلى توحيد رب العالمين وإتمام مكارم الأخلاق. وتساءل قائلاً: أين لنا بحفظ الضروريات كما حفظتها لنا سيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم؛ فليس أبهى ولا أجمل في جانب حفظ الدين وجوداً وعدماً من نصح وتوجيه النبي الأمين لعموم المسلمين، وإبراز جوانب العقيدة ومعالم الدين، ومن معالي المقاصد في السيرة النبوية؛ النهيُ والزجر عن قتل النساء والشيوخ والجرحى والزمنى والمرضى والرهبان؛ كل ذلك حفظاً للنفس عن الهلاك، وجاء أيضاً النهي عن قتل الأطفال والصبيان حفظاً للنسل. وأضاف: السيرة النبوية تألقت أيضاً بحفظ العقل؛ فجاء النهي النبوي الكريم عن المسكرات والمخدرات وكل ما من شأنه تغييب الوعي والفكر، ولما للعقل من أهمية خاصة كان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم به اهتماماً شديداً؛ فكما نهى عن المسكرات والمخدرات نهى أيضاً أن يكون المسلم ضعيف الرأي إمعة، كما تصدى للأفكار الجانحة عن الوسطية والاعتدال. وأردف: درة أخرى تستخرج من جنبات السيرة العطرة وهي من ضروريات الحياة؛ ألا وهي حفظ المال؛ حتى ولو كانت أموال العدو وفي وقت الحرب والقتال؛ فجاء النهي عن تحريق الأشجار والزروع والدواب وهدم الديار والبنيان وتخريب العمار، وجاء النهي أيضاً عن الإسلال والإغلال وأخذ النهبة. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن السيرة الزكية النقية الرائقة اشتملت مع المقاصد الضرورية؛ المقاصدَ الحاجية؛ فوسعت على الخلْق في أمورهم الدينية، ورفعت عنهم الضيق المؤدي إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوات المطلوب؛ فإن لسيرة المختار صلى الله عليه وسلم هديرها ورواؤها في سويداء النفوس التي أحبته وأجلته، والأفئدة المولهة العميدة بخصاله وشمائله؛ فهي للأجيال خير مُرِب ومؤدب، وللأمة أفضل معلم ومهذب؛ لا سيما في هذه الأزمنة المعاصرة؛ حيث الغلو والإرهاب والطائفية وكثرة البدع والأهواء. وقال: معاشر المسلمين، ولئن كان العالم مفزوعاً بالحروب والخطوب؛ فإن على أمة الإسلام جميعاً أن تنثني إلى السيرة النبوية في عمق وشمول، وأن تكون أشد تعلقاً بنبيها وسيرته عليه الصلاة والسلام تأسياً واستبصاراً وفهماً وسلوكاً واعتباراً؛ لتنتشل نفسها من كلاكل العجز والتمزق والفتن والانحدار، التي مُنيت بها في هذه الآونة العصيبة القلقة. وأضاف: إن فئاماً من الناس في أعقاب الزمن استبدلوا بنور الوحيين سواهما، واكتفوا من السيرة النبوية بالقصص والحكايات، وغفلوا عن المقاصد والغايات، آثروا الشكليات والمظاهر عن الحقائق والجواهر والمآلات البواهر.. ألا فلْنُعلنها مدويّة خفاقة وشجى في اللهوات المغرضة الأفاكة. وأردف: إن السيرة النبوية والمناقب المحمدية -على صاحبها أزكى السلام والتحية- هي مناط العز والنصر، وأجلى لغات العصر التي تعرج بالأمة إلى مدارات السؤدد والتمكن. ودعا الشيخ السديس علماء الأمة أن يبينوا للعالم أجمع -وبكل الفخر والاعتزاز- مقاصد السيرة السنية، وما اكتترت من رحمة وعدل وسلام وأخلاق فريدة وأمن ووئام. وقال: لم تكن حاجة الأمة في عصر من العصور إلى الاقتباس من مشكاة النبوة ومعرفة السيرة العطرة معرفة اهتداء واقتداء؛ أشد إليها من هذا العصر؛ حيث فاءت الأمة إلى يباب التبعية والذيلية والوهن، وصارت والتنافر والتناثر في قرن، وشط بها المزار عن ذلك الهدي المتلألئ الوضاء المدرار، وصارت مقدسات المسلمين يعيث فيها أعداء الاسلام فساداً، وها هم يُصعّدون عدوانهم وإرهابهم في مسرى سيد الثقلين وثالث المسجدين الشريفين، أقرّ الله أعين المؤمنين بفك أسره من الصهاينة الغاضبين وجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين. كما دعا الشيخ السديس شباب الأمة إلى أن يُسقطوا الرايات المشبوهة ويدحضوا الشعارات الزائفة، ويستظلوا بظلال السيرة الوارفة؛ فهي الرصيد التاريخي، والمنهل الحضاري، والمنهج العلمي والعملي الذي تستمد منه الأجيال المتلاحقة من ورثة ميراث النبوة وحملة مشاعل الهداية، زاد مسيرها وأصول امتدادها وعناصر بقائها، ولنجلي للعالمين محاسن هذا الدين بمزيد التمسك بهدي سيد المرسلين. وأضاف: ما أحوجنا إلى قراءة السيرة النبوية قراءة مقاصدية لنستشرف مآلات الأفعال وسط عالم تغمره أمواج الفتن ويعاني إخواننا في بقاع صنوفاً شتى من الصراعات والقتل والتشريد، وما حال حلب وأهل الشام عنا ببعيد، وكذا إخواننا في العراق واليمن وبورما وأراكان.

مشاركة :