أبها: الوطن 2016-12-19 11:20 PM قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها إن سقوط حلب بأيدي النظام السوري وحلفائه هو ثمرة تخلي الغرب عن سياسة الإرادة والقوة، وعدم التدخل بشكل فعال من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأشارت الصحيفة إلى أن سقوط حلب يمثل نقطة تحول لافتة في الحرب السورية الممتدة منذ خمسة سنوات، لافتة إلى أن هذه اللحظة مكنت الأسد وداعميه، روسيا وإيران من بسط اليد العليا على المدينة، واصفة الصمت الأميركي والأوروبي بأنه نابع من حالة تفكير مشوش وغير سليم. فشل التصدي للأسد أوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن المطالبات الغربية برحيل الأسد في الأيام الأولى من الأزمة كانت متكررة، إلا أن الدعم المحدود للمعارضة المسلحة فشل وكشف عن عجز المجتمع الدولي في التحرك، وما تصريحات فرنسا وألمانيا الأخيرة والتعهد بمواصلة العمل من أجل وقف الكارثة السورية إلا خير دليل. ووصفت الصحيفة ردود أفعال الغربيين حيال عملية استئناف القوات السورية لقصف مدنيي حلب، بأنها مجرد الإعراب عن الأسى والحزن، مشيرة إلى أن وهم الانتصار لدى الأسد وحلفائه بني على جرائم الحرب، حيث إنهم كانوا يلجؤون لإمطار المدن السكنية بالقنابل المبيدة والبراميل المتفجرة، بدلا من مواجهة المسلحين على الأرض. أولوية المرحلة ألمحت الصحيفة إلى أن الوضع السوري الحالي لن يكون نهاية النزاع القائم منذ خمس سنوات، مؤكدة على ضرورة التحرك من أجل وقف تمدد إيران التي ما انفكت تتباهى بالنصر على أشلاء القتلى. ولفتت الصحيفة إلى أن مشاهد الرعب في عيون الأطفال والأهالي أمام بطش الميليشيات الطائفية الإيرانية التي تتجول في الأحياء السكنية يعتبر دليلا على إرهاب تلك الميليشيات، مشيرة إلى أن عملية إدخال المساعدات الغذائية والطبية للأهالي تعتبر من أولى الأولويات، تزامنا مع الضغط على الأسد وحلفائه من أجل وقف تسوية المدينة بالأرض. ما بعد حلب مضت الصحيفة بالقول إن المرحلة المقبلة بعد الاستيلاء على حلب، هي الزحف إلى منطقة إدلب التي فر إليها العديد من مقاتلي المعارضة المسلحة وتمركزوا فيها، مبينة أن روسيا ستكون إلى جانب هذا المخطط، بسبب ظن الأخيرة أن مقاتلي المعارضة سيتحالفون مع عناصر تنظيم القاعدة، وبهذه الخطوة لن تتوقف روسيا عن مواصلة الحرب في سورية حتى آخر رمق. وخلصت الصحيفة، إلى أن التفاؤل المتسرع حول النصر في حلب، سيكون مصيره التفكك والانهيار، بسبب عدم تطابق المصالح بين موسكو وطهران، حليفتي الأسد، مشيرة إلى أن الشروخ التي ستظهر على إثر ذلك، يجب على واشنطن استغلالها ويجب محو فكرة أن المنتصر هي إيران وروسيا، ناصحة المجتمع الدولي بزيادة العمل على عزلة الأسد، من خلال توثيق جرائمه التي يبدو أنه مطمئن إلى عدم ملاحقته عليها، لكنها ستطارده لتنتهي به إلى محكمة الجنايات الدولية.
مشاركة :