المملكة تشارك 25 دولة في دراسة القارة الجنوبية المتجمدة وعلاقتها بجزيرة العرب

  • 3/28/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة-واس:شاركت المملكة العربية السعودية 25 دولة في بعثتين علميتين لاستكشاف القارة القطبية الجنوبية المعروفة باسم (أنتاركتيكا) بدأت الأولى نهاية 2013م والثانية مطلع العام الحالي، مثلها خلالهما أستاذ الجيولوجيا والجيوفيزياء في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون الذي انضم إلى 143 باحثًا انقسموا على هاتين البعثتين ليجروا العديد من الأبحاث المتعلقة بطبيعة القارة المتجمدة وعلاقة بعض التحولات الطبيعية فيها بجزيرة العرب. وانطلقت الرحلة الأولى نهاية العام الماضي متجهة إلى شمال غرب القارة المتجمدة من جهة أمريكا الجنوبية على متن باخرة الأبحاث الروسية أكاديميك آيوف على متنها 96 باحثًا واستمرت 25 يومًا، تم خلالها إجراء دراسات جيولوجية وتكتونية ميدانية لبحر سكوشيا وما حوله من جزر، وشبه القارة القطبية، ومقارنة ذلك بجيولوجية جزيرة العرب وابتعاد الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية على امتداد البحر الأحمر وانفتاحه وتوسعه، وتبين منها تزامن وتشابه بين طبيعة انفتاح بحر سكوشيا وانفتاح البحر الأحمر. وبدأت الرحلة الثانية في 13 / 3 / 1435هـ على متن السفينة العلمية الروسية أكاديميك شوكالسكي متجهة إلى جنوب شرق القارة القطبية، واستمرت 30 يومًا بمشاركة 47 باحثاً، تخللها العديد من المصاعب بعد الإبحار من ميناء (Invercargill) في أقصى جنوب نيوزيلندا، خاصة عندما دخلت السفينة البحار المفتوحة للمحيط الجنوبي، إذ تعرضت الباخرة للأعاصير والأمواج العاتية التي تسبّبت في حدوث إصابات مختلفة لبعض أعضاء الفريق أثناء الذهاب والعودة من القارة القطبية. وأرجع الدكتور ابن لعبون، صاحب اكتشاف وجود صخور جليدية تابعة لعصر البليستوسين (العصر الجليدي) في منطقة مدين شمال غرب المملكة، أسباب مشاركته في الرحلتين إلى دراسة جيولوجية القارة الجنوبية المتجمدة التي تشبه جيولوجية جزيرة العرب، حيث عثر على دلائل لصخور ترسبت في بيئات جليدية في منطقة مدين شرق خليج العقبة، ما تطلب الأمر السعي لدراسة البيئات الجليدية الحالية للتعرف على مدى تأثير الجليد على الصخور تشكيلا ونقلا وترسيبًا. وأوضح في حديث لوكالة الأنباء السعودية أن البعثة الثانية قامت بدراسة جيولوجية الجانب الجنوبي الشرقي للقارة على سواحل بحر روس، خاصة النشاط البركاني، ومقارنة ذلك بما حدث في جزيرة العرب، وتبين من الدراسة وجود تزامن بين الثورات البركانية وتشابه في طبيعتها بين القارة القطبية وجزيرة العرب. وأشار إلى أن هذه المشاركة جزء لا يتجزأ من مهمات الجامعات والمراكز البحثية بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص، بالإضافة إلى التعرف على تقنيات البحث العلمي الحديثة والإسهام عالميًا في تقدمها، مبينًا أنه تم تسليط الضوء على تسجيل خمس فترات جليدية في السجل الجيولوجي لطبقات جزيرة العرب، اثنتان منها في دهر الحياة الخافية (Proterozoic)، والأخرى في حقب الحياة القديمة (Paleozoic) (في أواخر العصر الأوردوفيشي وأوائل العصر السيلوري) و(أواخر العصر الكربوني وأوائل العصر البرمي)، وأخيرًا جليد العصر الجليدي في عصر البلايستوسين. ويوجد في القارة القطبية العديد من محطات الأبحاث العلمية، منها الدائمة المأهولة، ومنها المؤقتة الصيفية، ومنها الذاتية العمل، تشرف عليها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وفرنسا، والهند، وجنوب أفريقيا، ونيوزيلندا، وأستراليا، والأرجنتين، وتشيلي، وأوكرانيا، والكوريتين، وأورغواي، واليابان، وبولندا، وإيطاليا، وألمانيا، والبرازيل. وفي ذلك السياق، قال الدكتور عبدالعزيز بن لعبون إن البعثة العلمية زارت عددًا من هذه المحطات أثناء الرحلة الثانية، وتم التعرف على النشاط العلمي لها وما تقوم بجمعه من معلومات جيولوجية، وجيوفيزيائية، ومناخية، وفلكية، وحيوية، ومناخية، وبحرية، وجليدية، وفلكية، وغيرها، للاستفادة منها في دراسة طبيعة القارة المتجمدة، ومن تلك المحطات التي زارها الفريق: مكواري الأسترالية، ومكمردو الأمريكية، وسكوت النيوزيلندية.

مشاركة :