ولادة حكومة «الوفاق الوطني» في لبنان

  • 12/20/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خرجت الحكومة اللبنانية الجديدة إلى النور ليل أمس بعد عملية قيصرية استغرقت 45 يوماً من الجهود منذ تكليف زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري تأليفها، ما تطلب الكثير من المداولات لتذليل العقد التي واجهتها بفعل التنافس على الأحجام والتوزير والحقائب، والتي عكست التوازنات التي أفرزت التسوية بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأطلق الحريري على حكومة العهد الاولى شعار «حكومة الوفاق الوطني» وقال إن بيانها الوزاري سيكون من خطاب القسم للرئيس عون. وتشكلت الحكومة التي ستكون أولى مهماتها التحضير للانتخابات النيابية بعد الاتفاق على قانون الانتخاب، من 30 وزيرا وضمت 7 وزراء دولة، بإصرار من رئيس البرلمان نبيه بري و»حزب الله» على توسيع تشكيلة من 24 وزيرا، بهدف تمثيل حلفائهما. وكان الحريري عرض صيغة من 24 وزيراً على عون الأربعاء الماضي، لكن مطلب الثنائي الشيعي أدى إلى إعادة النظر فيها. إلا أن التشكيلة النهائية أذيعت من دون حزب الكتائب، بعدما رفضت قيادته عرضاً بأن يتولى الوزير السابق ألان حكيم منصب وزير دولة بلا حقيبة. وقالت مصادر كتائبية لـ «الحياة» إن «العرض الذي قدموه لنا بتولي وزارة دولة كأنهم يقولون لنا بطريقة ما بأنهم لا يريدوننا. ونحن لا نسمي هذا عرضا. وإذا كانوا يرون أن من حقهم أن يتصرفوا معنا بهذه الطريقة فمن حقنا أن نتخذ الموقف الذي نراه مناسبا». وفي المقابل قالت مصادر معنية بالتأليف أن تأخير إصدار مرسوم التأليف جرى لأيام عدة لإقناع الكتائب بالانضمام إليها. وتميزت الاتصالات الأخيرة بإحداث تبديلات في بعض الحقائب أبرزها أن رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط طلب إسناد حقيبة التربية إلى النائب مروان حمادة بدلاً من وزارة العدل التي كانت أسندت إليه في تشكيلة الـ24. كما حصل الرئيس عون على حصة منفصلة عن حصة حزبه «التيار الوطني الحر»، ما جعل حصتهما الأكبر(7 وزراء). كما ظهرت أسماء جديدة غير تلك التي تسربت في الفترة الماضية، فضلاً عن أنها تضمنت 11 وزيراً يتبوأون المنصب للمرة الأولى، إضافة إلى سيدة واحدة هي من حصة الرئيس بري. واحتفظ 3 وزراء بحقائبهم. وأسندت لوزراء الدولة مهمات محددة. وتضمن مرسوم التشكيلة النهائية الأسماء الآتية إضافة إلى الحريري: غسان حاصباني نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للصحة (القوات)، علي حسن خليل وزيراً للمال (حركة أمل)، يعقوب صراف وزيراً للدفاع (عون)، غازي زعيتر وزيراً للزراعة (كان وزيراً للأشغال العامة- حركة أمل)، رومل صابر وزيراً للاقتصاد (التيار الحر)، يوسف فينيانوس وزيراً للأشغال العامة (تيار المردة)، جمال الجراح وزيراً للاتصالات (المستقبل)، بيار أبي عاصي وزيراً للشؤون الاجتماعية (القوات)، سليم جريصاتي وزيراً للعدل (عون)، حسين الحاج حسن وزيراً للصناعة (حزب الله)، طارق الخطيب (رئيس بلدية حصروت في إقليم الخروب - عون)، طلال ارسلان وزيراً لشؤون المهجرين، سيزار أبي خليل وزيراً للطاقة (التيار الحر)، مروان حمادة وزيراً للتربية والتعليم العالي (حصة اللقاء الديموقراطي)، محمد فنيش وزيراً للشباب والرياضة (حزب الله)، نهاد المشنوق وزيراً للداخلية (المستقبل)، غطاس خوري وزيراً للثقافة (المستقبل)، عناية عز الدين وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية (بري-أمل)، جبران باسيل وزيراً للخارجية (رئيس التيار الحر)، ملحم رياشي وزيراً للإعلام (القوات)، علي قانصو وزير دولة لشؤون المجلس النيابي (الحزب السوري القومي الاجتماعي)، أيمن شقير وزير دولة لشؤون حقوق الإنسان (التقدمي الاشتراكي)، ميشال فرعون وزير دولة لشؤون التخطيط (حليف القوات)، معين مرعبي وزير دولة لشؤون النازحين (المستقبل)، بيار رفول وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية (التيار الحر)، نقولا تويني وزير دولة لمكافحة الفساد (عون)، جان اوغاسبيان وزير دولة لشؤون المرأة (المستقبل)، محمد كبارة وزيراً للعمل (المستقبل)، اواديس كدانيان وزيراً للسياحة (طاشناق)، رائد خوري وزيرا للاقتصاد (التيار الحر). وأكد الحريري أن «الحكومة ستنكب على معالجة ما يمكن معالجته في عمرها الذي لن يتخطى بضعة أشهر من الأزمات على رأسها مشاكل النفايات والكهرباء والمياه أما في السياسة فأولى مهماتها الوصول بالتعاون مع المجلس النيابي إلى قانون جديد للإنتخابات يراعي النسبية وسلامة التمثيل لتنظيم الانتخابات النيابية في موعدها منتصف العام المقبل بإذن الله ويمكن اعتبار هذه الحكومة حكومة انتخابات». وأكد أن «الحكومة لم تأت لتثبيت سوابق أو تكريس أعراف وقد تنازل كل طرف بمكان، لنتوصل إلى حكومة الوفاق الوطني وقد عرضت على حزب الكتائب وزارة دولة لكنه آثر رفضها على رغم كل محاولاتي، فكان هذا هو المستطاع». واشار إلى أن «هذه الحكومة هي الاولى في عهد الرئيس عون وهي مناسبة لأدعو الجميع إلى التعاون لمصلحة لبنان ولأحث اللبنانيين على الأمل والتفاؤل بقدرتهم وقدرة حكومتهم الجديدة على العمل والانجاز من أجل غد أفضل».

مشاركة :