طالب قراء "الاقتصادية" وزارة الشؤون الإسلامية، بمعالجة كل المشكلات السلبية في المساجد ومنها أصوات الميكروفونات وغياب الأئمة والمؤذنين، إضافة إلى المشكلة الأبرز وهي نظافة الجوامع والعناية بها، مقترحين الاطلاع على التجربة الماليزية في هذا الشأن. وجاءت تعليقاتهم على الخبر المنشور في الصحيفة أمس، بعنوان: «الشؤون الإسلامية» لـ «خطباء»: خطبكم تصيب المصلين بالملل والنفور"، حيث قال خالد: "أتمنى مرة واحدة أسمع من الخطباء توجيها للمسلمين عن السلوكيات مثل النظافة العامة، وعدم إلقاء القاذورات من السيارة، وتلويث الشوارع والشواطئ، وكذلك عواقب الفساد المالي والغش، وتوجيه المسلمين للعلم والصناعة والطب والعمل الجاد، والالتزام بالنظام من مرور وعدم التلفظ على الآخرين والاعتداء عليهم". وتساءل آخر عن الإجراء الذي اتخذته الوزارة تجاه المؤذن والإمام اللذين يؤجران هنديا ليخلفهم. وقال أحمد: "الوزارة ﻻ يوجد لديها إﻻ التعليمات؛ لذا نجد مساجدنا في وضع ﻻ تحسد عليه في النظافو والتنظيم". وطالب آخر بمراقبة ومتابعة الندوات الوعظية التي تقام أحيانا في بعض المساجد بعد صلوات المغرب أو العشاء في بعض قرى ومدن المملكة من قبل الدعاة الوعاظ، وألا تقام إلا بعلم وزارة الأوقاف والإرشاد وكذلك في المهرجانات الترفيهية أثناء عطلات الصيف حتى لا تستغل في إثارة الفتنة وتحيد عن طريق الوعظ البناء السليم المقصد والفائدة. ووصف عبد الله الغامدي الوزارة بالعاجزة عن عمل شيء تجاه المساجد ونظافتها والمحافظة على قدسيتها، همها الوحيدة الخطبة وتحديد مواضيعها وأغفلت دورها الحقيقي، لو قام مسؤولوها بزيارة مفاجئة لبعض مساجد الأحياء وخاصة القديمة لوجدوا ما يدعوهم لتقديم استقالاتهم. وقال عبد الله الشهري: "منبر الجمعة هو تذكير للمسلم بما سلف خلال أسبوع من معاص وذنوب والكمال لله سبحانه وكذلك يعتبر توطئة حسنة للأسبوع المقبل، حبذا لو كان إلقاء الخطبة بصوت معتدل لا علو فيه ومعالجة السلبيات المجتمعية". فيما طلب خالد من الوزارة مراقبة ميكرفونات المساجد وأصواتها المرتفعة جدا، وخاصة في الأحياء السكنية لوجود أطفال ومرضى، أما التنبيه على بعض المؤذنين فلا يكفي لأن بعضهم لا يستجيب والله المستعان. وتقدم قارئ بنصيحة للوزارة بإيفاد مجموعة من موظفي الوزارة للاطلاع على كيفية بناء المساجد ورعايتها في ماليزيا ثم تطبيق ما يرونه في السعودية. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قد حذرت عددا من أئمة المساجد والخطباء من تكرار مواضيع خطب الجمعة والإطالة فيها، مؤكدة أن ذلك يصيب المصلين بالملل والنفور. وقالت لـ "الاقتصادية" مصادر إن مراقبي الوزارة، إضافة إلى ورود شكاوى من المصلين رصدوا فيها قيام بعض الخطباء بإطالة خطبة الجمعة، وقيام البعض الآخر بتكرار الخطبة الواحدة خلال العام أكثر من مرة، ما جعل بعض المصلين ينفرون من سماع هؤلاء الخطباء. وأضافت أن الوزارة أكدت على فروعها تنبيه الخطباء الذين يقعون في هذه الملاحظات، ومراعاة أحوال الناس وعدم الإطالة عليهم. إلى ذلك، تعمل "الشؤون الإسلامية" على إيقاع عدد من العقوبات على أئمة وخطباء المساجد الذين يخوضون في المسائل السياسية والمذهبية أو التعرض للأشخاص أو الدول أو المؤسسات "تصريحاً" أو "تلميحا"، تصل لطي القيد عند تكرار هذه التجاوزات. ونبهت الوزارة خطباء المساجد في تعميم وزع عليهم، وأخذت تواقيعهم عليه، بعدم استغلال خطب الجمعة في المسائل السياسية والحزبية أو التحريض على الحكام ومؤسسات الدولة، مؤكدة عليهم اقتصار خطبة الجمعة على مفهوم الوعظ والإرشاد وتذكير الناس بأحكام الدين وفضائله. وأشارت مصادر إلى أن هناك لجنة في الوزارة لتتبع مثل هذه التجاوزات والتحقيق فيها، وأن هناك عددا من خطباء المساجد تم إيقافهم، لعدد من الأسباب، ومن ضمنها استغلال منابر المساجد في مواضيع خارجة عن هدفها الأساس في الدعوة لبناء الإنسان، وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة والمفاهيم الإيمانية الإيجابية التي تساعد على استقرار المجتمعات والمساهمة في حل أزماتها ومعالجة مشكلاتها، وتعليمهم أمور دينهم.
مشاركة :