الجزائر – أقرت الجزائر السبت بحصول "وقائع قليلة مؤسفة" في عملية ترحيل المهاجرين الأفارقة لكنها قالت ان العملية التي وصفتها بالملاذ الأخير، جرت "في إطار احترام الحقوق الإنسانية للاشخاص"، كما افاد بيان لوزارة الخارجية السبت. وتم ترحيل اكثر من 260 مهاجرا ماليا خلال عملية واسعة طالت مهاجرين أفارقة اتهم عدد كبير منهم قوات الامن الجزائرية باستخدام العنف، وتحدثوا عن سقوط جرحى وحتى قتلى. ولم تؤكد السلطات الجزائرية او المالية سقوط قتلى. واوضحت الخارجية الجزائرية في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية ان هذه العملية التي جاءت بمثابة "إجراء أخير" تم تنفيذها من طرف السلطات المختصة عقب "المساس المتكرر" بالنظام العام في مناطق عدة وخصوصا بالعاصمة حيث سجلت "أعمال تخريب واعتداءات جسدية غير مقبولة وغير مبررة ضد متطوعي الهلال الأحمر الجزائري". وتابعت انه حيال هذا السلوك "تحلت قوات الأمن باحترافية وبرودة (اعصاب) مثاليتين سمحتا باحتواء عواقب وقائع تبقى بالرغم من قلتها مؤسفة خلال عملية الترحيل". وجاء في البيان ان الامر يتعلق بـ"عملية عادية للغاية جرت في إطار احترام الحقوق الإنسانية للأشخاص المرحلين وطبقا للالتزامات الدولية التي تعهدت بها الجزائر". وذكرت وزارة الخارجية ان عملية الترحيل تمت بين الاول والسادس من كانون الاول/ديسمبر، بدون ان تشير الى عدد المرحلين. واضافت الخارجية ان "الجزائر التي لطالما شاطرت انشغالات البلدان المجاورة والصديقة لا تزال بالرغم من ظرف اقتصادي غير مناسب تبذل جهودا معتبرة في مجال التكفل بالعديد من المهاجرين الذين يستفيدون على غرار المواطنين الجزائريين من مجانية خدمات الصحة والتعليم". وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش وصفت عمليات ترحيل المهاجرين بانها "انتهاك للحقوق". وقالت المنظمة الحقوقية ان الجزائر رحلت مئات منهم الى الحدود مع النيجر، لافتة إلى وجود عمليات نقل لاجئين مسجلين وطالبي لجوء ومهاجرين عملوا لسنوات في الجزائر، وفق تصريحات لمهاجرين. والخميس، أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لصالح هؤلاء المهاجرين المرحلين الى النيجر. وافاد بيان رسمي انه "على إثر الأزمة الإنسانية المرتبطة بالهجرة، والناجمة عن الترحيل الجماعي لأشخاص ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء نحو النيجر"، أعطى الملك محمد السادس "تعليماته السامية من أجل منح مساعدة عاجلة" لهؤلاء. وتقوم السلطات الجزائرية من وقت لاخر بترحيل مهاجرين افارقة يتخذون من البلاد معبرا نحو اوروبا، منذ ان غرقت ليبيا في الفوضى والتي كانت منطلقهم لعبور البحر الابيض المتوسط. ويتم توقيف المهاجرين في المدن الساحلية قبل تجميعهم في مراكز ونقلهم الى مدينة تمنراست الحدودية مع النيجر ومالي، حيث يتم ترحيلهم.
مشاركة :