المواطن ـ فيصل الزيادي ـ الطائف لم تكن فكرة إنشاء مقهى للقراءة، بوكالة شؤون الطالبات في جامعة الطائف، فكرة قابلة للتطبيق، خاصة مع ضيق المساحة وعدم توفر غرف تستوعب أرفف الكتب أو مقاعد للقارئات، لكن الحُلم بأن تصبح القراءة أكثر من مجرد هواية وتتحول إلى سلوك وعادة جعلت المستحيل ممكنًا.. فكما تحتضن البيوت مكتبات صغيرة وأرفف تجتمع عليها الكتب وتعانق سحر المعرفة، خُصص ركن في غرفة يحوي عددًا من الكتب في مختلف المجالات، لكن توافد الطالبات وتزايد أعداد الكتب جعل إنشاء مقهى للقراءة ضرورةً مُلحةً. من هنا انطلقت فكرة مقهى القراءة كمشروع ثقافي فكري، إذ صرحت وكيلة شؤون الطالبات قائلة: إن الهدف الذي تسعى وكالة شؤون الطالبات لترسيخه، من خلال هذه المبادرة، أن تجعل القراءة عادةً وممارسةً متأصلة وراقية ذات فن ومعنى، ورؤيتنا أن يصبح مقهى القراءة في جامعة الطائف مشروعًا ثقافيًّا ومنصةَ إبداع، تُلهم الطالبات ويولد من خلاله كاتبات ومُؤلفات ومُفكرات وقائدات للوطن والأمة، وإيمانًا بدور الكتاب وأهمية القراءة في خلق جيل واعٍ ومبدع ومنذ عام 1433 هـ وحتى عامنا الحالي والمقهى يكبر وتكبر معه أجيال من الطالبات، وبدأت تظهر حلقات المناقشة المتنوعة، فالكتب تُناقش والأفلام وكذلك السير الذاتية. بل بات هناك ركن خاص لكبار المؤلفين والأدباء، يستضيف كل عام كاتبًا أو روائيًّا أو شاعرًا نقف على سيرته، حيث كانت شخصية هذا العام العملاق الراحل نجيب محفوظ، تحت اسم (مقهى نجيب محفوظ)، والذي يستعرض شخصية الكاتب فيه بجميع أبعادها وأشهر مؤلفاته، ويتم فيه مناقشة أعماله وسيرته الذاتية. تستطرد وكيلة شؤون الطالبات قائلة: الآن وقد تمكن منّا شغف القراءة، نحن ننقل عدوى حب الكتب وعشق القراءة لأجيال قادمة، وننظم حملة لننشر ثقافة القراءة بعنوان (كتابي صديقي)، تستهدف زيارة عددٍ من مدارس للمرحلة الابتدائية والمتوسطة في أنحاء محافظة الطائف.
مشاركة :