كشف استشاري أنَّ «أمراض القلب وتصلب الشرايين» بات شبحاً يهدد حياة المواطنين؛ كونه المُسبّب الأول للوفيات بالمملكة. وأوضح الدكتور محمد كردي استشاري القلب والقسطرة التداخلية والأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة الملك سعود، أنَّ ما نسبته (42 %) من الوفيات في المملكة تعود إلى أمراض القلب، وأنَّ (40 %) من المرضى الذين تستقبلهم أقسام الطوارئ بالمستشفيات هم من مرضى القلب. ودعا الدكتور كردي المسؤولين وصُنَّاع القرار إلى الاستمرار في تنفيذ وإنجاح الخطط الوطنية لمكافحة عوامل الخطورة، التي تسبب انتشار أمراض القلب مثل: «السكري»، و«ارتفاع ضغط الدم»، و«ارتفاع الكولسترول»، وكذلك «قلة النشاط البدني»، إضافةً إلى «مكافحة التدخين». وشدد الدكتور كردي على ضرورة اهتمام الجهات المعنية بإنشاء المزيد من الحدائق العامة، والأماكن المُخصصة للمشي، والصالات الرياضية المغطاة داخل الأحياء، وكذلك التركيز خلال السنوات العشر القادمة على ابتعاث خريجي كليات الطب إلى الجامعات المرموقة في العالم؛ لدراسة تخصص طب الأسرة والمجتمع، لافتا إلى أنَّ النسبة المرتفعة للمرض تُشكِّل عبئاً كبيراً على المؤسسات الصحية في المملكة من حيث مستوى العلاج، والتأهيل الطبي، وكذلك المواعيد، والمداخلات الجراحية، وغيرها، كما أنَّ لها تبعات اقتصادية، واجتماعية، ونفسية على المرضى وأسرهم، وعلى المجتمع بشكل عام. ونوه الدكتور كردي إلى ضرورة الاستفادة من الدراسات الحديثة في مجال علاج تصلب الشرايين، حيث ذكرت دراسة تم الإعلان عنها مؤخراً في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية أن العقار تحت الاسم العلمي «ايفولوكوماب»، أحدث تراجعا في مستوى تصلب الشرايين لدى (64 %) من المرضى الذين شملتهم الدراسة وهو الأفضل في تاريخ الدراسات الاكلينكية مما يعطي الأمل لمرضى القلب وتصلب الشرايين التاجية في المملكة، وإمكانية تفادي حدوث الجلطات المستقبلية نتيجة تطور هذا المرض. وأضاف أن الرجال في منطقتنا العربية يصابون بالأزمات القلبية عند سن الـ 54 وهو أقل من المعدل العالمي بعشر سنوات وأن أهم عوامل الخطورة هو عدم التحكم في مستوى الكوليسترول في الدم وأن الأدوية المستخدمة حاليا لا تساعد 50 % من المرضى للوصول للمستويات الموصى بها من جمعيات القلب العالمية مما يستدعي استخدام علاجات أكثر فاعلية وزيادة الوعي لدى المواطنين و تغيير نمط الحياة الخالي من الأنشطة الرياضية.
مشاركة :