اليسار اللاتيني.. وتبجيل «كوبا كاسترو»

  • 12/17/2016
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

بالنسبة لرجل تم الإعلان عن وفاته مرات كثيرة قبل ذلك، وتضاءلت رؤيته للعالم منذ أمد طويل إلى أدنى مستوياتها، أثارت وفاة «فيدل كاسترو» الشهر الماضي عن عمر يناهز 90 عاماً، موجة من ردود أفعال متباينة بشكل ملحوظ، وليس ثمة مكان يمكن الشعور فيه بالحزن على رحيله أكثر من أميركا اللاتينية. وكتب رئيس الإكوادور والحليف الكوبي «رفاييل كوريا»: «رحل شخص عظيم»، وأما نظيره الفنزويلي «نيكولاس مادورو» فأعلن حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام. ومن جانبها كتبت الرئيس البرازيلية السابقة «ديلما روسيف»، «يا أيها الحالمون والعسكريون والتقدميون.. ويا كل من كان يحلم بعالم أقل ظلماً.. نستيقظ اليوم والحزن يجتاحنا». وربما كانت هذه التصريحات متوقعة. فنجاح كوبا الثورية، في إحباط واشنطن، وإلهام أجيال من المتمردين السياسيين، وزيادة معدلات التعليم والصحة العامة، أكسب الجزيرة هالة دائمة من القوة والاحترام في مناطق لم تعتد على أي منهما. وعندما بدأت عملي كمراسل في «نيو إنجلاند» ثم في البرازيل، أقنعت نفسي بحكايات عن فيدل كاسترو و«تشي جيفارا» وجهودهما المضنية من أجل إسقاط «الهيمنة الأميركية». وبالطبع ليس من المهم أن الاقتصاد الكوبي كان يعتمد بشكل خطير على قوة عظمى أخرى في العالم أو أن تفوق فيدل بُني على المعارضة الشرسة، وحرية التجمهر والتعبير والرفاهيات «البرجوازية» الأخرى. ففي ذلك الحين، كان على كل شخص في العالم اختيار جانب، «فإما أن يكون شيوعياً أو عدواً للشيوعية». لكن ما يصعب شرحه هو كيف استمر التبجيل. فمن تشيلي إلى كوستاريكا، اختار سكان أميركا اللاتينية، ومع وجود بعض الاستثناءات السافرة، مثل فنزويلا ونيكاراجوا، لم تكن المنطقة أبداً ديمقراطية مزدهرة. والغالبية العظمى من الشعب في 34 دولة تشكل وسط وجنوب أميركا والكاريبي، يختارون قادتهم في انتخابات مفتوحة، ويقولون ما يحلو لهم، ويشترون ويبيعون في اقتصادات تعتمد على مبادئ السوق الحرة. وعلى الرغم من أن المؤسسات الوطنية ضعيفة والفساد مزدهر، إلا أن الأميركيتين لم تحذوا حذو كاسترو. ... المزيد

مشاركة :