ما الذي كنت تريده من أردوغان وأنت لا تعرف ماذا تريد؟؟ | شريف قنديل

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن أخذها الدب الروسي أو اقتنصها وطار بها الى ما وراء الشمس حيث الثلوج في كازاخستان وبعد أن راح الغراب الإيراني ينعق على أطلالها متجولاً بين خرائبها.. وبعد أن اكتفى العرب بإصدار بيان - إن كان قد صدر- أرجو ألا يتفرغ أعداء التقارب العربي التركي لنقد أردوغان باعتباره تنازل أو تهاون أو باع القضية! وقبل هذا وبعده أرجو ألا يعتبر هؤلاء هذه المقدمة محض دفاع عن الموقف التركي الأخير مما جرى لحلب. كما أرجو على الطرف الآخر عدم اعتبارها من قبيل ليس في الإمكان أكثر أو أكبر مما كان. والحق إن ما جرى وكان مؤسفاً وموجعاً حد الإيلام. عجز عربي بفعل تهاون وتخاذل وتآمر البعض ينسجم أو يساير عجزاً دولياً بفعل انتهازية واستغلالية ونفعية الكل. في منتصف المسافة وقف أردوغان متأملاً موقف العرب المتردد منه وموقف العالم الكبير المتنمِّر له ،ودخل فيما يسميه البعض مقايضة ويسميه البعض الآخر مصلحة قبل أن يطير الدب الروسي بفريسته تاركاً بعش أجنحتها للغراب الإيراني الذي ينتظر أي عظمة أو ريشة عربية تسد رمقه وجوعه الى الجسد العربي كله. أعود فأقول إن تقارباً عربياً تركياً في مواجهة الغراب الإيراني من جهة وترويض الدب الروسي من جهة أخرى بات أكثر وأشد ضرورة من ذي قبل. والحق إن ذي قبل كان متوتراً ومتردداً ومتشككاً ومستجيباً لأولئك الذين يحلو لهم مع كل تقارب أن يحذروا من عودة الدولة العثمانية. لقد غالينا كثيراً في تصوير كل تقارب مع تركيا باعتباره موافقة على عودة الدولة العثمانية.. فلما زاد الأمر عن حده انتشت وانتعشت دولة الفرس فبدأت تتحدث عن ثغورها في بغداد والموصل ودمشق وحلب والجنوب اللبناني وبيروت والجنوب اليمني وصنعاء. وعبارة أوضح ماالذي كنت تريده كعربي من أردوغان وأنت تلاحظ معي توجه البعض صوب طهران؟ ماالذي كنت تريده من بوتين وهو صريح جداً في انحيازه بل تبنيه لجزار دمشق؟ ماالذي كنت تريده من أوباما وهو يصارحك بعجزه منذ أعوام؟ وأخيراً ماالذي تريده كعربي عضو في الجامعة الموجودة بالقاهرة وأنت بتَّ تشك في تطابق الاسم مع المعنى.. جامعة .. وعربية؟ جامعة وفيها عوامل أو كوامن أو عناصر فرقة.. وعربية وفيها هوى إيراني لا تخطئه عين أو أذن أو أنف؟ sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :