السراج يعلن تحرير سرت رسميًا ويبدأ مشاورات لتشكيل حكومته

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في حين بدأ المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، أمس، زيارة مفاجئة إلى الجزائر، أعلن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق المدعومة من بعثة الأمم المتحدة تحرير مدينة سرت، معقل تنظيم داعش في ليبيا. وأكد السراج أن الحرب على الإرهاب في ليبيا «لم تنته»، وقال في خطاب بثه التلفزيون إنه «بعد مرور 8 أشهر من بداية العمليات ضد (داعش) في مدينة سرت، أعلن رسميا عن انتهاء العمليات العسكرية وتحرير مدينة سرت». وحاول السراج في كلمته مغازلة المشير حفتر، حيث وجه تحية إلى القوات الموالية لحفتر التي تخوض معارك منذ عامين ضد الجماعات الإرهابية في الشرق الليبي. وقال السراج «نحيّي أيضا (شهداءنا) وأبطالنا الذين يحاربون الإرهاب في بنغازي ومدن ليبيا الأخرى». وتابع أن «معركة سرت انتهت، ولكن الحرب على الإرهاب في ليبيا لم تنته. لذا علينا توحيد القوى العسكرية في جيش وطني واحد». وكان «داعش» قد استولى على هذه المدينة منتصف العام الماضي، مستفيدا من الفوضى التي تعم البلاد منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011. وتأتي تصريحات السراج بعد نحو أسبوعين من إعلان القوات الموالية لحكومته «فرض السيطرة الكاملة» على سرت التي تقع على بعد 450 كيلومترا من طرابلس. كما يأتي إعلان السراج بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع الاتفاق السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة، الذي أنتج الحكومة التي يرأسها حاليا. من جهته، اعتبر مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة أن الانتصار الذي حققته «قوات البنيان المرصوص» على تنظيم داعش في سرت، يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحرير ليبيا من الإرهاب؛ «حيث إنه وضع نهاية لتلك الأيام التي كان التنظيم يسيطر فيها على أراض في البلاد». وقال كوبلر إن «هزيمة الإرهاب في جميع أرجاء ليبيا تعود بالخير على الليبيين كافة». وأضاف: «أشيد بالليبيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذه القضية المشتركة». وأكد أن عملية الإنعاش الفوري في سرت يجب أن تكون ذات أولوية. وحث المجلس الرئاسي على تقديم خطة لإدارة سرت وأمنها وتحقيق الاستقرار فيها. كما لفت إلى أن سرت بحاجة إلى إزالة الألغام والعودة الآمنة للنازحين داخليًا، وإيصال الإغاثة الإنسانية وتوفير العلاج للذين أصيبوا أثناء القتال. كما أقر بالمساعدة الدولية القيمة التي تم تقديمها لـ«عملية البنيان المرصوص» في سرت، وأكد على ضرورة استمرار التعاون في المعركة ضد الإرهاب وفي مرحلة الإنعاش. ومع ذلك، قال كوبلر: «يجب أن يبقى الليبيون يقظين في مواجهة الإرهاب». وأضاف: «أناشد الليبيين أن ينتهزوا هذه الفرصة لتعزيز المصالحة الوطنية والدفع قدمًا نحو تنفيذ الترتيبات الأمنية المؤقتة». وعدّ أن هذا «يتطلب إدماج المقاتلين وإعادة تأهيلهم وتجميع الأسلحة لكي يتم إفساح الطريق أمام جهاز أمن مهني بقيادة موحدة»، على حد قوله. وطبقا لما أعلنه العميد محمد الغصري، الناطق باسم القوات الموالية للسراج، فإن 2500 شخص لقوا حفتهم خلال المواجهات مع «داعش»، مشيرا إلى أن عدد القتلى من القوات المشاركة في القتال بلغ 720 قتيلا، وإلى 4500 جريح. إلى ذلك، عقد المجلس الرئاسي لحكومة السراج اجتماعا في العاصمة الليبية طرابلس لمناقشة التشكيلة الوزارية الجديدة وآلية تسمية الوزراء والوكلاء والهيئات الحكومية، بالإضافة إلى بحث ميزانية الدولة، وتحديد المخصصات، وأوجه الصرف لمؤسساتها العام المقبل. وقال المكتب الإعلامي للسراج إن الاجتماع تطرق إلى الاجتماع الخاص بجهاز الحرس الرئاسي الذي عقد في تونس مؤخرًا، وعرض للجدول الزمني المحدد لتجهيزه وتعيين منتسبيه، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي استعرض الوضع الأمني بالبلاد، وترتيبات تفعيل القوة الخاصة لمكافحة الجريمة، ووضع الخطط اللازمة لمواجهة الأزمات الخاصة بالكهرباء والوقود التي ظهرت مؤخرا. من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، بحث مع حفتر «مستجدات الوضع السياسي والأمني في ليبيا، والسبل الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار في البلاد في أقرب الآجال». ونقلت عن مساهل إشارته إلى «الجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي لتسوية الأزمة الليبية». كما جدد موقف بلاده المؤيد لحل سياسي للنزاع في ليبيا في إطار «تطبيق اتفاق الصخيرات الموقع في نهاية العام الماضي بالمغرب بين الأطراف الليبية من خلال حوار شامل ما بين الليبيين، والمصالحة الوطنية، للحفاظ على الوحدة والسلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني ووضع حد نهائي للأزمة». وكانت الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا أكثر من ألف كيلومتر من الحدود، استقبلت عدة جولات من الحوار السياسي الذي أفضى إلى توقيع اتفاق الصخيرات الذي انبثقت عنه حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج. وزار السراج الجزائر مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لطلب المساعدة في إقناع «المعرقلين» للاتفاق السياسي. في سياق آخر، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا أنه «صدم» بالأوضاع في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، واصفا إياها بأنها «خطيرة». وقال مارتن كوبلر في مؤتمر صحافي في تونس بمناسبة «اليوم العالمي للمهاجرين»: «يمكننا أن نقول إن هناك أزمة حقوق إنسان حقيقية في مراكز احتجاز المهاجرين» في ليبيا، وأضاف: «زرت مراكز احتجاز عدة في طرابلس، وصدمت بالوضع الإنساني». وعدّ كوبلر أن المهاجرين هم أيضا ضحايا اتجار بالبشر، وقال: «معالجة هذا الوضع الخطير لحقوق الإنسان» مسؤولية مشتركة للقادة الليبيين والمجتمع الدولي. وبحسب المبعوث الدولي، فإن 27 في المائة من المهاجرين يعانون من سوء تغذية وأمراض في هذه المراكز «المكتظة بشدة، والتي ينقصها الغذاء».

مشاركة :