تواصل – سامر محمد: رأت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن التحرك الدبلوماسي السعودي في العراق يتحدى خطط إيران لتقوية نفوذها في بغداد، خاصة بعد تراجع أهمية طهران مع تقلص الأراضي التي يسيطر عليها “داعش” في العراق. وأشارت إلى أن إيران تتطلع لتقوية نفوذها وموطئ قدمها في العراق، لكن بعد سنوات من كونها اللاعب الإقليمي المهين هناك، تواجه بشكل مفاجئ المنافسة من السعودية. وأضافت أن الأشهر الأخيرة شهدت استضافة المملكة لرئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” و”مقتدى الصدر” رجل الدين الشيعي البارز هناك. وذكرت أن الرياض وبغداد أعلنتا أنهما سيفتحان معبر “عرعر” الحدودي بين البلدين، وذلك لأول مرة منذ 27 عاماً، لافتة إلى أن هذا التقارب يعكس تحولاً في استراتيجية المملكة، وهو تحرك يهدف لتقليص نفوذ طهران. ونقلت الصحيفة عن مستشار للحكومة الإيرانية أن العراق يمثل جزءا حيويا لخطط الرئيس الإيراني حسن روحاني لجعل العلاقات الإقليمية محل تركيز سياسته الخارجية. وأشار مستشار السياسة الخارجية الإيرانية، إلى أن زيادة نفوذ إيران في العراق على مختلف المستويات، تمثل الأولوية الأولى لإيران، وبالتالي ينبغي عدم السماح للعراقيين بتغيير مواقفهم تجاه طهران، حيث تناقش القوى السياسية والعسكرية الإيرانية حالياً التكلفة الممكنة لزيادة هذا النفوذ ومستوياته. وعبّر عن أمله في إمكانية تحقيق ذلك بدون تصعيد التوترات مع الرياض، لكن أحد أهم شكاوى السعودية وإدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ضد إيران تتمثل في تدخل طهران في شؤون الدول العربية. ولفتت الصحيفة إلى أن علاقات إيران مع العراق الآن تتحرك بشكل أعمق من علاقاتها في سوريا وذلك على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، فالعراق أصبح وجهةً مهمة للبضائع الإيرانية، فصادرات إيرانية غير نفطية تقدر بـ6.6 مليارات دولار وصلت للعراق خلال السنة المالية الماضية. ويرى أستاذ جامعي إيراني متخصص في العلاقات الدولية أن العراق يمثل قيمة كبيرة جداً لإيران وهي قيمة أكثر أهمية بكثير من سوريا، فإيران لا تستطيع تحمل خسارة العراق، لكنها لن تموت إذا خسرت سوريا. واعتبرت الصحيفة أن استضافة المملكة لقيادات شيعية يظهر استعدادها للشراكة مع القادة الشيعة هناك الذين يمثلون قاعدة النفوذ لإيران في العراق، وليس مجرد التعاون مع الحلفاء السنة التقليديين.
مشاركة :