فابيو سيزار الاسم الكبير في كرة القدم القطرية صاحب تاريخ طويل وبطولات عديدة سواء مع أندية الريان وأم صلال والعربي أو مع العنابي. قرر فابيو الاعتزال في بداية الموسم الحالي بعد رحلة طويلة في كرة القدم، وبعد أن تعددت إصاباته في الفترة الأخيرة، لينتقل بعدها من مجال اللعب لمجال التدريب والعمل مع المدرب الدنماركي مايكل لاودروب المدير الفني للريان. فابيو فتح قلبه لـ«العرب» في أول حوار له بعد اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، مؤكداً بأن حلمه الحقيقي بعدما حقق كل شيء كلاعب هو العمل في مونديال 2022. فابيو كشف بأنه سيفرغ وقته لأسرته التي ساندته طوال حياته الكروية، مشيراً إلى أن حلمه الوحيد الذي لم يحققه في كرة القدم هو التأهل للمونديال رفقة العنابي. وكشف فابيو عن العديد من الأمور الهامة التي سردتها السطور التالية: لماذا قررت الاعتزال في الوقت الحالي؟. - أعتقد أنى قضيت وقتاً طويلاً في الملعب حققت خلاله العديد من الإنجازات التي كنت أتمناها، كما أن الإصابات التي لحقت بي خلال الفترة الأخيرة كانت السبب الرئيسي في إنهاء مسيرتي في الوقت الحالي، فأنا ألعب لخدمة الفريق، وعندما وجدت نفسي غير قادر على خدمة فريقي قررت ترك كرة القدم وقررت الاعتزال. ولماذا اخترت مجال التدريب بعد الاعتزال؟ - في البداية أنا أخذت كورس في التدريب بإيطاليا، وعقب رحيل فوساتي عن الريان طلب مني علي سالم عفيفة رئيس جهاز كرة القدم بالريان مساندة مدرب الشباب سوزا لتدريب الفريق خلال المرحلة الانتقالية قبل قدوم مايكل لاودروب المدرب الجديد للفريق، عقب ذلك اختارني لاودروب في جهازه الفني. وما هي طموحاتك في عالم التدريب؟ - في البداية أريد التعلم في مجال التدريب والاستفادة من العمل مع مدرب بحجم الدنماركي مايكل لاودروب الذي أعمل معه حالياً، ولا زالت أحتاج للمزيد من الخبرة للاستفادة منها في مستقبلي التدريبي. وما هي أفضل اللحظات بالنسبة لك في مسيرتك بكرة القدم؟ - من الصعب اختيار أفضل اللحظات، فكان لدي العديد من اللحظات السعيدة سواء كانت في قطر أو البرازيل أو إيطاليا، وأنا أتذكر لحظات كثيرة وفخور بما قدمته في كرة القدم، فكل ما حلمت به حققته على أرض الملعب. وما هو النادي الأفضل في مسيرتك سواء كان في البرازيل أو إيطاليا أو قطر؟ - أنا كنت محظوظاً جدّا باللعب للعديد من الأندية المميزة حول العالم، وكل الأندية لدي معها ذكريات عديدة، فعلى سبيل المثال لعبت في نادي ساو باولو البرازيلي وهذا النادي منحي الفرصة للاحتراف في إيطاليا عبر نادي نابولي الذي امتلك ذكريات رائعة معه. وما هي أسوأ اللحظات التي مرت عليك في كرة القدم؟ - كانت لدي العديد من الأشياء الصعبة خلال مسيرتي في كرة القدم، وكان أهمها هي الإصابات التي تعرضت لها في أوقات صعبة، وكان الأصعب منها خلال مسيرتي الاحترافية مع فريق نابولي الإيطالي، حيث إن الإصابة جاءت في وقت مبكر عندما كنت صغيراً وكان لها تأثيرها على مستقبلي الكروي، ولكن بعد ذلك استعطت العودة من جديد وتغلبت على هذه الإصابة المؤلمة. وماذا عن مسيرتك في الدوري القطري وأي الأندية تفضل بين الريان والعربي وأم صلال؟ - في العربي لعبت موسماً واحداً فقط، ولكنه كان موسماً مميزاً وكان محطتي في الدوري القطري، أما بالنسبة لفريق أم صلال فلقد قضيت معه وقتا ممتعاً للغاية، حيث نجحنا بعد العودة من دوري الدرجة الثانية في إحراز لقب كأس الأمير والتأهل لدوري أبطال آسيا وتحقيق نتائج رائعة بالبطولة الآسيوية. وبالنسبة للريان فكان أفضل وقت بالنسبة مع الريان حيث أحرزت العديد من البطولات الهامة بالحصول على كأس الأمير ثلاثة مرات، وكأس ولي العهد مرة والدوري مرة واحدة. ومن من اللاعبين تراه فابيو سيزار جديداً في كرة القدم القطرية؟ - رأيت العديد من اللاعبين الصغار الذين ينتظرهم مستقبل كبير، وأعتقد أنهم سيخدمون كرة القدم القطرية، وهناك عدد من اللاعبين الذين سيكونون أفضل من فابيو في المستقبل؟ ولكن مَن اللاعب الذي تجده مشابهاً لأسلوبك في اللعب؟ - أرى عبدالمجيد عناد لاعب الريان قريباً من أسلوبي في اللعب، حيث إنه يمتلك مهارات عالية ويلعب بقدمه اليسرى مثلما ألعب، وأرى فيه فابيو جديداً في كرة القدم القطرية؟ وكيف ترى عملك مع المدرب الدنماركي مايكل لاودروب؟ - الكثير من المدربين يأتون بالجهاز الفني كامل، ولا يكون لديك الفرصة للعمل مع المدرب، ولكن مع لاوروب كانت لدي فرصة كبيرة للعمل مع مدرب كبير واسم كبير في كرة القدم، وأنا سعيد بالعمل معه، وسعيد بالفرصة التي منحها لي. وهل لديك هدف معين في مجال التدريب؟ - أحب أن أكون مدرباً جيداً وأطور نفسي في مجال التدريب، وأحاول أن أبحث عن الأفضل سواء إذا كنت في مجال التدريب أو المجال الإداري، ولدي وقت كافٍ للعمل، وأجهز لتقديم كل ما لدي من خبرات لمساعدة الريان أو المنتخب في أي مجال يطلبونه مني، وجاهز لنقل خبراتي للصغار. هل حققت كل طموحاتك، أم لا زال لديك طموحات أخرى في مجال التدريب؟ - كان حلمي منذ الصغر أن أكون لاعباً محترفاً، وبالفعل تحقق حلمي في اللعب لأفضل الأندية، والآن تفكيري منصَبّ مع الأسرة والاهتمام بهم، حيث أن الفترة الماضية كان تركيزي منصبّا في اللعب، والأسرة هي صاحبة الفضل الأكبر لما وصلت إليه، وأشكرهم على دعمهم المتواصل والذي ساعدني على الوصول لتلك الإنجازات العديدة في كرة القدم، فهذا أهم شيء بالنسبة لي في الوقت الحالي، وأتمنى أن أكون في أفضل حالة في عملي المستقبلي. من هو أفضل مدرب عملت معه طوال فترتك الاحترافية في كرة القدم؟ - من الصعب الحديث عن مدرب بعينه حيث أثَّر فيَّ العديد من المدربين منذ أن كنت صغيراً وحتى أنهيت مسيرتي الاحترافية، ولكني أخذت خبرة كبيرة من الثنائي باولو أتوري مدرب الريان السابق، وخورخي فوساتي مدرب العنابي الحالي، وأريد أن أذكر بعض الأسماء التي أثرت في مسيرتي منذ الصغر أمثال دونزاتي ويوتونج وبيتا، فهؤلاء المدربون ساعدوني كثيراً وكانوا سبباً لما وصلت إليه حالياً. ومن أفضل لاعب لعبت معه في مسيرتك؟ - أنا كنت محظوظاً باللعب مع مجموعة كبيرة من اللاعبين الكبار، ولكن أفضل لاعب لعبت معه هو البرازيلي إيمرسون. دعنا نتطرق لنقطة أخرى.. هل تفضل الاستمرار داخل قطر بعد اعتزال كرة القدم؟ - بالنسبة لي أنا سعيد جدّا بالحياة في قطر، وخطتي هي الاستمرار لأطول فترة ممكنة داخل قطر، ولديّ فرصة رائعة في قطر، كما أن أسرتي سعيدة للغاية هنا، لذلك أسعى للاستمرار في قطر. ولماذا تفضل الاستمرار في قطر؟ - قطر لها مميزات عديدة في مقدمة هذه الميزات هي الأمان التامّ الذي أشعر به مع أسرتي داخل قطر؛ حيث يمكنني التحرك في أي وقت داخل قطر دون قلق على عكس أماكن عديدة، على سبيل المثال لا يمكنني التحرك في البرازيل في ساعة متأخرة على عكس قطر، وبالنسبة لي فالأمان هو أهم شيء تطلبه في أي مكان ترغب في العيش فيه. وماذا عن أبنائك وهل يمارسون لعبة كرة القدم؟ - لدي جان لوكا يلعب حالياً في النادي العربي، وأنا أرى فيه فابيو الصغير، وأتمنى له مستقبلاً مشرقاً وأن يحقق أكثر مما حققته في الملاعب. هل تتوقع أن يصبح جان لوكا اسماً كبيراً في كرة القدم؟ - جان لوكا يمتلك مهارات عالية وأتمنى له أن يصبح أفضل مني في مسيرته الكروية. وماذا عن مسيرتك مع العنابي؟ - في البداية أنا كنت سعيداً جداً ولي الشرف بتمثيل المنتخب القطري، فعندما طلب من سعادة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني تمثيل المنتخب الأول لم أفكر ولو للحظة في التمثيل من عدمه وكان ردي بالقبول على الفور، وأن أقدم الشكر له ولجميع القائمين على الرياضية القطرية على منحي الفرصة لتمثيل المنتخب القطري. هل تتذكر أول لقاء لك مع العنابي؟ - بالطبع كانت مباراة أمام المنتخب العرقي وسجلت هدفاً في هذه المباراة لذلك لم أنسَ هذه المباراة وهي من اللحظات الرائعة في مسيرتي الكروية. هل أنت راضٍ عما حققتَه مع المنتخب خلال الفترة التي مثلت فيها العنابي؟ - أنا لم أكن محظوظاً مع المنتخب على قدر ما حققته مع الأندية، حيث كنت أطمح للتأهل مع العنابي لكأس العالم، وللأسف لم أحقق هذا الحلم، ففي الفترة التي كنت أمثل فيها المنتخب كنا نلعب أمام منتخبات قوية للغاية أمثال المنتخب الياباني والكوري الجنوبي، ولم يكن لدينا الفرصة في التأهل على حساب هذه المنتخبات القوية. وما هو الحلم الوحيد الذي لم تحققه في مسيرتك؟ - التأهل لكأس العالم هو الحلم الوحيد الذي ينقصني ولم أحققه قبل الاعتزال. من هو أصعب لاعب أو حارس واجهته في مسيرتك؟ - لعبت أمام نجوم عدة، ولكني لا أتذكر اسماً بعينه. وماذا عن تنظيم قطر لكاس العالم 2022؟ - كنت سعيداً جدا في اللحظة التي حصلت خلالها قطر على تنظيم كأس العالم، وأعتقد أن هذا الكأس أجمل هدية لقطر وللشرق الأوسط، وأنا أثق في أن قطر ستنظم كأس عالم مختلفة، وأتمنى لهم الأفضل والتوفيق في تنظيم مونديال عالمي. هل تحلم بتدريب منتخب قطر في كأس العالم 2022؟ - هذا حلمي الحقيقي هو العمل في كأس العالم 2022 سواء كان في مجال التدريب أو أي مجال آخر، فأنا حلمي أن أكون جزءاً من مونديال 2022، وسأجهز نفسي للعمل بأفضل صورة لأكون جاهزاً في العمل في المونديال. وما هي كلماتك الأخيرة؟ - أشكر الله على مسيرتي الرائعة في كرة القدم، كما أشكر أسرتي على الدعم المتواصل خلال مسيرتي. كما أحب أن أشكر كل من وقف بجواري من أصدقائي وغيرهم، وسيبقون معي للنهاية، كما أحب أن أشكر نادي الريان وإدارته على الفرصة التي منحوها لي للعمل في مجال التدريب مع المدرب الكبير لاودروب. مسيرة فابيو سيزار بدأ فابيو حياته الكروية كلاعب في فريق ساو باولو البرازيلي موسم 1999-2000، قبل أن يتنقل للعب في فريق سانتا كروز البرازيلي عام 2000، ومن ثم بدأ رحلته الكروية في أوروبا عبر بوابة فريق فيكتوريا بلزين التشيكي في عام 2001، وفي العام ذاته انتقل للدوري الإيطالي عبر نادي أودينيزي، قبل أن ينتقل لفريق نابولي الذي لعب له في الفترة من 2001 حتى 2004 ولعب 77 لقاءً وسجل 7 أهداف، لينتقل بعدها لنادي أفلينو الإيطالي في موسم 2004-2005، وفي موسم 2005-2006 بدأ مشواره في الدوري القطري بفريق العربي الذي لعب له 31 مباراة وسجل 7 أهداف في موسم واحد، ليجذب أنظار فريق أم صلال الذي حصل على توقيعه ولعب له من عام 2006 وحتى 2010 ولعب 76 مباراة وسجل 21 هدفاً، ليكون بعد ذلك هدفاً واضحاً للرهيب الرياني الذي تعاقد معه في عام 2010 ولعب له حتى عام 2013، ومثل الريان في 61 مباراة وسجل 9 أهداف، قبل أن يعود لأم صلال مجدداً في الفترة من 2013 وحتى 2016 لكن الإصابات صاحبته في تلك الفترة ولم يقدم المنتظر منه ليعود من جديد للريان في عام 2016 قبل أن يقرر الاعتزال مطلع موسم 2016-2017.;
مشاركة :