نور ضحية المرجفين! - عبدالله العجلان

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن قرار محكمة التحكيم الرياضي (CAS) بنقض قرار لجنة الاستئناف السعودية لقضايا المنشطات وتثبيت عقوبة اللاعب محمد نور بإيقافه 4 سنوات مفاجئاً بالنسبة لي ولكل من تعامل مع القضية بمنطقية وبما تنص عليه القوانين في هذا الشأن، الأهم من ذلك أن كثيراً من القانونيين وحتى غير القانونيين أدركوا سلفاً وتحدثوا كثيراً عن الخطأ الفادح الذي ارتكبته لجنة الاستئناف السعودية لقضايا المنشطات بقرارها رفع الإيقاف عن نور دون أن تستند على أي مبرر قانوني، أو تذكر أية مخالفة في قرار إدانته تستدعي رفع الإيقاف عنه، بل إنها أكدت في بيانها آنذاك على وجود مادة محظورة في عينة اللاعب.. كثيرون تعاطفوا مع النجم محمد نور، وكانوا يأملون أن ينهي مشواره الرياضي بصورة تليق بتاريخه ومنجزاته مع ناديه الاتحاد، لكن في الوقت الذي كنا وما زلنا نشدد على أنه لا يجوز استغلال هذا الموقف للإساءة إليه والتشفي به وطمس تاريخه المشرق وتصفية الحسابات معه لأي سبب كان، نجد في المقابل من عبث بمشاعر الكابتن نور وأصبح يتاجر في قضيته بشكل مقزز لدرجة الكذب وإيهام الرأي العام بأن الموضوع برمته مدبر للانتقام من نور، وأن لجنة المنشطات تجنت عليه، وهنالك من ذهب إلى ما هو أبعد وأخطر من خلال تهوين مادة (الإمفتامين) المحظورة، وأنها موجودة ضمن تركيبة أدوية عديدة، الأمر الذي دفع إدارة مكافحة المخدرات إلى المسارعة في نفي هذه المعلومة والتنبيه إلى خطورتها وأن الحديث عنها بهذا التبسيط فيه تضليل للمجتمع. ما جرى إعلاميا وجماهيريا في قضية محمد نور يقودنا للحديث عن إشكالية باتت سائدة في وسطنا الرياضي وللأسف يتم تداولها إعلامياً في برامج تريد أن تسوق قناعاتها تبعاً لميولها ومصالحها، بحثاً عن تحقيق بطولات وانتصارات شخصية، لذلك نجدها حينما يصدر قرار أو يقع حدث ما تتعامل معه مدحاً وتطبيلاً أو ذماً وتشكيكاً وفق مزاجها وتوجهاتها وليس كما تفرضه الحقيقة والمنطق والواقع، وقد رأينا هذا بوضوح وإخفاق مهني فاضح في موضوع توثيق البطولات، وكذلك في التعاطي مع أحداث تخفيها وتستر عليها وإن كانت كبيرة ومؤثرة ومعروفة، وأخرى تهولها وتضخمها وإن كانت صغيرة هامشية تافهة، وقس على ذلك ما يحدث في المباريات وكيف تتلاعب هذه البرامج بالقرارات التحكيمية والمستويات الفنية حسب أهوائها بطريقة مكشوفة مضحكة، فقدت بسببها مصداقيتها واحترام المشاهدين لها. حصاد التأجيج! ما شاهدناه من اعتداءات وتصرفات متهورة من الجمهور الاتحادي أثناء وبعد المباراة الأخيرة أمام الفتح إفراز متوقع للتصعيد الإعلامي الاتحادي الموجه ضد الحكام واللجان واتحاد الكرة وهيئة الرياضة، وهو ما حدث سابقاً للأهلي للسبب ذاته، وكذلك للاتحاد في البطولة الآسيوية لكن الفارق أن الاتحاد القاري تعامل معها بحزم وبما تنص عليه اللوائح الانضباطية، على عكس لجنة الانضباط في اتحاد الكرة التي يبدو أنها لا تملك حرية اتخاذ القرار في وقته وقبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ..! قلناها سابقاً للنصر ثم الهلال والأهلي وحتى المنتخب ونكررها اليوم للاتحاد، لن ينجح الفريق الكروي في إحراز أي بطولة إذا ما وضع التحكيم الشماعة المناسبة لإخفاقاته، وطالما أنه لم يعد يهتم بترتيب أوراقه وإعادة حساباته وأفكاره، وليس جاداً في مناقشة أخطائه الفنية والإدارية والمالية ولو بقليل من انتقاداته المستمرة للتحكيم وحكامه، كما أن اختزال كل مشكلات الفريق بالتحكيم سيبرئ ساحة اللاعب والمدرب، وسيجعلهما بمنأى عن المساءلة والمحاسبة على التقصير. الخطير في هذا الجانب أن هنالك حملات إعلامية ليس الهدف منها معالجة وتصحيح الأخطاء التحكيمية وإنما الضغط على الحكام في مباريات فرق بعينها، بدليل أنها تتجاهل تماماً الأخطاء التي ترتكب لصالح أنديتها، في حين تصف الأقل منها فداحة بألفاظ نابية وتوجه لها اتهامات باطلة مؤذية لأن المستفيد منها فريق آخر، بل وصل الأمر إلى القول علناً إن الحكام يتلاعبون بنتائج المباريات، وبالتالي فإن لم يتخذ بحقها عقوبات رادعة فمن المؤكد أنها ستثير احتقان وسخط الجماهير في المدرجات فضلاً عن كونها ستمس نزاهة التحكيم وانعدام ثقة الأندية وجماهيرها بإنصافه وعدالته. من الآخر · إذا كانت الجهات المعنية والوسائل الإعلامية والأشخاص أنفسهم غير مهتمين أو مدركين لجريمة إطلاق الاتهامات والأكاذيب بلا وازع ديني وأخلاقي ومهني فهنالك رب قادر يقول وقوله الحق: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. · وصول الاتحاد إلى مركز الصدارة والمنافسة على بطولة الدوري رغم الظروف الصعبة والمحبطة التي مر بها يعد إنجازاً قوياً له وحدثاً مهماً ومبهجاً للكرة السعودية، هو كذلك درس في الروح والعطاء والإرادة والإصرار جدير بالفرق الأخرى الاقتداء به. · الفريق الكبير هو من يقاتل ويبذل لتحقيق الانتصارات لنفسه وجماهيره، لا أن يكون همه وهدفه وطموحه وأفراحه في عرقلة منافسه. · عدوى التعصب السافر انتقلت من الإعلاميين إلى المعلقين الذين أصبحوا يتعاملون في صراخهم المزعج مع فرق سعودية على أنها من قارة أخرى..!

مشاركة :